الانتخابات هي عقد الالتزام الطوعي لتحقيق التنمية السياسية

قال الدكتور قوي بوحنية عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، إن التنمية السياسية مرتبطة بعوامل متشابكة لتفسير أداء الأنساق السياسية.وأوضح الدكتور بوحنية خلال نزوله ضيفا أمس السبت على برنامج نقطة حوار لإذاعة الجزائر من أدرار ، أن الانتخابات الرئاسية القادمة هي عقد الالتزام الطوعي لرؤى جديدة تعطي مشهدا سياسيا أو انعطافة تقدم الجزائر للعالم بما يواكب رهاناتها السياسية والاقتصادية من أجل تحقيق المقاصد الكبرى للنجاعة السياسية والاستجابة لخيارات المواطنين بجميع فئاتهم وانتماءاتهم السياسية.وبخصوص الحملة الانتخابية لرئاسيات الـ 17 افريل الجاري ، قال الأستاذ الباحث  إنها رسمت انطباعات متعددة  ايجابية وسلبية نتيجة تراكمات مختلفة و تمثلت ايجابياتها في إجماع كل المترشحين على مفهوم  العيش المشترك والإيمان بالنظام الدستوري الجمهوري والمنافسة السلمية، فضلا عن اتفاق الخطاب  بخصوص الوحدة الوطنية انطلاقا من قيم نوفمبر وكذا مكافحة كل أشكال التفرقة والتمييز والتكتلات الفئوية الضيقة بناء على تراكمات 25عاما من التعددية الحزبية وما رافقها من نجاحات وإخفاقات.من جانب آخر، أعاب الدكتور بوحنية قوي على الحملة الانتخابية ، السقوط أحيانا في التنابز والعنف اللفظي بدل أخلقة العمل والممارسة السياسية ، بما ينمي ثقافة المواطنة والإغراق  بالعموميات من خلال خطابات إرضائية تنتهج توصيفا طوباويا غير مؤسس مبنى على معطيات”ما ينبغي أن يكون ” وليس دراسات إحصائية وبرامج تقدم خطط واضحة استشرافية للمستقبل .و شدد المتحدث ذاته، أن التنافس على منصب رئيس الجمهورية يقتضي استحضار المقاصد التي لا تلامس الشأن اليومي للمواطن  بقدر ما يجب أن تطرح الخيارات الكبرى لتنظير الدولة ، وذلك عن طريق قرائن مادية وليس “وعود ” لان منصب “الرئيس” هو مقامة سامية عالية  تمثل قبة النظام السياسي والدستوري ويفترض على المترشحين تحديد المعالم الإستراتيجية للجزائر”كأمة” بدل توزيع خطاب محلي مادام العالم يتجه نحو التخطيط الاستراتيجي والتكتلات الأممية الكبرى وفق التعاضد الإيديولوجي و المصالح الاقتصادية العابرة كما أوضح الدكتور قوي بوحنية أن غياب التكامل بين الصفوة والمواطن مما ينعكس مباشرة على مستويات التنمية  وعملية التحديث الاجتماعي والاقتصادي العام.