إعــــلانات

''البــالة'' و9 آلاف دينار شهريا..لترقيع عيوب مشاريع التهمت المــلايير!

''البــالة'' و9 آلاف دينار شهريا..لترقيع عيوب مشاريع التهمت المــلايير!

الإتحاد الوطني لمقاولي البناء :  ”أحواض صرف المياه أنجزت وفق تقديرات خاطئة ودراسات ناقصة

مرتب ضــــــــــــئيل، لباس منعدم ووسائل عمل بدائية على طرق الموت..

في ظل التساقط الكبير للأمطار وذوبان الثلوج، يضطر أعوان الصيانة إلى التواجد ومنذ الساعات الأولى أمام أحواض وقنوات صرف المياه المسدودة على مستوى جميع الطرقات السريعة خاصة، من أجل حل مشكل تحجر مياه الأمطار الممزوجة بالمياه القذرة وترقيع عيوب الإنجاز في بعض المشاريع التي التهمت الملايير.وقصد رصد حجم المعاناة اليومية التي يتعرض لها هؤلاء الأعوان، خاصة في ظل الاضطرابات الجوية التي عاشتها البلاد في الأيام الأخيرة، اقتربنا من بعض الذين كانوا في حالة أقل ما يمكن القول عنها، أنها مؤسفة جدايعملون بوسائل جد بدائية تتمثل في سلك رفيع وبعض الأدوات التي قد تصلح لغرس الأشجار، وليس لتسريح بالوعات صرف المياه التي تتسبب في غلق الطرقات وحوادث المرور، إلى جانب عدم وجود أدنى وسائل الحماية على الرغم من أنهم عرضة لكل أنواع الإصابات بالأمراض الخطيرة والحوادث المميتة

العمل فوضوي”..”اللي فالبيرو راقدين واحنا نهمبرو

العمل فوضوي والسكن فوضوي”..اللي فالبيرو راقدين واحنا نهمبرو”.. ”نخدمو باطل ونهار تحوس على حقك يقولك روح” ..هذه العبارات وغيرها ارتأى عمال صيانة الطرقات التابعين لوزارة الأشغال العمومية، البلديات، وبعض المؤسسات العمومية، التلفظ بها للتنديد بسياسة التهميش والإجحاف التي تمارس ضدهم من طرف الجهات الوصية.. توقفنا بشوفالي في أعالي العاصمة، أين لفت انتباهنا العدد الكبير لأعوان الصيانة..الكل منهمك والكل مجند في سباق مع الزمن لتسريح أكبر عدد من البالوعات قبل هطول الأمطار التي تم التحذير منها في نشريه خاصة، على أنها قد تصل إلى مستوى ٠٨ ملم..اقتربنا من أحد الأعوان، شاب في مقتبل العمر، يسارع لإنجاز عمله وسط كومة من الزبالة التي استخرجها من البالوعة ..الرائحة كانت كريهة..تزعج كل من يمر من أمامه، إلا أنه قاومها وأصر على إتمام عمله دون أدنى حماية.

سألناه عن أحواله ليجيبنا ضاحكا،سؤالكم ليس في محله..”، انتظرناه حتى أتم عمله، وجمع متاعه الذي هو عبارة عن أدوات بسيطة وعاودنا السؤال، وأول ما قالهكيف حال من يتقاضى 9آلاف دينار وهو مسؤول عن أسرة بأكملها، وواصل الحديث، أن المشكل لا يكمن في هذا الأمربل إننا نشتغل دون وسائل وقائية..لا قفازات، لا مضخات، لا تعويضات .لا.لا.لا شيء، فيما واصل سيره، لندعه وشأنه..توجهنا إلى 3أعوان اجتمعوا حول حفرة، تبيّن بعدها أنها حوض صرف المياه، وبدأنا نتبادل أطراف الحديث، الكل مركز على الحفرة وعلى حالة الجو، ولا تسمع منهم غير حث بعضهم البعض على السرعة في إتمام العمل قبل هطول الأمطار، إلا أن  هذه الأخيرة سبقتهم ليتأزم الوضع، وعلى الرغم من ذلك واصلوا عملهم بشكل عادي لأن التعليمات تلزمهم بذلك. وخلال جولتنار تحدثنا إلى المدعوق سعيدمتزوج وأب لـ٩ أطفال، الذي أكد لنا أنه كان في وقت سابق يستفيد من منحة أبنائه، إلا أنه حرم منها مؤخرا جاهلا الأسباب، كما عبر عن استيائه حيال سوء المعاملة التي يحظى بها رفقة زملائه بسبب انعدام أهم الوسائل التي قد تحفظ لهم سلامتهم، مشيرا إلى أنه يضطر إلى اقتناء ملابس العمل بنفسه براتب ضئيل جدا.

