إعــــلانات

احتمال نشوب المشاكل جراء الحوار مع زوجتي‮ ‬بات مانعا للحديث معها

احتمال نشوب المشاكل جراء الحوار مع زوجتي‮ ‬بات مانعا للحديث معها

السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:

 أنا رجل طيب بشهادة الجميع أشغل منصب سامي بالدّولة، متزوج من امرأة متدينة صالحة، ولي منها أربعة أطفال، لكّنني أعاني منها ومن غضبها بمناسبة ودون مناسبة، لدرجة أنّني أصبحت أخشى أن أفتح أي حوار معها، لأنّ احتمال نشوب مشكلة وارد دائما، كما أنّها تلومني وتزعم أنّني صامت في أغلب الأحيان، وفي حالة وجود مشكلة غالبا ما ألجأ إلى الصّمت، وعندما أحاول إرجاع الأمور إلى حالتها الطّبيعية، تبدأ مناقشات اللّوم والمعاتبة الشّديدة، ولا تقبل تجاوز الأمور دون فتح مناقشة حول سبب حدوث المشكلة، هذه الحالة أدت إلى وجود العصبية الشديدة، فأنا لا أتحمل ذلك اللّوم، وفي أغلب الأحيان ألجأ إلى ترك مكان النقاش والذهاب إلى غرفة أخرى.

لكن مع تكرار تلك المناقشات غير المنتهية أصبحت رجلا آخر، كل ذلك أدى إلى التفكير بالتخلي عن هذه العلاقة الزوجية، لأن كل محاولاتي السابقة في تغيير هذا النمط من الحياة باءت بالفشل، بسبب النقاط التي تأخذها علي زوجتي، وهي أنّني جاف المشاعر وقاسي القلب، وعندي ثقة بنفسي أكثر من اللازم، لقد سئمت من هذا الوضع ولم أعد أستطع التأقلم معها؟

 

إ/ العاصمة

 

الرد:

          سيدي الكريم، لم تذكر عدد سنوات الزواج، لكن يمكن أن أستنتج أنّها تزيد عن العشر سنوات، حيث لديك أربعة أولاد، الشّيء الواضح أنه بالرغم من هذه السنين الطويلة، فإنكما افتقدتما نعمة كبيرة وهي الحوار المتبادل بينك وبين زوجتك، والذي يبدو من رسالتك أنّك استغنيت عنه للطبيعة التي تراها في زوجتك من الغضب بمناسبة ودون مناسبة، ومن كثرة النقاش لتغلق كل نقاش وكل حوار وتصمت تماما، اعتقادا منك أنك تريح نفسك بهذه الصورة، لتكون محصلة هذا الصمت أنّك تبدو ـ من وجهة نظر زوجتك ـ جافا وقاسي القلب وبدون مشاعر، فأي مشاعر ستصل إليها إلا تلك المشاعر السلبية، وأنت صامت صامد على هذا الحال، أرأيت ما وصل إليه حالكما بإلغاء الحوار والتفاهم، إنّك اليوم وأنت لديك أربعة أولاد ومسؤول عن هذه الأسرة، بالإضافة إلى عملك المهم، تريد حلا صامتا أيضا ترى أنّه يريحك ألا وهو الطلاق والإنفصال هكذا ببساطة ويسر، فكما حللت المشكلة سابقا بالصمت، فوصلت لما وصلت إليه، الآن تريد أن تكمل المسيرة بتحطيم الصرح على رأس أصحابه، بدلا أن تسأل نفسك، لماذا وصلت إلى هذا الحال، وما مدى مسؤوليتك عن ذلك؟ وكيف يمكن تفادي الأخطاء وإعادة بناء ما تهدم، بل خلق أسباب جديدة لقيامه واستمراره، إن الحل بيدك أيها الزّوج العزيز.

جميل جدا أن يكون لديك صورة كاملة عن تصور زوجتك لك، ويبدو من رسالتك أنّها صحيحة، حيث إنّك لم تنفها، ويبدو أنّك تراها طبيعية كرد فعل لتصرفات الزوجة، لا أيها الزوج العزيز دورك الآن أن تبادر بتغيير هذه الصورة وتبحث عن كل الأسباب التي أدت إليها وتمتنع عنها تماما، وأخطرها مسألة الصّمت، يجب أن تخرج من هذا الكهف، يجب أن تتفاعل وتتحدث، يجب أن تحكي ويُحكى لك، ثم تبدأ في التعبير عن مشاعر الحب والعطف والرأفة والرحمة حتى تتغير صورتك، ولا تدعي أن أفعالك تكفي للتعبير عن ذلك، فالله قد خلق اللسان ليتواصل البشر، والمرأة بوجه عام والزوجة بوجه خاص تريد أن تسمع الكلمة الحلوة من زوجها، وعندها تهون كل الصعاب، وسيكون سؤالك الآن، وهل علي فقط المبادرة وليس على الزوجة دور؟ والإجابة نعم عليك أنت المبادرة، فأنت القائم على هذه الزوجة والأسرة، وأنت المسؤول عن استمرارهما، وعندما تنجح مبادرتك، وتأخذ بكل الأسباب الحقيقية الصادقة ستجد من الزوجة تجاوبا، وعندها يبدأ الحوار الذي يجب ألا ينقطع، وعود زوجتك أن تتصارحا، واصبر قليلا على غضبها السّريع، وحاول أن تبحث له عن أسباب تتجنبها، فلا بد وأن هذا التواصل والصبر سيؤتيان ثمارهما حبا ومودة ورحمة ستكون كفيلة ـ بإذن الله ـ أن تساعد هذا الزواج أن يتجاوز كل العقبات.

 أعانك الله على نفسك، أنا في انتظار سماع الخير الجديد، بعد أن ترفرف السعادة على جنبات بيتك، فبادر ولن تندم أيها المسؤول السامي.

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/fbbo7
إعــــلانات
إعــــلانات