إعــــلانات

احتـــراف ''الفاف''… بشعارات ''حيوانية'' كريهة ودعـــــــوات علنيــــــة للعنـــــف والــــــدم بملاعبـــــنـــــــا

احتـــراف ''الفاف''… بشعارات ''حيوانية'' كريهة ودعـــــــوات علنيــــــة للعنـــــف والــــــدم بملاعبـــــنـــــــا

الخضريحولون إلى حيوان كريه الرائحة وخوافيعيش في الصحراء… 

تجتاح البطولة الوطنية في مختلف أقسامها وبدرجة خاصة قسميها الأول والثاني، منذ سنوات، تسميات غريبة وعجيبة أطلقت على جماهير عدد من النوادي المحلية في واحدة منالابتكاراتالتي لا تحتاج إلى الكثير من العناء لفهم رسائل الأنصار الذين اختاروا هذه التسميات كمحاولة للترويح عن النفس.

ولا يكاد جمهور ناد من أندية الرابطة المحترفة الأولى يخلو من تسمية غريبة ارتبط بها مصادفة أو عمداً فصارت هي التسمية الحقيقية للنادي، بحيث ضاعت أسماء نوادي المولودية والحراش والقبائل في الشناوة والكواسر والكناري وغيرها من الأسماء، ويندر أن يذكر النادي من دون أن ترافقه التسمية الجديدة أو تذكر وحدها بدلاً منه، وهي التسميات التي كانت مقبولة إلى وقت ليس ببعيد غير أن هذا الأمر أضحى غير مطابق للواقع الحالي   إن صح القولمع أول بطولة احترافية تعرفها الجزائر هذا الموسم التي ضاعت ما بين الجراد تارة والكواسر والجوارح والكناري والسنافر وأسماء أخرى، ويبقى الأمر الذي يثير الحيرة والاشمئزار في آن واحد أن تتم تسمية المنتخب الوطني الذي يعد فخر الجزائر بحيوان تنبعث منه رائحة كريهة يعيش في الصحاري إلى جانب أنه معروف عنه بالخوف الشديد. ويبقى الأمر الخطير في كل ذلك، أن بعض هذه التسميات لها صلة مباشرة بالعنف، على غرارالكواسروالجوارح والهوليغانز بالنسبة لأنصار اتحاد عنابة، وهي التسميات التي تدعو بصفة مباشرة إلى العنف الأمر الذي كان يتطلب من الاتحادية لحظة إصرارها على تطبيق الاحتراف أن تأخذ بعين الاعتبار سن قوانين تجبر من خلالها أنصار هؤلاء النوادي على التخلي عن حمل هذه الشعارات في المباريات، في انتظار تعميمها على باقي النوادي، الأمر الذي يؤكد على أن الإحتراف في بلادنا انطلق بطريقة معوجّة وليس مبنيا على أسس صحيحة تتركز بالأساس على إزالة هذه التسميات الغريبة التي اجتاحت الكرة الجزائرية دون أن تغادرها.

البداية من قسنطينة والنهاية ليست قريبة

وكانت البداية من قسنطينة حين سمت الجماهير الفريق الأكثر شعبية في مدينة الجسور المعلقة الأول شباب قسنطينة أواخر الثمانينات من القرن الماضي بـالسنافر، لكثرة أعدادهم وقصر قاماتهم وفقا للروايات التي كانت من قبل الفاعلين الأولين في هذا النادي. ووفقا لنفس الرواية كان جماهير أكبر نادٍ في عاصمة الشرق شباب قسنطينة، من أطفالاً ومراهقين متعصبين، وشديدي الارتباط بناديهم حيثما حل ونزل، وحدث أن أثارت تنقلاتهم خارج المدينة انتباه العديد من المتتبعين الذين لم يتأخروا بتسميتهمالسنافرتيمنا بسلسلة الرسوم الكارتونية الشهيرة التي كانت تبث تلك الأيام على شاشة التلفزيون الجزائري وتحمل الإسم نفسه.

