إعــــلانات

اختبؤوا خلف محلي.. كانوا يرتدون أزياء أنيقة

اختبؤوا خلف محلي.. كانوا يرتدون أزياء أنيقة

بعد الهجوم الإرهابي

الذي نفذته جماعة إرهابية أول أمس، في حدود الساعة السابعة إلا  ربع مساء، مستهدفة مقر أمن الدائرة، الذي يحوي أيضا بداخله على مبنى للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، الكائن بوسط بلدية آيت واسيف، الواقعة على بعد 40 كلم شرق عاصمة ولاية تيزي وزو، والذي أسفر عن إصابة شرطيين بجروح على مستوى الأرجل.

خلف الاعتداء حالة من الرعب والفزع، إذ يقع المقر الأمني المستهدف، وسط المحميات السكنية، ناهيك عن الحي الشعبي المعروف بـ” الدوفيز” وبمحاذاته العديد من المحلات التجارية، علما أن الاعتداء نفذ بواسطة إطلاق النار من الرشاشات، حيث قارب الساعة منذ الزمن، إذ أن الإرهابيين كانوا يترصدون خروج عناصر الشرطة للرد، حيث فتحوا وابلا من الرصاص باتجاه المقر، إلا أن أفراد الشرطة لم يردوا عليه مفضيلن الاحتماء بالداخل، كما أن هذا الهجوم الإرهابي يعد الثاني من نوعه في ظرف زمني لم يتعد السبعة أشهر، ودائما في نفس التوقيت والطريقة، ”النهار” فضلت  الانتقال إلى عين المكان، وهناك جمعنا حديثا بشهود عيان.

لقد اختبأ الإرهابيون خلف محلي.. واعتقدت أنهم من أفراد الأمن

هذا الاعتداء نفذته جماعة إرهابية مقدرة بحوالي اثني عشرة عنصرا، قدموا سيرا على الأقدام من الغابة المحاذية والمسماة أوسناون ”وانقسمت إلى فوجين كانوا يرتدون أزياء مدنية ”الجال” وأعمارهم تتراوح بين الـ 20 و35 سنة، والمثير أيضا أنهم قدموا بصفة علنية وسط أعين الناس، وبأيديهم رشاشات الكلاشينكوف، مما اعتقد أنهم من رجال الأمن العسكري، ليتوجه الفوج الأول إلى حي ”الدوفيز”، واختاروا موقعهم وسط الطريق، في حين الثاني تمركز خلف جدار محل البيتزيريا، المسمى ”ليليا” المحاذي أو بالأحرى الواقع على شبر واحد من المقر الأمني المستهدف، ”النهار” وبداخل هذا المحل جمعنا حديث بصاحبها المدعو جعفر، البالغ من العمر 38 سنة، والذي لا يزال تحت وقع الصدمة، حيث أكد لنا أن كل شيء كان عادي، والمحل كان خال من الزبائن، باستثناء المتربصين الثلاثة، إلا أن اهتز المكان على وقع دوي إطلاق نار مكثف ”فهرولت مسرعاً وأغلقت المحل، وبقينا هناك منبطحين في الأرض تحت الرعب إلى غاية انتهاء العملية، هناك لاحظت عناصر الشرطة المجروحين نقلوا إلى العيادة المتعددة للخدمات بالمنطقة، ويواصل ذات المتحدث مشيرا بأصبعه ”لقد اختبأ هنا الإرهابيون خلف الجدار، لقد شاهدهم الناس وهم يترصدون الشرطة”، قبل أن يضيف ”لم أغمض بعد عيناي، وطول الليل كنت أسمع خطوات وكنت بين اللحظة والأخرى أترقب عودة الإرهابين ثانية”، ويواصل أن المتربصين الثلاث لم يحضروا اليوم للعمل كونهم لا يزالون تحت وقع الصدمة، والنتيجة كما ترين ”ليس هناك بيتزا”، وبذات المحل الذي اكتف ببيع الحلويات والمشروبات الغازية أوضح لنا أحد العاملين به المدعو، علي، البالغ من العمر 50 سنة، أنه لم يكن حاضرا، حيث توجه إلى منزله على الساعة السادسة ونصف مساء، أي بحوالي ربع ساعة قبل الاعتداء، في حين روى لنا الحادثة المماثلة التي عايشها بذات المكان، لخضر البائع بذات المتجر، كشف لنا أن مطاردة وقعت أمس، في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، حيث اشتبهت الشرطة بأحد الإرهابيين الذين شاركوا في العملية، لكن لم يتم توقيفه، ولم يكن هناك إطلاق النار، كون مسرح المطاردة التي تمت سيرا على الأقدام كان السوق الشعبي المنظم كل يوم أربعاء مسرحا لها، الشيء ذاته أكده لنا صاحب محل بيع الألبسة التقليدية المحادي له، علما أنه كان غائبا أثناء وقوع الاعتداء، باعتبار أنه أغلق محله حوالي نصف ساعة قبل حدوثه.

لقد شفي زملائي، وهم يتواجدون باالمستشفى الجامعي نذير محمد

”النهار” تمكنت من الولوج إلى داخل المبنى المستهدف، الذي تأسس منذ عامين، حيث أكد لنا أحدهم كان بزيه الرسمي، ورشاشه في حالة تأهب، أن زملاءه الاثنين المصابين كانوا لحظتها في الحراسة، إلى أن باغتهم الإرهابيون، إذ أصيبا بجروح لم توصف بالخطيرة، وحاليا يتلقون العلاج بالمستشفى الجامعي نذير محمد، ونحن ندردش مع ذات المتحدث قاطعنا، وتقدم منا ضابط شرطة قيل لنا أنه يدعى رشيد، إذ أخبرنا أن نتوجه إلى خلية الاتصال بالأمن الولائي، للحصول على التفاصيل، قبل أن نطرح له سؤالا حول الذي أشيع بأنهم لم يردوا على الإرهابيين ولو بطلقة نارية حسب الشهود العيان، ليجيبنا بطريقة لبقة، قائلا ”هذا الأمر يخصنا” لنعود بعدها إلى البتزيريا.

 

رابط دائم : https://nhar.tv/us6gw
إعــــلانات
إعــــلانات