اسعار النفط المرتفعة بدأت تؤثر على الطلب وكالة الطاقة

اكدت وكالة الطاقة الدولية الثلاثاء ان اسعار النفط المرتفعة بدأت تؤثر على الطلب الذي يميل الى التراجع منذ بضعة اشهر وابقت في الوقت نفسه توقعاتها للطلب العالمي على الذهب الاسود على حالها لهذه السنة

وكتبت الوكالة (مقرها في باريس) في تقريرها الشهري الذي نشر اليوم “هناك خطر حقيقي ان لا يكون بقاء (اسعار) النفط فوق 100 دولار للبرميل متوافقا مع وتيرة الانتعاش الاقتصادي”. وقد لفتت وكالة الطاقة الدولية في السابق الى “ان نمو الطلب العالمي للنفط يظهر اشارات تباطوء منذ بضعة اشهر متأثرا بالاسعار المرتفعة جدا “. لكن الوكالة وبعد ست مراجعات متتالية ابقت توقعاتها للطلب على الذهب الاسود على حالها لهذه السنة وهي تتوقع كما الشهر الماضي ان يبلغ الطلب 89,4 مليون برميل في اليوم هذه السنة (+1,6% قياسا الى العام الماضي). وتتوقع الوكالة طلبا مرتفعا من جانب دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، متوقعة خصوصا ان يزيد استهلاك اليابان اعتبارا من الفصل الثاني من العام 2011 لاعادة اعمار البلاد بعد الكارثة النووية. لكن على العكس تتوقع وكالة الطاقة انخفاضا في طلب الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. من جهته تراجع الانتاج العالمي للنفط في اذار/مارس بمقدار 700 الف برميل في اليوم الى 88,3 مليون برميل في اليوم بسبب انخفاض الانتاج في ليبيا بحوالى 70% بحسب الوكالة. وقد تراجع الانتاج بمقدار حوالى 935 الف برميل في اليوم الى 450 الف برميل في اليوم وبات شبه مجمد بعد الهجوم على عدة حقول نفطية في شرق البلاد، بسحب الوكالة. وهكذا انخفض عرض الدول الاعضاء في اوبك بمقدار 890 الف برميل في اليوم في شهر اذار/مارس الماضي. واعتبرت وكالة الطاقة “ان خسارة الانتاج الليبي والارتفاع الكبير للاسعار بما بين 25-30% منذ بدء الازمة في منتصف شباط/فبراير لم يثيرا سوى القليل من الردود من قبل الاعضاء الاخرين في منطقة الدول المصدرة للنفط (اوبك)”. واضافت “ان الدول المنتجة تستمر في نفي ضرورة عقد اجتماع استثنائي لبحث العرض قبل الاجتماع المقرر في حزيران/يونيو المقبل، متذرعة بان السوق تملك كميات كافية من النفط”. وتوقعت ان يستمر وقف الانتاج في ليبيا عدة اشهر، وفي اذار/مارس تم التعويض عن عوض هذا الانخفاض في الانتاج بارتفاع العرض الصيني او البرازيلي. ويبقى انتاج دول اوبك من جهته اعلى من مستويات السنوات الماضية وذلك يعود خصوصا الى ارتفاع للانتاج في السعودية منذ بداية السنة كما تشير الوكالة ايضا. لكن الوكالة ترى ان الطلب على الذهب الاسود لدول اوبك يتوقع “ان يرتفع مجددا بشكل ملحوظ في النصف الثاني من العام 2011″، مضيفة “ان كل شيء مرهون بطبيعة تطور الوضع في ليبيا”.