كرونولوجيا الأحداثبداية التسعينات غزو التسميات

بداية التسعينات شهدت موجة جديدة من الأسماء والتسميات الغربية، فابتدعت جماهير نادي اتحاد العاصمة، أحد أعرق الأندية وأكثرها تتويجاً خلال الفترة السابقة مع بداية التسعينات، لنفسها اسمالمسامعيةتأكيداً على تميزهم في إبداع الأغاني خلال المواضبة على تأليف كلمات موزونة وجميلة خالية منالشوائبوالكلمات النابية، ليتم ترديدها جماعياً خلال مباريات الفريق في معقله في ملعببولوغينتشجيعاً له حيناً وتثبيطاً لعزائم المنافس حينا آخر. ولطالما شدت إليها هذه الكلمات الانتباه وتحولت هذه المدرجاتملعباًداخل الملعب يشد إليه الأنظار والأسماع على السواء.

ولعل ما ساعد هؤلاء في التميز هو انضمام عدد من مغنيي الغناء الشعبي للإشادة بالفريق والتغني بأمجاده إلى صفهم يتقدمهم المطرب الشعبي مراد جعفري. في المقابل كانت جماهير اتحاد عنابة جنحت، كما حال معظم الجماهير الجزائرية، للشغب والعنف في بعض مباريات فريقها تعصباً ليس إلا فسميت بـالهوليغانزتشبهاً بـهوليغانزالإنجليز والألمان.

المولودية بداية الثورة

الشناوة تيمنا بشعب الصين في عددهوجــــــــــراد البــــــــرج يلتهــــــم كـــــل شيء 

لكنالثورةالحقيقية في عالم الأسماء والتسميات الغريبة صنعتها جماهير عميد الأندية الجزائرية، نادي مولودية الجزائر، صاحب الأمجاد والشعبية الطاغية عندما تلقفت، فجأة وعلى حين غرة، تسميةالشناوةفصارت رمزاً لها ومرتبطة بها. وشبهت جماهير المولودية بـشعب الصين، ليس في عمله وجده وابتكاراته بل من حيث كثرة عدده وانتشاره في كل أصقاع العالم، فتم تحويل كلمةchinoisالتي تعني بالفرنسيةالصينيين، إلىالشناوةبالدارجة الجزائري. ولا يعرف، على وجه الدقة صاحب التسمية التي صارت الأشهر في الملاعب الجزائرية، لكن المؤكد أنها أطلقت على هذه الجماهير عندما كانت تحل وترحل، بأعداد هائلة، مع ناديها في موسم 981999 الذي توجته بلقب الدوري المحلي. ولطالما كان الصراع على أشده بين جماهير الناديين العاصميين المسامعية والشناوة خلال مبارياتها في أشهر داربي في الجزائر. ولم تكن جماهير المولودية تختلف عن الفرق الأخرى بكثرة عددها كهدير جارف فحسب، بل تجاوزتها إلى حد باتت تثير القلق وتبث الرعب في نفوس المواطنين باعتداءاتها المتكررة وتعرضها لسلامتهم وأمنهم وممتلكاتهم، ما شكلوجع رأسحقيقياً للسلطات المختصة في الجزائر، التي وجدت صعوبات في لجم هذه الحركة، ولم تجد بداً سوى التمني للفريق بسوء النتائج. ولم تتأخر جماهير نادي برج بوعريريج عن ركبقطارالتسميات الغريبة، فتحولت إلىالجراد الأصفرالذي يلتهم الأخضر واليابس في كل مكان يحل به. وجاءت التسمية خلال صعود الفريق إلى دوري الدرجة الأولى بداية الألفية الثالثة عندما كانت الجماهير تحل وترحل مع فريقها ملتحفة اللون الأصفر (أحد ألوان النادي) فلم يتردد أصحاب الموهبة في إطلاق التسميات في تسمية الجماهير بالجراد الأصفر الذي يلتهم كل شيء حيثما ينزل.

رابط دائم : https://nhar.tv/MCRzM
إعــــلانات
إعــــلانات