إعــــلانات

استشهاد جنديين في اعتداء إرهابي في تالة بونان بتيزي وزو

استشهاد جنديين في اعتداء إرهابي في تالة بونان بتيزي وزو

ستشهد جنديان من عناصر الجيش الوطني الشعبي مساء أول أمس، في هجوم إرهابي استهدفهما منفردين. الهجوم نفذته مجموعة إرهابية مسلحة

استشهد جنديان من عناصر الجيش الوطني الشعبي مساء أول أمس، في هجوم إرهابي استهدفهما منفردين. الهجوم نفذته مجموعة إرهابية مسلحة متكونة من 15 عنصرا إرهابيا مدججين برشاشات كلاشينكوف على مستوى منطقة تالة بونان الواقعة على بعد حوالي 5 كلم عن مقر بلدية بني عيسي التابعة لدائرة ببني دوالة، ليس بعيدا عن الحاجز الأمني المختلط الواقع أمام مصنع الأليمنيوم ”سوجي ميتال”.

وحسب مصادر عليمة؛ فإن عناصر من الجماعة الإرهابية التي يعتقد أنها تنتمي إلى سرية النور بالجماعة السلفية التي أعادت بعث نشاطها في الفترة الأخيرة بالمنطقة، قامت بترصد الجنديين اللذان كانا متجهان إلى قرية تالة بونان لاقتناء حاجيات، وفور وصولها إلى مفترق الطرق المسمى تالة بونان   تابرقوقت، نفذ الإرهابيون الاعتداء بإطلاق وابل من الرصاص باتجاههما، حيث استشهدا في الحين.وحسب مصادر محلية نقلت بعض التفاصيل حول الاعتداء الارهابي لـ”النهار”، فإن العملية تمت في حدود السابعة وعشرين دقيقة مساء، حيث وصل الإرهابيون إلى المكان المذكور، وقاموا بإخلائه من المواطنين والمارة تحت وقع التهديد، خاصة على مستوى موقف المسافرين الواقع بمفترق الطرق، ليتوزع الإرهابيون على شكل فرق متكونة من 3 إلى 4 أفراد لتطويق المكان، قبل أن ينفذ الاعتداء. ليلوذ الجناة بعد ذلك بالفرار اتجاه غابة تبرقوقت المعروفة بشساعتها. وتنقلت قوات الأمن المشتركة إلى عين المكان عند سماع اطلاق النار، وقامت بتطويق المنطقة وغلق كل المنافذ المؤدية إلى الغابة والطريق الولائي رقم 100، فيما قامت مصالح الحماية المدنية بدورها بالتنقل إلى مكان الفاجعة ونقل الضحيتين التي تتراوح أعمارهما 24 سنة و 28 سنة، كانا بالزي المدني في مهمة تأدية واجب الخدمة الوطنية، إلى مصلحة حفظ الجثث التابعة للمستشفى الجامعي بتيزي وزو. تجدر الاشارة أن العملية جاءت بعد شهر من تنفيذ آخر اعتداء على عناصر الأمن بنفس المنطقة، أصيب فيه شرطيان من الأمن الحضري لبني دوالة بجروح خفيفة عندما كانا عائدان من مهمة على متن سيارتهم، على مستوى المنعرج الخطير بإغيل حمو عند مدخل بني دوالة.

أحد الضحايا قال لي في آخر مرة ”لازم تشطارو في الدراسة”

شهود عيان يروون  لـ”النهار” كيفية استشهاد عسكريين بتيزي وزو

يعد استشهاد عسكريين  أول أمس في تمام الساعة السابعة مساء بوسط المجمعات السكنية بقرية ثلابونان التابعة لبلدية بي دوالة الواقعة على بعد 20 كلم جنوب عاصمة ولاية تيزي وزو، تنقلب ”النهار” أمس إلى مسرح العملية الدموية التي نفذها إرهابيين إثنين كانا يرتديان الزي العسكري قدما سيرا على الأقدام من الغابة المحادية، كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة ونصف صباحا، لما نزلنا من وسيلة النقل قابلتنا وجوها لاتزال تحت الصدمة، دلونا عن الموقع بالتحديد، ولدى وصولنا إليه لمحنا امرأتين جالستين على عتبة الفيلا، وهي عائلة إزوخ المتكونة من ثلاثة بنات وسبعة ذكور، وبعد أن قدّمنا نفسنا أننا من جريدة ”النهار؛، بدأوا بسرد تفاصيل العملية الدموية التي وقعت بالقرب منهم، وكانت أثار العملية بادية ودماء الأبرياء متناثرة.  تقول ربة البيت المسماة وردية البالغة من العمر 55 سنة بعد أن أدخلتنا إلى منزلها تعيد شريط ماحصل؛ ”لقد كنت هنا منهمكة في سقي الأرض، إلى أن دوى المكان على وقع رصاص هائل، فهرولت إلى الطابق الأول وجمعت أولادي وأحفادي في غرفة واحدة”، علما أن زوجها كان غائبا تواصل محدثتنا، وهي لاتزال تحت وقع الصدمة، أن الإرهابيين إختبآ بيت عائلة ذهبي، وبمجرد وقف إطلاق النار لاحظنا الضحيتين من الشرفة وهما غارقان وسط بركة من الدماء، والدمويون فروا باتجاه الغابة التي قدما منها، ”لقد استشهدا جنبا إلى الجنب”.

