اصـــــرف وزيـــــد… دراهــــــم البــــــايـــلــــك

 زوخ يحطّم الرقم القياسي بـ27.2 مليار سنتيم موزعة على الوفاق والعميد والنصرية واتحاد العاصمة

 تخلّى بعض الولاة الذين وضعتهم الحكومة لخدمة الشعب الجزائري، عن مهامهم التي نصبوا من أجلها، وأصبحوا يتصرفون في الأموال الخاصة بولايتهم بطرق أقل ما يقال عنها أنها غير مدروسة، فأصبح الولاة في الجزائر يصرفون أموالا طائلة في المجال الرياضي، عوض تخصيصها لتحسين معيشة المواطن الجزائري، بين توفير الشغل، المسكن، وغيرها من انشغالات سكان معظم الولايات  .وعرفت السنوات القليلة الماضية تحول الولاة إلى رعاة رسميين للفرق المحترفة في كرة القدم، بينما مهامهم الرئيسية تبقى خدمة المواطنين، بحكم أنهم همزة وصل بين الحكومة والشعب، فهذا والي يهدي فريقا مبلغا ضخما نظير تحقيقه الصعود إلى المحترف الأول أو الثاني، وآخر يحيي مأدبة عشاء فاخر  على شرف نادي توج بالبطولة أو الكأس، ووصل الحد بأحدهم إلى تخصيص منحة للاعبي فريق ولايته بعدما تمكنوا من الفوز في مباراة الداربي، وتفننوا في إهدار أموال الدولة تحت اسم «هبة»، وبلغ إجمالي الأموال التي صرفها الولاة على فرق كرة القدم، في الثلاث سنوات الأخيرة، ما يفوق 100 مليار سنتيم.

زوخ صرف 6.2 مليار سنتيم على ثلاثة فرق عاصمية صيف 2014

يعتبر والي الجزائر العاصمة، عبد القادر زوخ، أبرز الولاة إنفاقا للأموال العمومية على الفرق الوطنية، حيث صرف 6.2 مليار سنتيم الصائفة الماضية، والبداية كانت بـ3 ملايير أهداها لاتحاد العاصمة المتوج بالبطولة الوطنية، قبل أن يهدي الجار مولودية الجزائر المتوج بكأس الجمهورية ما قيمته 2.2 مليار سنتيم، ولم يستثنِ زوخ الجار الآخر نصر حسين داي من قائمة المستفيدين، عندما كافأ إدارة ولد زميرلي بمليار سنتيم بعد تحقيقهم الصعود إلى المحترف الأول. 

وفـــاق سطيف أكبر المستفيدين من هدايا الولاة

تبقى المصالح الولائية والسلطات المحلية في سطيف الممول الرئيسي لفريق الوفاق المحلي، من خلال الأموال الضخمة التي تصل خزينة الفريق كل موسم، وهو ما تؤكده الأرقام منذ عودة الفريق إلى الواجهة منتصف الألفية، حيث كان الوالي الأسبق بدوي الذي ذاع صيته بصفته المساند رقم واحد لوفاق سطيف قد ضخ موسمي 2007 و2008 - أين تحصل الفريق على الكأس العربية على مرتين ولقب البطولة – مبلغ 9 ملايير في موسمين، وفي الوقت الذي اعتقد الكثير أن رحيل بدوي سيعيد الوفاق إلى سنوات العجاف، جاء الوالي السابق عبد القادر زوخ ليحطم الرقم القياسي في تاريخ الولاية، في تقديم إعانات إلى الفريق والتي وصلت إلى 21 مليار سنتيم، ويضاف إليها مليارا التتويج الإفريقي مؤخرا رغم أنه غادر مسؤولية الولاية، فيما منح الوالي الحالي محمد بودربالي إعانة في بداية الموسم الحالي تقدر بـ3 ملايير زائد مليارين، ليضيف إليها 3 ملايير بمناسبة انتزاع اللقب الإفريقي، دون احتساب قيمة المنحة التي وزعها على اللاعبين أمس، حوالي مليارين، إضافة إلى توزيعه مع كل تأهل إلى دور من الأدوار منحة على اللاعبين.

