إيبوسي قرأ سورة الكهف وقال لي إن الإسلام أحسن الديانات وأنوي اعتناقه

صوّرتـــه وهو يدعو اللــه أن يسجــل ويفرح أنصــار الشبيبــة
كشف سعيد فرقان، لاعب فريق شبيبة القبائل، حصريا لـ«النهار»، عن اللحظات الأخيرة التي عاشها رفقة زميله المرحوم ألبير إيبوسي الذي قتل بطريقة بشعة بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، حيث سرد في اتصال هاتفي مع «النهار» أمورا كثيرة لأول مرة، بداية من الصورة التي التقطها له بهاتفه النقال، وهذا «خلسة» من الراحل إيبوسي الذي كان يقاسمه غرفة النوم، حيث يقول محدثنا إنه في حدود الساعة الخامسة إلا الربع مساء من يوم اللقاء المشؤوم، ودقيقة قبل ذهابهم للاجتماع كان يطل من شرفة غرفة فندق عمراوي، قبل أن يرى إيبوسي وركبتيه على الأرض ورأسه فوق السرير وراح يصلي بطريقتهم «المسيحيية»، ويدعو الله أن يسجل ويفرح أنصار الشبيبة، وقال محدثنا إنه لم يرِه تلك الصورة التي يحتفظ بها، ورفض منحها حتى للصحافيين رغم إلحاحهم، قائلا إنه لا يريد أن يشتهر على حساب شخص متوفى، وأضاف اللاعب أنه اعتاد قبل أي لقاء قراءة سورة الكهف عبر هاتفه، وهي تحوي ترجمة باللغة الفرنسية، وعلى الساعة الثالثة زوالا من يوم السبت الأسود شاهده إيبوسي وهو يقرأ السورة، فأخذ منه الهاتف وراح يقرأ السورة، حيث قرأ نصفها قبل أن يخاطبه إيبوسي بالقول: «لديكم أحسن الديانات، إنه دين جميل، سأعتنق الإسلام وسأفعل ذلك تدريجيا»، كما كشف لنا وسط ميدان الشبيبة أنه قبل اللقاء «راهن» مع إيبوسي إن كان سيجل، فرد عليه إيبوسي أنه سيسجل هدفين، فقال له سعيد فرقان: «ستسجل الأول في الدقيقة العاشرة والثاني في الدقيقة الـ 80»، فرد عليه إيبوسي أنه سيجل في الدقيقة 28، وتشاء الأقدار أن يسجل في الدقيقة الـ 26. وعن لحظة الجريمة يكشف محدثنا أنه وبعد أن تبادل السلام مع العرفي لاعب اتحاد العاصمة توجه إلى غرفة تغيير الملابس، حيث كان قريبا من اللاعب بلعمري ومن إيبوسي، مضيفا أنه وبعد مشاهدته لإيبوسي يسقط أرضا استنجد بطبيب الفريق الذي كان يسير نحوه ببطء، فطلب منه الإسراع مؤكدا أنه اعتقد أنها مجرد ضربة بسيطة سيتم من خلالها خياطة الجرح، وانتظره في غرفة تغيير الملابس إلا أن إيبوسي لم يأت، مؤكدا أن من عايش الجريمة وكان بقرب إيبوسي هو عنصر من اتحاد العاصمة ولا يدري إن كان مسيرا أو طبيبا، وهو من قدم له الإسعافات الأولية. وعن الرسالة التي يوجهها لقاتله رد علينا سعيد فرقان: «يا قاتل الروح وين تروح.. إن شاء الله ربي يفضحو»، وإن تم استدعاؤه لسماعه من طرف الشرطة أجابنا سعيد فرقان أنه لم يتم استدعاؤه ولن يذهب، قائلا بنبرة حادة: «ماذا سيقولون لي كيف مات؟ هل رأيت القاتل؟ أنا لم أره»، مضيفا أنه شاهد الفيديوهات كباقي الناس الذين شاهدوها قبل أن يوجه رسالة إلى «أعداء» شبيبة القبائل بالقول أن ما جرى قد أثبت كرههم لها، مبرزا أنه على الجميع مساعدة شبيبة القبائل والوقوف معها منددا أيضا بالإشاعات التي أحيطت بإيبوسي لاسيما القول أن يوم مقتله كان قد رزق ببنت، إلا أن الأصح أن ابنته قد تجاوزت العام (15 شهرا تحديدا) قائلا: «ماشي حق عليهم كذبو بالمرحوم».