اكتشاف ورشة سرية لتزوير الوثائق الرسمية في سيدي عيسى بالمسيلة !

توقيف محترف تزوير أسّس «دولة موازية»
أطاحت عناصر الفرقة الجنائية للشرطة القضائية بالتنسيق مع فصيلة مكافحة تهريب وسرقة السيارات في البليدة، بأفراد شبكة وطنية مختصة في تزوير واستعمال المزوّر في محررات رسمية وتقليد أختام الدولة والدموغات، وهي الشبكة التي يمتد نشاطها عبر عدة ولايات من الوطن، ويقودها شخصان من المدية والمسيلة، كانا يقومان بتزوير بطاقات رمادية خاصة بمركبات مسروقة بعد استئجارها من وكالات كراء السيارات، ليقوما في وقت لاحق ببيعها في مناطق مختلفة من الوطن.
وجاءت العملية استنادا إلى مصادر»النهار»، بعد استغلال عناصر الفرقة الجنائية معلومات تفيد بوجود سيارة من نوع «كليو» تسير ببطاقة رمادية مزوّرة في مدينة البليدة، وبعد توقيف صاحب السيارة المشتبه فيها، قال إنه اشتراها من أحد الأشخاص، ليتم فتح تحقيق موسّع في القضية، أسفر إلى التوصل بأن السيارة ملك لوكالة كراء سيارات يقع مقرها في منطقة «القلب الكبير» بولاية المدية.
وبعد التنقل إلى صاحب الوكالة واستدعائه، قال إن البطاقة تحمل اسمه لكنها مزوّرة، مضيفا أنه قام بكرائها لأحد الأشخاص لمدة محددة بموجب عقد إيجار ساري المفعول لمدة شهر.
وإثر توسيع التحريات، تم تحديد هوية الشخص المؤجر للسيارة الذي تم توقيفه بعد تمديد الاختصاص إلى ولاية المدية،وبعد تحويله إلى المصلحة، اعترف بقيامه ببيع السيارة بعد تزوير وثائقها بالتواطؤ مع المتهم الرئيسي القاطن في مدينة سيدي عيسى بولاية المسيلة، والمعروف باحترافه تزوير الوثائق الإدارية والرسمية، خصوصا البطاقات الرمادية التي كان يقوم ببيعها مقابل 3 ملايين سنتيم.
وبعد التحصل على إذن من وكيل الجمهورية في محكمة البليدة، تم تمديد الاختصاص إلى محل إقامة المشتبه فيه الثاني بالمسيلة، أين تم الترصد له وتوقيفه.
ليكتشف المحققون ورشة سرية هناك حَوَّلها المشتبه فيه إلى ما يشبه «دولة موازية»، حيث كان يقوم بتزوير عدة وثائق ومحررات رسمية، تم حجزها إلى جانب العتاد المستعمل في عمليات التزوير، خاصة أجهزة إعلام آلي وآلات طباعة ونسخ.
كما تم العثور على عدة نماذج خاصة بالوثائق المزوّرة من سجلات تجارية وبطاقات رمادية ووثائق تصريح بضياع، وحجز المحققون أيضا أختاما رسمية خاصة بمختلف الهيئات والمؤسسات العمومية.
وقد جرى توقيف الشخصين المشتبه فيهما وتقديمهما أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة البليدة، الذي بدوره أحال أوراق المستندات على قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لمواصلة التحقيق مع أمر بإيداعهما الحبس المؤقت في المؤسسة العقابية بالبليدة.