  رجال يحيط بهم الموت..”ربي ستار

وخلال جولتنا في العاصمة، صادفنا في طرقاتها السريعة رجالا يحيط بهم الموت من كل مكان في أية لحظة، نظرا لانعدام شروط الأمانلا لافتات، لا ملابس وقائية، ولا رقابة، توقفنا عند البعض منهم، وأثناء الحديث إليهم، لمسنا نبرة غير عادية في كلامهم تؤكد حجم المأساة التي يعيشونها، حيث قابلنا على طول الطريق السريع الرابط بين الدار البيضاء وبن عكنون أعوان نظافة ينظفون الطرقات بوسائل أشبه بالأدوات البدائية..عونان  كانا ينظفان على مستوى الطريق السريع ببن عكنون، يتعلق الأمر بكل منفرحاتوعبد القادراللذين وبمجرد أن تلمحهما، يتبين لك أنهما تجاوزا سن الستين، إلا أنهما وفي الحقيقة لا يتعدى عمرهما الـ٥٤ عاما، أول ما تحدثا عنه هو الراتب الشهري الذي لا يتعدى في أغلب الأحيان ٩ آلاف دينار، مشيرين، وعلى غرار أغلب العمال الذين تحدثوا إلىالنهار، إلى أنهم يقتنون السترات الواقية وألبسة العمل من مالهم الخاص بمبالغ تتراوح بين الـ500 و 700 دينار، وهذا ما اعتبروه ظلما. وبمواصلة سيرنا، توقفنا على مستوى الطريق السريع بالشراڤة، أين التقينا بفوج عمل يتكون من حوالي  15 عاملا موزعين على جوانب الطرقات، توقفنا وتحدثنا مع رئيس الفوجاحسن، الذي أوضح على لسان العمال وأغلبهم متعاقدين على الرغم من مرور أكثر من  10 سنوات من الخدمة في هذا المجال، أن ظروف العمل غير ملائمة تماما، خصوصا وأنهم عرضة للخطر الذي قد يودي بحياتهم في أية لحظة، على غرار ماحصل للعمال الأربعة الذين توفوا أثناء قيامهم بعمليات الصيانة مؤخرا، والذين إلى حد الساعة لم تحصل عائلاتهم على تعويضات. إلى جانب حجم الإصابات التي تعد بالمئات والتي يتعرض لها العمال. ومن جهته، أوضح العاملالعيدوهو أب لـ أطفال، أنه ومنذ مباشرته العمل في هذا المجال لم يتغير مرتبه الذي لا يتعدى الـ 12 ألف دينار، كما حرم على غرار العديد من زملائه من منحة أسرته التي لم يستفد منها تماماوفي سياق ذي صلة، أشار العمال إلى مشكل العقود التي تجدد كل سنتين، دون أن يتم التغيير في بنودها، مطالبين برفع الأجور التي هي أقل بكثير من الأجر القاعدي، إضافة إلى توفير وسائل الأمان للتقليص من حجم تعرض العمال للإصابات الخطيرة مع إعادة النظر في جملة المطالب التي قدموها، والمتعلقة بتوفير منحة الخطر وغيرها من المطالب.

 الإتحاد الوطني لمقاولي البناء :”أحواض صرف المياه أنجزت وفق تقديرات خاطئة ودراسات ناقصة

أكد رئيس اتحاد مقاولي البناء والتعمير، قاسمي سليم، أن أغلب أحواض صرف المياه الموزعة سواء على مستوى التجمعات السكانية أو الطرق الرئيسية، قد أنشئت على الأغلب وفق تقدير خاطئ، معتبرا أن المشكل الأساسي يكمن في بعض الدراسات الناقصة بالأحواض التي قد لا تحتمل كمية الأمطار الغزيرة التي تهطل بصفة مستمرة، في الوقت الذي نصبت لاستيعاب كمية معينة قد لا تتجاوز الـ 30  ملم، إضافة إلى انعدام الصيانة، التي هي من اختصاص البلديات التي من المفروض أن تقوم بدوريات قبل حلول فصل الأمطار، وذلك بتنظيفها، حتى لا تؤدي إلى انسداد في القنوات والشبكات، وهو ما يحصل غالبا. 

رابط دائم : https://nhar.tv/KcGJq
إعــــلانات
إعــــلانات