إعــــلانات

استشارة.. كانت كل شيء بالنسبة لي.. رحيل أمّي جعلني أسير الأحزان

استشارة.. كانت كل شيء بالنسبة لي.. رحيل أمّي جعلني أسير الأحزان

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في البداية أشكركم على هذا الفضاء الذي بوجوده تتبدّد حيرة كل من ظلّ السبيل لمعانقة الراحة والسكينة، أعلم أنني لست الوحيد ممن يعانون.

لكن قد تستغربون أنني وفي الوقت الذي يطلب مني التماسك والتشجع، تجدني منهارا محبطا، أسير أحزان لست أخالها ستمحى من حياتي.

كنت أحيا حياة عادية إلى أن خطف الموت مني أمي الحبيبة، لقد كانت قبس النور الذي يضيء حياتي بحبها ورضاها عنّي، مدين لها بحياتي بعدما امتنعت عن الزواج بعد طلاقها حتى لا يكون لي زوج أم يقهر قلبي أو يعنفني.

لقد كنت محظوظا بأحنّ قلب احتواني ورباني إلى أن اشتد عودي، وها أنا اليوم أحيا وحيدا بعدما تركتني.

لن يستطيع أي شيء أن يعوضني غيابها، لا المال ولا العمل ولا أي شيء آخر، كانت هي أملي والهدف الذي أحيا من أجله، فما نفع أن أنجح اليوم وما جدوى أن أستقر وهي ليست بجانبي، تبارك لي الخطوات وابتسامتها تزرع في قلبي المسرات.

محطم المعنويات، منكسر، لست أجد إلا العزلة رفيقا أقلب فيها صور أمي وذكرياتي معها، ذكريات من الصعب أن يطويها الزمان.

المقهور “ر-ع” من الشلف

الـــــــرد:

ليس أمام من فقد عزيزا عليه إلا الصبر، فهذا قضاء الله وقدره ولا يسعنا إلا أن نقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.. أدرك جيدا حجم الأسى الذي تكابده، فألم أن يموت للإنسان أحد والديه شديد الوطأة وعظيم، فعظم الله أجرك، وجعل الوالدة رحمة الله عليها في فردوسه الأعلى.

لقد ذكرت في رسالتك أخي جسيم التضحيات التي كانت من أمك حتى تحيا حياة كريمة، حيث أنها آثرت على نفسها الاستقرار حتى لا تجعلك بين يدي زوج أم، الله أعلم كيف كان سيكون تصرفه وتعامله معك.

لقد ربّتك واجتهدت على أن تغرس في قلبك طاعتها والبرّ بها، ولعل هذا ما سيجعلك اليوم راضيا على نفسك بعدما نلت رضاها.

عليك أخي أن تتقبل فكرة أن والدتك باتت تحت الثرى، لكن وعوض أن تفقد السيطرة على مشاعرك، استثمر ما لك في الحب التي تركت بركتها في حياتك حتى تكون أملها بعدما انقطع عملها.

فمثل من توفى والداه يعتبر بمثابة الأمل لهما في الحياة باعتماده الدعاء والصدقة، وهذا مصداقا لقوله “صلى الله عليه وسلم”: “إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، علم ينتفع به وولد صالح يدعو له”، فلتكثر لها بالدعاء ولتترحّم عليها ولا تنسى ما كانت تنصحك به حتى تفلح وتنجح في حياتك وحتى تحقق لأجلها ولأجلك ما كانت تتمناه.

ثم تذكّر جيدا أنه ما لم تتجاوز حزنك، فإنه لا يمكن أبدا لجروحك أن تندمل، حيث يجب عليك أن تعترف بأن الألم الذي تشعر به هو جزء من طريقة مواجهة الحزن والانتقال إلى مرحلة التعافي والرضا بالقضاء والإيمان به.

أيضا، ما من ضرر أن توكل مهمة امتصاص الحزن الذي أنت فيه إلى أقربائك وأهلك، الذين لن يتوانوا في منحك الأمان والسكينة بوقوفهم إلى جانبك. ولعلّ أكثر ما عليك أيضا فعله في هذه المرحلة، أن تنتبه لنفسك كثيرا.

فالحزن يستنفد من الطاقة الكثير، وهو يضعف الهمّة، ولتتذكر أن الوقت كفيل بمداواة الجروح، كما يجب عليك أن تتقبل حياتك الجديدة، وستبقى ذكرى والدتك حتما.

فلا تحرم نفسك البكاء عليها بدموع الرحمة ولا تقنط، فأنت أيضا من رحمة الله.

رابط دائم : https://nhar.tv/n7PJu
إعــــلانات
إعــــلانات