إعــــلانات

الأفارقة يزاحمون «الجزارة» على ذبح أضاحي الجزائريين

الأفارقة يزاحمون «الجزارة» على ذبح أضاحي الجزائريين

نشروا إعلانات وملصقات على «الفايسبوك» والساحات العمومية لعرض خدماتهم

 6 آلاف دينار لذبح الكباش عند الجزائريين و2000 دينار عند الأفارقة

 «الحراڤة» الأفارقة عرضوا خدماتهم خاصة في الولايات الجنوبية لكثرة الطلب

«لي ما يعرف لا ذبيحة ولا سليخة زواجو ببنت الناس فضيحة، ولي ماتعرف تخدم الدوارة زواجها بولد الناس خسارة».. مثل شعبي يُتداول بكثرة على ألسنة الجزائريين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وارتباطه بعمليتيّ الذبح والسلخ، وظهور «الذباحين» الهواة أو «الجزار المتنقل» مقابل مبالغ مالية تختلف من أضحية لأخرى حسب طبيعتها، إذ لم يقتصر الأمر هذه المرة على الجزائريين فقط وإنّما تمّ تسجيل دخول الأفارقة أيضا على الخط، بعرض خدماتهم هم أيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والملصقات لذبح الأضاحي بمقابل مادي.
تتراوح أسعار الذبح والسلخ المتداولة عبر مواقع التواصل بين 3 و6 آلاف دينار بالنسبة للكباش والماعز، وبين مليون ومليون و200 ألف سنتيم للعجول والبقر، في حين دخلت الخدمة أيضا شريحة جديدة هذا العيد، باقتراح الأفارقة أيضا خدماتهم على الجزائريين مقابل 2000 دينار لذبح وسلخ الأضحية، وهذا بصفة خاصة على مستوى الولايات الجنوبية. وفي استطلاع قامت به «النهار»، وكانت البداية من موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، تبيّن بأنّ هناك إعلانات بالجملة وبكل الولايات، حيث كانت أسعار العروض متفاوتة من شخص لآخر مع كثير من الخدمات التي يعرضونها إلى جانب الذبح والسلخ، على غرار تقطيع اللحم إلى قطع صغيرة بعد سلخها، حسب اختيار صاحب الأضحية، سواءً تكون القطع صغيرة أو كبيرة حسب رغبته.
ذبح الكبش بـ5 آلاف دينار والعجل بـ12 ألف دينار في قسنطينة
بعد إطلاعنا على العروض المتواجدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكرنا في الاتصال ببعض أصحابها للاستفسار أكثر عن الخدمات التي يقدمونها وكذا الاتفاق المبرّم بين صاحب العرض وصاحب الأضحية وكيف يتم اللقاء بينهما، فكان أوّل من تمّ الاتصال به «ذباح» من قسنطينة، حيث تحدثنا إليه باسم أحد الزبائن ونريد خدماته، ليطالب على الفور باسمنا وعنواننا ونوع الأضحية. وبعدما أخطرناه بأنّنا نوّد منه أن يذبح لنا كبشين وعجلا، بادر على الفور بالقول إنّه سيبدأ بنا مباشرة بعد صلاة العيد وأنّه سيصلي بالمسجد القريب من عنواننا لتسريع العملية، قبل الذهاب لباقي الزبائن الذين قال بأنّ البعض منهم يقيم بالقرب من عنواننا، حيث قال بأنّ سعر ذبح الكبش وسلخه سيكون 5 آلاف دينار في حين حدّد سعر ذبح العجل بـ12 ألف دينار، وبعد مفاوضات عسيرة، قال بأنّه ستكون هناك تخفيضات ولكن يسيرة من دون أن يُفصح عنها.
القوائم مغلقة بالعاصمة ومن يصرّ عليه انتظار المساء
في اتصال بـ«ذبّاح» آخر من ولاية الجزائر، كان أيضا يعرض خدماته على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتذر في البداية بحجة أنّ القائمة مغلقة ولا يمكن أن يضيف إليها زبائن آخرين وإلا فإنّهم سينتظرون لما بعد صلاة الجمعة، غير أنّه وبعد إصرارنا قال بأنّ دورنا هو الخامس، وسيأتي بعد الانتهاء من ذبح وسلخ كل تلك الأضاحي، والتي يقيم أصحابها بكل من منطقتي سحاولة وبئر خادم. وعن الأسعار التي يعتمدها في ذبح وسلخ الأضاحي، قال ذات المتحدث، بأنّها تتراوح بين 6 آلاف و8 آلاف دينار، حسب الخدمات المطلوبة وحجم الأضحية بالنسبة للكباش، غير أنّها تصل إلى 15 ألف دينار إذا كانت الأضحية عجل أو بقرة، مشيرا إلى أنّ السعر غير قابل للتفاوض.
إعلانات بالمقاهي والمحلات وحتّى أمام المساجد لذبح الأضاحي
انتشرت الظاهرة كالنار في الهشيم، فلم يعد الأمر يقتصر على «الجزارة» في ذبح الأضاحي والمذابح العمومية، وتوجّه أصحاب الأضاحي للجيران ممن يحسنون الذبح فقط، وتعدً ذلك إلى نشر إعلانات من قبل أشخاص على «فايسبوك» وبالمقاهي والمحلات لجلب الزبائن، لتتحوّل إلى موضة يقصدها جل الجزائريين، حتّى من يحسن الذبح منهم. وشدّت هذه القصاصات الإعلانية أو الإشهارية التي تعرض على المحلات والمقاهي والمذابح انتباه العديد من المواطنين، خاصة الذين لا يحسنون طريقة الذبح، في حين استنكر الكثيرون تعليقها على أسوار وأبواب المساجد، كونها بيوت الله ولا يجوز الإشهار عليها، في وقت يفضل آخرون التوجّه إلى الجزارين بمحلاتهم في اليوم الثاني من عيد الأضحى لتقطيع اللحم بدل تقطيعه في المنزل.
الاستنجاد بالأفارقة في الجنوب لذبح الأضاحي وسلخها بـ2000 دينار
في ولاية تمنراست والولايات الحدودية بالجنوب، فيستنجد أصحاب الأضاحي بالأفارقة من الحراقة وغيرهم، وذلك خاصة على مستوى المدن، حيث يجهل كثير من أصحاب الأضاحي عملية الذبح، الأمر الذي أدخلهم في عملية بحث عن ذباحين لذبح وسلخ أضاحيهم صبيحة عيد الأضحى. ولم يكن الأمر صعبا عليهم لإيجاد ذبّاحين للقيام بالمهمة، غير أنّ الأمر هذه المرة لا يتعلق بجزائريين وإنّما بأفارقة وجدوا لهم طريقة أخرى غير التسوّل لجمع المال، حيث استغلوا فرصة البحث عن ذبّاحين لعرض خدماتهم على أصحاب الأضاحي، خاصة وأنّ أغلب الأفارقة الذي يدخلون الجزائر مسلمين قادمين من مالي ونيجيريا وكذا النيجر. ويصل سعر الذبح بالنسبة للأضحية لدى هؤلاء الأفارقة إلى 2000 دينار فقط، عكس الأسعار المتداولة بباقي الولايات الشمالية، حيث يضع البعض من هؤلاء إعلانات أيضا على مستوى الساحات العمومية لعرض خدماتهم والاتصال بهم.

رابط دائم : https://nhar.tv/9e36e
إعــــلانات
إعــــلانات