إعــــلانات

ابني قال لي سأرجع في أقرب وقت..وبالفعل عاد بعد ساعات في صندوق

ابني قال لي سأرجع في أقرب وقت..وبالفعل عاد بعد ساعات في صندوق

لا تزال دموع الحزن والأسى مرسومة على محيا عائلة الطيار الغليزاني والمدينة ككل، بعدما لقي حتفه بداية هذا الأسبوع بمنطقة رڤان، إثر الحادث المؤلم

 

الذي تعرضت لها المروحية العسكرية التي تحطمت في الجو. حيث لم تهضم عائلة بخدة مقتل ابنها “بن عودة” 34 سنة، الأكبر سنا في إخوته الستة، المشكلين لعائلة بخدة بحي الطوب الشعبي.

  الطيار الفقيد من مواليد سنة 1975 بغليزان وهو نقيب عسكري له خبرة أكثر من 9 سنوات في الطيران العسكري عبر المروحيات.

“النهار” زارت عائلته لتقف على جو الحزن الرهيب الذي خيم على العائلة، التي ودعت فقيدها وهو في سن الزهور?ولكونه خفيف الظل وذو أخلاق حميدة، صعب على أهله توديعه، حيث انهار والده عبد الرحمان، الذي كان رئيسا سابقا للمجلس الشعبي لبلدية غليزان، وأجهش بالبكاء لحظة استجوابنا له. حيث قال “لم أكن أتخيل يوما بأن ابني سيرحل عني بهذه السرعة، كنت آمل كثيرا في رؤيته ابنا وأبا مثاليا وطيارا ناجحا، لكن شاءت الأقدار أن يخطفه الموت منا ومن عائلته الصغيرة، كونه متزوج وله ابن صغير لا يتجاوز سنه 4 سنوات، سماه عبد الرحمان نسبة إلى جده”.

الراحل، وحسب شهادة والده الذي راح يصفه بالابن المثالي، الذي لا يعرف النرفزة والهادئ في تعاملاته مع الأشخاص ومع العائلة. حيث قال بأنه سمع صوته آخر مرة نهاية الأسبوع المنصرم، حين هاتفه كي يطمئنه على حالته وهو في مهمة استطلاعية بمنطقة رڤان. وقال لم يتبق لي الكثير وسأعود إن شاء الله لغليزان. وصدق القول، كونه لم تمر سوى 72 ساعة حتى عاد إلى أهله في صندوق مغلق، لم تتمكن حتى عائلته من رؤيته، كون تحطم المروحية تسبب له في حروق، غطت جثته النحيفة.

والده عبد الرحمان، كشف أيضا بأن ابنه كان متفوقا دوما في دراسته سواء بالثانوية أو حتى بالجامعة، التي تركها من أجل مهنة الطيران، حيث كان وقتها بمعهد العلوم الاقتصادية بجامعة وهران?وسرعان ما نجح في اجتياز الاختبارات الخاصة بامتهان الطيران بمدرسة طفراوي حتى التحق بالمهنة التي كان يفضلها منذ نعومة أظافره.

وقد تخرّج الشاب الفقيد سنة 2000 من مدرسة الطيران بسطيف مع المتفوقين الأوائل، وقال الوالد بأنه يتذكر جيدا ذلك الحفل الذي كرمت فيه رفقة ابني، بعد أن تلقيت دعوة لحضور حفل التخرج آنذاك أين فوجئت بإمكانات ابني التي أثنى عليها حتى الضباط السامون، وقتها.

وبالرغم من كل هذه الصدمة، إلا أن عائلة الضحية بخدة بن عودة بدت مؤمنة بالقضاء والقدر، واعتبرت بأن ابنها مات شهيدا وروحه الزكية راحت فداء للوطن ما دام أنه توفي وهو يؤدي الواجب الوطني، طالبة من الله أن يتقبل شهادته وأن يرفعه مقام النبيين الخيرين.. وألف رحمة عليه.

 

رابط دائم : https://nhar.tv/3GyxW
إعــــلانات
إعــــلانات