إعــــلانات

اكتشاف نفايات كيماوية ومشّعة في حاسي مسعود

اكتشاف نفايات كيماوية ومشّعة في حاسي مسعود

الشركة الأمريكية دفنت النفايات السامة تحت الأرض والجمارك تخطر قائد الناحية العسكرية الرابعة للاستعانة بخبرة الجيش

كشف تقرير لمصالح الجمارك، يحمل طابع السرية، تحصلتالنهارعلى نسخ منه، عن أن شركةباكتالالأمريكية خلفت مواداً كيميائية وأخرى مشعة سالمة وذات ضرر بليغ على البيئة والصحة العمومية للمواطن والطبيعة بالمنطقة الصحراوية. وقد تم إخطار قائد الناحية العسكرية الرابعة بالوضعية للمتابعة، إلى جانب إخطار كافة المصالح المعنية بولاية ورڤلة.

وقد باشرت مصالح الأمن الوطني تحقيقا معمقا وميدانيا بعد إخطارها من طرف مصالح الجمارك بتواجد مواد سامة بقاعدة الحياة التي كانت تستقر بها شركة باكتال الأمريكية قبل مغادرتها المنطقة منتصف الشهر الماضي. وحسب مصادرالنهار، فإن وحدات من الدرك والجمارك تنقلت يوم الجمعة 12 نوفمبر إلى قاعدة الحياة الكائنة بطريق واد ارارة على بعد نحو  60 كلم من وسط المدينة، لتعاين وتقف على حجم كارثة خلفتها وراءها الشركة البترولية الأمريكية. واستنادا إلى نسخة من تقرير رسمي سري وجه للمدير العام للجمارك، فقد تم اكتشاف إخفاء 3 حاويات كبيرة تحتوي على منتوجات سامة وبراميل وعلب كارتون تحتوي على منتوجات سامة مرمية أرضا في الموقع الذي كانت تستغله الشركة الأمريكية كقاعدة لها، كما تم العثور على 370 قارورة غاز أوكسجين و200 حاوية تحتوي على قطع غيار لتجهيزات الهيدروكاربير، إلى جانب 5 حاويات تحتوي على تلفزيونات بلازما ومعدات كهرومنزلية.

غير أن المثير في التقرير السري، هو الكشف عن قيام الشركة الأمريكية بدفن نفايات ومواد كيماوية وأخرى مشعة، سامة، في خنادق جرى حفرها خصيصا لإخفائها. وأشار التقرير إلى الاستنجاد بخبرات والاستعانة بتجهيزات خاصة تمت الاستعانة بها من سونطراك وأخرى من الجيش الوطني الشعبي لتفتيش الخنادق التي عثر بها على مواد حديدية وأخرى مشعة، حيث تحدث التقرير عن قيام الشركة بحفر خنادق بطول 150 متر وعلى عمق 8 أمتار، لقبر آليات وصناديق من الحجم الكبير تحتوي على مواد كيماوية وأخرى مشعة. وحسب نفس التقرير دائما، فقد تم وضع هذه المواد في شروط غير قانونية، رغم أن منها ما يخضع لمواصفات خاصة حتى في استعمالها واستيرادها، كونها تشكل خطرا على البيئة والصحة والإنسان. وقالت مصادر مطلعة أن الكشف عن القضية وتفجيرها كان بعد قيام عمال جزائريين من الشركة الأمريكية بتقديم شهادات تكشسف عن قيام هذه الأخيرة بردم نفايات خطيرة بمحيط القاعدة قبل رحيلها. وقد تلقت مصالح الجمارك على مستوى المديرية الجهوية بورڤلة هذه المعلومات بشكل جدي وقامت بإخطار المديرية العامة للجمارك، حيث طالب المدير الجهوي للجمارك بورڤلة بإيفاد لجنة تحقيق وطنية تضم خبراء من الجهاز مختصين في التعامل مع مثل هذه القضايا. كما قامت قوات الدرك وفرقة من الجمارك وقيادات عسكرية بمعاينة المنطقة ومباشرة تحقيق ميداني، فيما جرى الاستنجاد بخبراء من سوناطراك وأجهزة متطورة للكشف عن النفايات المدفونة تحت الرمال. ويعرف موقع القاعدة السابقة للشركة الأمريكية حالة استنفار قصوى، حيث شددت الرقابة من طرف أعوان الجمارك، إلى غاية استكمال إجراءات التحقيقات في هذه المواد وإبعاد خطرها عن المنطقة بشكل عام. وأشارت مصادر جمركية رفضت كشف هويتها إلى أن الأمر تجاوز كل الحدود، وأضحى يتعلق بالأمن والسلامة الوطنية وتم التكفل به بشكل جدي من طرف السلطات المختصة بالمنطقة، فيما تتواصل التحقيقات في التركة المالية لهذه الشركة التي لم يكن خروجها سلسا وعاديا دون إثارة ومشاكل قانونية بما فيها حجز حاوياتها التي حاولت تهريبها إلى الخارج عبر ميناء مستغانم، أين تقوم مصالح الجمارك بجرد السلع التي تحويها هذه الحاويات رغم محاولة الشركة عبر مكتبها الوحيد بأحد الفنادق بالجزائر التنازل عنها لصالح الجمارك مقابل الإعفاء من الضريبة، وهو الطلب الذي رفضته مصالح الجمارك وأصرت على استكمال إجراءات التحقيق ليأخذ كل أبعاده بما فيها التطورات الحاصلة على مستوى قاعدة الحياة بحاسي مسعود والاكتشافات المتعلقة بالمواد السامة التي أخلطت كافة الحسابات وتطرح أكثر من سؤال حول عدم مراقبة الشركة أثناء خروجها في قضية ما تزال لها أبعاد أخرى سنأتي لها لاحقا.

رابط دائم : https://nhar.tv/mjpdu
إعــــلانات
إعــــلانات