«استيراد مبيدات «بيريمي» بمئات الملايير لمكافحة الجراد»

تقرير أسود أعدّه المعهد الوطني للنباتات التابع لوزارة الفلاحة يكشف:

 أزيد من 221 ألف لتر من المواد الكماوية مهملة بالمستودعات منذ 2005

 المبيدات تم استيرادها من الصين والأردن

يكشف تقرير خطير أعده المعهد الوطني لحماية النباتات، عن استيراد الدولة لكميات هامة من مبيدات محاربة الجراد في الولايات الجنوبية والسهيبة، غير أن هذه المبيدات -حسب التقرير- تحمل مدة صلاحية قصيرة جدا، الأمر الذي عجل بتلفها وتكبيد الدولة لخسائر مالية بمئات الملايير.

حسب تقرير تحصلت”النهار” على نسخة منه الصادر عن المعهد الوطني لحماية النباتات، فإن كميات معتبرة من المواد الكيمياوية منتهية الصلاحية الاستعمال كانت موجهة لمكافحة الجراد في كل من ولاية الجلفة والنعامة والأغواط، تم رميها بطريقة عشوائية وأصبحت تهدّد الصحة العامة للمواطنين على مستوى الولايات المذكورة.

ويشير التقرير المكون من 5 وثائق تحمل الكميات المستوردة والملاحظات المسجلة من قبل المعهد الوطني لحماية النباتات، إلى أن الكميات المقدرة بـ221 ألف و170 لتر تم استيرادها سنة 2005 من أجل مكافحة الجراد الذي غزا الولايات الجنوبية للوطن خلال الفترة الممتدة من 2004 إلى غاية 2006.

وعن الوجهة التي تم استيراد منها هذه المواد الكيمياوية، كشف التقرير أنها قادمة من الصين والأردن بمدة صلاحية لا تتجاوز سنتين، بالرغم من أن القانونين المعمول بها تفرض على المستورد 7 سنوات مدة صلاحية المواد الكيمياوية.

وحسب التقرير فإن الكميات التي تم استيرادها من الصين والأردن جاءت نتيجة غيابها في السوق الأوروبية الممون الرئيسي، مما دفع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري للتوجه إلى استيرادها من البلدان الآسيوية، حيث بلغت الكميات الموجودة على مستوى ولاية الجلفة بالتحديد ببلدية تعظميت ما يقارب 63 ألف لتر، وبولاية الأغواط ببلدية تاجموت 15 ألف لتر وحاسي الرمل 20 ألف لتر وقصر الحيران 491 ألف و135 لتر، أما ولاية النعامة بلغت كميتها 74 ألفا و138 لتر، وهي الكميات التي كشف التقرير أنها أصبحت غير قابلة للاستعمال وتشكل خطرا على حياة المواطنين. كما جاء في ذات التقرير، أن وزارة الفلاحة قامت بتوزيع الكميات على مختلف مديريات الفلاحة عبر ولايات الوطن التي تقوم بدورها بتكليف المعهد الوطني لحماية النباتات، وهو الذي له الصيغة القانونية في تسيير المواد الكيمياوية ودراسة واستعمال المبيدات.

وحسب الصور التي تحوزها”النهار”، فإن البرميل يحتوي على مبيد حشري سام مركّز بسعة 50 لتر، حيث يحتوي كل لتر على نسبة تركيز 10 و/ج، من أجل القضاء على الجراد الصحراوي، حيث يتم توجيه المبيد إلى الاستعمال على مختلف المحاصيل الزراعية.

كما تحمل البطاقة التقنية للبرميل على جملة من التحذيرات في استعمال هذا المبيد الذي يحمل اسم «دلتارين»، من بينها يحفظ المبيد بعيدا عن متناول الأطفال وتجنب الأكل والشرب أو التدخين أثناء استعمال المبيد، كما تجنب ملامسة المبيد للعيون والجلد والرش أثناء هبوب الرياح ولبس الملابس الواقية والقفازات وغسل الملابس التي تم استعمالها في المرات الماضية، وتجنب استعماله في المياه نظرا إلى خطورته على الأسماك وتلوث المياه.