إعــــلانات

اعتدوا على زوجتي جنسيا واعتبروا الأمرا عاديا

اعتدوا على زوجتي جنسيا واعتبروا الأمرا عاديا

الوجهة كانت

إحدى المناطق النائية التابعة لولاية تيبازة، لنقل شهادات حقيقية لعائلة عانت الكثير من تطرف الجماعات الإرهابية المسلحة…حسان وزوجته أبيا إلا أن يحكيا لـ”النهار” حقيقة هذه الجماعات التي كانا ضمنها لسنوات عديدة، لم يرو خلالها إلى المعاناة والمضايقات من طرف متطرفين، تخلوا عن مبادئهم وقيمهم الإنسانية.

كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ”لو كان الفقر رجلا لقتلته”.. هكذا بدأ ”حسان.س” كلامه معنا، واقفا أمام معاناته التي تزيد كلما رأى أطفاله يحومون حوله، لقد عاش حسان كمعظم العائلات الجزائرية في حي شعبي عريق شرق العاصمة الجزائرية ”يرفض ذكر المنطقة لأسباب أمنية”. تربى حسان وسط عائلة متكونة من 12 فردا، عانت الفقر والجهل خاصة وأن معظم أفراد عائلته لم  يلتحقوا بمقاعد الدراسة ومن التحق منهم غادرها في وقت مبكر، مما جعله يقول ”اعتمد على نفسي في إعالة العائلة، حيث كانت الوالدة تصنع بعض أنواع المأكولات الجزائرية كالمطلوع والمحاجب التي كنت أسارع لبيعها وأحضر لها النقود  التي كانت هي المعيل الوحيد لنا”. منذ صغره كان حسان يرى في شخصه سمات الرجولة، خاصة بعد وفاة الأب، حيث تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب التي ”فر منها” في سن مبكرة وكان يرى حلمه أن يصبح لاعب كرة قدم معروف لعشقه لتلك اللعبة التي سلبت عقول الملايين من الشباب، وأكد لنا أنه كان يفر من المسجد للعب في الأحياء وعلى أرصفة الطريق.

الظروف المادية دفعتني للالتحاق بالجبل والعمل المسلح

ازدادت ظروف العائلة سوءا يوما عن يوم،خاصة بعدما اصبحت أخواتي البنات على أبواب الزواج ولا يوجد من يعيل الأم على توفير لهم ابسط الحاجات التي تقتنيها أي عروس ،توجهت باحثا عن أي عمل في أي مكان لسد حاجيات العائلة على الأقل ،لكن دون جدوى لأني لم احصل على أي دبلوم أو شهادة وبعد جهد كبير التحقت كعامل نظافة بإحدى المؤسسات الخاصة باجر جد ضئيل،لان هدفي الوحيد كان المساهمة في دخل العائلة ولو بجزء بسيط،حيث اذكر انه لم يكن عندي حتى الملابس التي ارتديها مما جعلني ارتدي ملابس العمل خارج الدوام،هذا ماجعل بعض أصدقاء من الحي والعمل يتصدقون علي بملابسهم ، هذا ما اثر علي نفسيا وجعلني اشعر أني عاجزا فعلا. يقول حسان أن بداية مغامراته مع الجماعات المسلحة بدأت حين سمع من بعض شباب الحي أن من يلتحق بالجماعات المسلحة أو يجمع لهم معلومات تهمهم عن المصالح الأمنية يمنحون له أموالا طائلة ،المهم أن تكون المعلومات حقيقية وتفيدهم ، في بادئ الأمر يضيف محدثنا ”ترددت لان الفكرة لم تعجبني  خاصة ما كنا نسمع من قتلهم للأبرياء بدون لا رحمة ولا شفقة ولكن عندما كنت أرى ظروف عائلتي تحمست للفكرة تاركا ورائي كل المبادئ والقيم، وقررت أن اجمع المعلومات دون الالتحاق بالجبل وهذا سنة 2002 عندما كان يحاولون العودة بقوة خاصة بعد قانون الوئام المدني والمصالحة الوطنية ،لأني كنت أرى في جمع المعلومات شيئا بسيطا مقارنة بالقتل ولم أكن أفكر أنني من أتسبب في قتل هؤلاء الأبرياء”، وقدكلف حسان بمراقبة المراكز الأمنية خاصة مقرات الشرطة والدرك الوطني ،ويعترف ” كنت أمد الجماعات الإرهابية بمعلومات حول وقت ومكان وضع الحواجز الأمنية التنافس على المناصب أنساهم  أهدافهم ومبادئهم

