الأمن يطيح بـ”كلونديستان” يسرق زبائنه تحت التهديد

طالبت وكيل الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء اليوم الأحد، توقيع عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 100 ألف دج. في حق متهم موقوف من ذوي السوابق العدلية، المسمى ” ق.عدلان”. سائق سيارة أجرة غير شرعي ” كلونديستان” بالعاصمة، لضلوعه في قضية سرقة تحت طائلة التهديد، راح ضحيتها المدعو ” ب.ع”.
وفي نفس الجلسة تمّ متابعة نفس المتهم في 6 ملفات جزائية تتراوح فيها التهم بين الضرب والجرح العمدي والسرقة. من بينهم عون جمركي المسمى “غ.عبد المالك”، الذي تعرض للضرب بواسطة سلاح أبيض متمثل في عصا ” بيزبول” لغرض سلبه أغراضه الشخصية على مستوى حي الصنوبر البحري شرقي العاصمة.
أما أخطرها تلك التي تعرض فيها قاصر للضرب بواسطة عصا “بيسبول” ورميه في الطريق، حيث عثر عليه والده في حالة يرثى لها بملعب 1نوفمبر بالمحمدية. بعد 24 ساعة من اختفائه.
وقائع القضية
كما تبيّن من الملفات الستة التي ناقشتها ذات الهيئة القضائية أن ضحايا المتهم تعرضوا لنفس السيناريو. لسرقة أغراضهم الشخصية المتمثلة في هواتفهم النقالة وأموالهم.
وفي تفاصيل القضية الأولى التي مثل فيها المتهم أمام رئيس الجلسة، تبيّن أنه بليلة الوقائع. قام شخصين الضحية وصديقه بإيقاف المتهم ” ق.عدلان” الذي كان يقود سيارة من نوع “فيات إيبيزا” وبصحبته فتاة عشرينية. بالمكان المسمى مقام الشهيد بمدينة المدنية، بغرض إيصالهما الى محطة خروبة.
وفي الطريق إلى المحطة البريّة، طلب السائق من الضحيتين قارورة ماء فتوقف بحي رويسو. أين نزل صديق الضحية، لأجل اقتناء قارورة ماء وسجائر. غير أنه ولدى عودته للمكان تفاجأ باختفاء السائق والسيارة دون رجعة.
لتكشف مجريات المحاكمة، على لسان الضحية “ب.ع” أن السائق انطلق بمركبته، وفي الطريق تعرّض الى التعنيف والتهديد بواسطة سلاح أبيض. متمثل في ” سيف” من الحجم الكبير”، بغرض سرقة هاتفه النقال وهو ما تمّ فعلا. حيث تمكنت عناصر الضبطية القضائية، بعد فتح تحقيق أولي في القضية. من استرجاع الهاتف النقال، إثر عملية توقيف للمتهم وتقديمه للجهات القضائية.
المتهم ينكر التهم المنسوبة إليه
ولدى المواجهة التي قام بها القاضي في الجلسة جمع فيها المتهم بضحاياه الذين حضروا الجلسة، أولهم الشاب أكد تصريحاته الأولية. حيث سرد وقائع خطيرة تعرض لها وهو على متن سيارة المتهم، إذ صرح أنه بعد نزول مرافقه بحي ” العناصر” “رويسو”، انطلق السائق به نحو مدينة ” الديار الخمس ” بالمحمدية. أين سلبه هاتفه النقال، مهددا اياه بواسطة “سيف”. في حين أكد عدم تعرفه على الفتاة التي كانت في مقدمة السيارة، برفقة السائق.
بالمقابل تمسك المتهم ” ق.عدلان” بإنكار التهم المنسوبة إليه بشدة، حيث صرّح للقاضي أنه بليلة الوقائع كان في حالة سكر متقدّمة بملهى ليلي بالمقام. وأوقفه الضحية ومرافقه، بغرض ايصالهما الى محطة خروبة وكان برفقتهما قفتاة فصعد ثلاثتهم السيارة، وفي الطريق توقف بغرض اقتناء قارورة ماء. ناكرا نكرانا شديدا، تهديد الضحية في سيارته أوسرقته هاتفه النقال، مضيفا أنه حاول إرجاعه له، فسلمه لوالده ليتصل به. غير أن الضحية رفض المجيء إليه، وعليه تقدم والده الى مركز الأمن لتسليم الهاتف لهم.
ولأجل تعزيز تصريحات الضحية، استمعت المحكمة لتصريحات صديق الضحية الذي أكد هو أيضا هروب السائق المتهم بسيارته، لدى نزوله في حي رويسو. حيث اختفى أثره مع صديقه الذي كان برفقته.
المتهم يواجه تهما عديدة
وفي ملف ثانٍ، ارتبطت وقائعه بجريمة ضرب وجرح عمدي بغرض تنفيذ جريمة سرقة على يد نفس المتهم. راح ضحيتها الطفل القاصر المدعو ” إسحاق ” كلفته عجزت طبيا مؤقتا لمدة 60 يوما. حيث مثل الضحية برفقة والده في حالة يرثى لها.
لتكشف الجلسة أن المتهم اصطحب الضحية إلى غاية ملعب 1 نوفمبر بحي المحمدية. وخلالها تهجم عليه بعصا “بيسبول”، ليوسعه ضربا بغرض سرقتها أغراضه الشخصية. لكن محاولته باءت بالفشل، ليتم العثور على المجنى عليه ساقطا بعين المكان أرضا. ليتكفل والده بنقله للمستشفى، حيث وبعد المعاينة الطبية تم تحرير شهادة طبية من طرف الطبيب الشرعي. أثبتت أن المعني تعرض للضرب بواسطة سلاح أبيض، مخلفا له جرحا عميقا طوله 18 سم.
هذه الوقائع تمسك أيضا المتهم بنكرانها، في محاولة منه مراوغة العدالة، مصرحا بأنه لم يلتقَ الضحية قط. بالرغم من تعرفه عليه في مركز الشرطة بعد عرض عدة صور لمسبوقين قضائيا.
وأمام ماورد من معطيات، التمست وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 6 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها 300 ألف دج في حق المتهم.
في حين تم معالجة بقية الملفات القضائية التي كشفت أن المتهم يمتهن السرقة تحت طائلة التهديد. مستعملا سيارته “إيبزا” لنقل ضحاياه ثم ينفرد بهم لسرقة ما يحوزونه من أغراض شخصية في أماكن متفرقة بأحياء العاصمة.