ونحن نتبادل أطراف الحديث مع هذه العائلة ومع فتاتين وهما لاتزالان مصدومتين، إحداهما قالت لنا أنها اعتقدت أن الأمر يتعلق بالمفرقعات. الإبن حسن البالغ من العمر 29 سنة فقال لحظتها كنت بصد الخروج فاهتز المكان  على وقع صوت الرصاص، قائلا لنا” إن العسكريين هما جنديان يؤديان خدمتهما الوطنية ومتعودان المرور من هنا لقد تم رصد تحركاتهما، لقد قدما من مكان عملهما بالحاجز الأمني الثابت بمفترق الطرق، سيرا على الأقدام يرتديان ألبسة مدنية، أحدهما جلابة والآخر بذلة رياضية، وهما شباب في العشرينيات من العمر، يرجح أن يكونا متوجهان إلى محل المواد الغذائية، وهما يحملان قارورتين فارغتين للمشروبات الغازية، وقبل وصولهما إلى المحل بحوالي 100 متر باغتهما إرهابيان كانا يرتديان الزي العسكري وقاما بتركهما أرضا، الضحية قال لنا أن نكون نجباء في الدراسة، وأخبرنا أنه اقتنى دراجة لإبن أخيه الذي تحصل على شهادة التعليم الأساسي، قبل ذلك كان قد التحق بنا ابن وردية المسمى كريم البالغ من العمر 11 سنة، وحفيدها كريم 11 سنة اللذان غابا لحظة العملية الجبانة، إذ كشفا لنا أنهما يعرفان الضحايا، وذات اليوم -آخر يوم في حياتها- التقيا بأحدهما الذي كان يرتدي جلابة في حدود الساعة التاسعة صباحا، إذ كان يؤدي واجبه داخل ”الڤاريطا”، وقام بتقديم لهما المياه للشرب وجمعتهما دردشة وقال له الضحية أن ابن أخيه قد حصل على شهادة التعليم الأساسي واقتنى له دراجة، أما آخر كلمة تلفظ بها الشهيد للطفلين البريئين ”لازم تشطارو في الدراسة” أما زميله الشهيد، فأجابنا الطفلين أنه كان واقفا بالحاجز الأمني. هذين البريئين قال لنا أنهما لم يتناول العشاء من شدة التأثر لفقدانهما، باستثناء تناولهما للبطيخ، كما أشادا بالشهيدين اللذين كانا يحبان الأطفال ويتمتعان بسيرة حسنة، لقد نطقوا بهذه الكلمات وعيونهما مليئتان بالدموع.

الطفل حليم صدمه دمويون عشية عرس ختانه

كشفت لنا العائلة على رأسها الوالدة وردية، أن حفيدها  المسمى حليم البالغ من العمر 3 سنوات، والذي كان من المقرر أن يجري له عرسا لختانه هذا الثلاثاء، قد كان شاهدا على تلك العملية الدموية التي تابعها من ثقب الشرفة ما أدى إلى إصابته بصدمة وهي شديدة، هذا ما وقفت عليه ”النهار” إذ كان نائما بغرفته شاحب الوجه وفي حالة يرثى لها، وما إن فتح عينيه احتضنته والدته بشدة لقد كان مصدوما ووجه مصفرا، ولم ينطق بكلمة باستثناء ”باي باي” لما ودعناه  والدته قالت لنا أن فلذة كبدها رأى بعينيه تلك العملية الدموية، وبدأ يردد ”موموش يموت”، يعني لقد مات الشخصين وعندها أخذوه إلى الطبيب، أجابونا أنه يتم نقله هذا اليوم.  إذن هكذا أراد الدمويين الجبناء استهداف أرواح الجزائريين والتلذذ بدمائهم.

رابط دائم : https://nhar.tv/z1oKj
إعــــلانات
إعــــلانات