والي تلمسان منح الوداد ملياري سنتيم والفريق يعيش على إعانات الدولة

يعيش وداد تلمسان على إعانات السلطات المحلية للولاية، والتي تبقى الممول الأول والوحيد للفريق خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، في ظل فشل المسؤولين الذين تداولوا على الفريق، في جلب موارد مالية جديدة بعيدا عن هذه الإعانات، بدليل أن الوداد يلعب ومنذ الموسم الماضي بقميص خالٍ من أي «سبونسور»، ويبقى مصدره الأول إعانات السلطات المحلية، والتي بلغت منذ بداية هذا الموسم ثلاثة ملايير و500 مليون سنتيم، منها مليارا سنتيم رصدها والي الولاية ساسي عبد الحفيظ للفريق نهاية الأسبوع الماضي.

الساورة لم تتحصل على الأموال من والي بشار وزرواطي واقف على الفريق 

يعد فريق شبيبة الساورة من بين الفرق القليلة في البطولة الجزائرية التي لا تعاني من حيث الموارد المالية، وهذا في ظل التكفل التام للرئيس السابق محمد زرواطي بنفقات هذا الفريق، من خلال تمويل شركته الخاصة بالأشغال العمومية والطرقات للفريق منذ عدة سنوات، إضافة إلى رعاية الفريق ومنذ الموسم الماضي من طرف الشركة الوطنية للتنقيب عن البترول «إينافور»، وعقد تمويل في المستوى مع المتعامل الوطني في الهاتف النقال «موبيليس»، فيما موّل الوالي الجديد لولاية بشار سلاماني عبد المجيد الفريق هذا الموسم بمبلغ ملياري سنتيم لم يدخل –حسب مسيري الفريق– خزينة الفريق لحد الآن، وهي قيمة مالية قليلة جدا مقارنة بما كان يحصل عليه الفريق في عهد الوالي السابق زعلان، الوالي الحالي لولاية وهران، والتي كانت تتعدى قيمة ستة ملايير سنتيم في الموسم الواحد.

والي وهران قدم 4 ملايير للجمعية المحلية سنة 2014

لم يتخلّ زعلان عن هوايته في تقديم الإعانات بعد تخليه عن ولاية بشار والتحاقه بالباهية وهران، حيث بقي وفيا لعاداته وكرمه على الفرق التي يترأس ولاياتها، مثلما كان يفعل في بشار مع الساورة، وأهدى زعلان نادي جمعية وهران مليارين نظير صعود التشكيلة الموسم الفارط إلى المحترف الأول، قبل أن يضيف مليارين آخرين لإدارة الفريق حتى تتمكن من التحضير جيدا للموسم الكروي الحالي في حظيرة الكبار.

والي بلعباس قدم مليارين وأهدى 5 ملايين لكل لاعب بعد الإطاحة بالحمراوة

محمد حطاب والي ولاية سيدي بلعباس، أبى إلا أن يسير على خطى زملائه في المهنة، وقدم مطلع الموسم الحالي ملياري سنتيم لنادي الاتحاد المحلي، العائد من جديد إلى المحترف الأول، غير أن حطاب خرج عن المألوف عندما نزل إلى غرف تغيير الملابس في لقاء الجولة التاسعة الذي جمع بين فريق ولايته والضيف الجار مولودية وهران، وأهدى 5 ملايين سنتيم لكل لاعب شكرا وعرفانا لهم على الانتصار الذي حققوه أمام الحمراوة.

الوزير بدوي كان يمنح مساعدات لـ«السياسي» عند ولايته على قسنطينة

كان وزير التكوين والتعليم المهنيين نور الدين بدوي، أحد أبرز ممولي نادي شباب قسنطينة، في الفترة التي قضاها على رأس الولاية، وقدم بدوي الكثير من المساعدات المالية لـ«السياسي»، قبل أن يترك الولاية وينصب وزيرا، ولكن خليفته في منصبه واضح لم يسر على خطاه ولم يقدم إلى حد الآن إعانات للفريق.