يواصل حسان رواية حكايته مع الجماعات الإرهابية حيث يقول ”أنه بعد اكتشاف أمري من قبل القوات الأمنية وهروبي إلى الجبل، التحقت بما يسمى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ،بأعالي جبال البليدة وبعدها رحلت  إلى ولاية سكيكدة أين صعب علي التأقلم معهم لان معظمهم كان معقدين أو يعانون من مشاكل نفسية ،وان صار وتكلمت مع احدهم فتفهم على انك تحضر لانقلاب ضدهم،خاصة أنه كانت هناك تكتلات واضحة بين أفراد الجماعة مما أدى بعبد المالك درودكال إلى تجديد الأمراء خاصة بعد تشكيكه في قدراتهم وتراجعهم. وكشف مدحثنا، أنه من خلال معاشرته لهم تبين وجود تنافس كبير بينهم على الناصب لأن الأمير يملك نفوذا خاص باعتباره الخزينة الممولة لجميع الحاجيات والتي يسعى الكثير للوصول إليها لحل مشاكلهم خاصة العائلية ، وقد تنتهي المنافسة على المناصب أحينا بجريمة قتل يبررونها للقيادة على أنها خيانة أو ردة .  يقول حسان تعرفت هناك على شيخ عمره 2٤ سنة اسمه الحاج علي  المكنى  بابو هاجر ”الذي أحسست كان قريبا مني وحاول إدماجي في الجماعات المسلحة بتعليمي الفتاوى التي كانوا يقررونها وحثي على كسب ثقة الأمير الذي يمكنه مساعدة عائلتي ماديا وهنا لم أتوان في ذلك فقد سعيت بكل الطرق لكي أكون محل ثقة بالنسبة له ،خاصة أن علاقته كانت مع” أبو هاجر” كانت جيدة ،بعد مرور أيام وشهور أحسست أنه أقرب مني وأصبحت أرافقه في كافة المهمات إلى أن  أصبحت ذراعه الأيمن خاصة بعدما ساعدته في الفرار من قبضة أفراد الجيش الوطني عند إصابته وهروب عناصر الجماعة المسلحة ،ضميري لم يسمح لي بتركه وحده ،وهذا ترك لي عنده بصمة،لدرجة أنه عرض  الزواج من إحدى بناته.

زواجي في الجبل كان غلطة و زاد من معاناتي

بعد تفكير طويل قررت الزواج من صفية ابنة عمي علي أو” أبو هاجر”  حيث تمت مراسيم الزواج في الجبل تحت إشراف الأمير الذي بارك زواجنا،وحضور أفراد الجماعة المسلحة المهم أنني تزوجت هناك وياليتني لم افعل لأني زدت المتاعب على نفسي دون تفكير،بالرغم لم أندم على زوجتي التي مازالت تقاسمني همومي إلى حد اليوم ولكن في نظري تسببت في في ميلاد مأساة جديدة إضافة إلى مأساتي”،  وفي ظل تلك الظروف يضيف محدثنا ”رزقت بثلاثة أطفال ذكور، وهو الأمر الذي دفع بي إلى التفكير مليا كيف يعيش أطفال ولدوا في الجبل وسط القتل والنهب ولايزال ابني الكبير الذي عمرة 2 سنوات كان يتأثر بمعاملة البعض لوالدته التي مازال يتذكرها إلى حد اليوم، ويؤكد حسان أنه مهما حاول إيجاد أعذار لنفسه فلن يجد عذرا لما كان يشاهده أطفاله ،خاصة أنهم لم ينشؤا كبقية الأطفال.

لن أغفر لهم إعتداءهم جنسيا  على زوجتي

واصل حسان سرد تفاصيل حياته في الجبل وتذكره لوالدته التي تركت له رسالة بعد وفاتها ”أنها لن ترضى عنه إلا حين يعول إلى المنزل ويعدل عن أفكار الجماعات الإرهابية، ”وهنا أقسمت على منحها هي وأطفالي على الأقل حياة هادئة  خاصة” بعد اعتداء أحدهم جنسيا على زوجتي في غيابي وفقد ت أعصابي بعدما اعتبروا أن هذا الأمر عادي والصدمة الكبرى التي تلقيتها هي تقبل والدها للأمر خاصة إذا كان الاعتداء بطلب من الأمير الذي لايجوز رفض أوامره ، أصبت بأزمة عصبية لماسمعت وصرت طريح الفراش لأيام وبعدها قررت الفرار من الجبل أنا وعائلتي واتصالنا بالسلطات الأمنية التي عاملتنا بكل رفق خاصة أطفالي إلى درجة ذهاب أحدهم أحضر ملابس لأطفالي و قال لي نحن إخوة والله يقبل توبة احدهم لما لا نسامح نحن أيضا، وقد تفاجأنا أنا وعائلتي لمعاملتهم لنا التي كثيرا ماكنا نسمع عنها من أمرائنا  أنها قاسية وأنهم يمارسون اعتداءات على النساء في مكاتبهم ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك،حيث ابدوا كل الاحترام لي ولزوجتي .      

رابط دائم : https://nhar.tv/WcXj3
إعــــلانات
إعــــلانات