التلاميذ يلجؤون إلى مقاهي الإنترنت في ظل استفحال إضراب الأساتذة في البليدة

يلجأ عدد كبير من التلاميذ خاصة منهم الثانويون هذه الأيام بالبليدة الى مقاهي الإنترنت لإنجاز الفروض أو القيام بأبحاث دراسية أو بغرض التسلية محاولة منهم التقليل من الانعكاسات السلبية التي يحدثها اضراب الأساتذة الذي يدخل أسبوعه الثالث على نفسيتهم وحياتهم الدراسية بكل جوانبها. وأصبح على التلاميذ مع تواصل هذا الاضراب اللجوء الى فضاءات الانترنت “لتقليل أضرار الاضراب على مسارهم التحصيلي ” وحيث يصعب العثور على مكان شاغر مما يرفع من درجة القلق والتوتر لدى هؤلاء التلاميذ الذين يعتبرون أنهم يعيشون منذ ثلاثة أسابيع “حالة تشرد ” يحاولون التقليل من عواقبها. و في هذا السياق صرح يقول تلاميذ تحاورت معهم /وأج صبيحة اليوم الإثنين بأحد هذه المقاهي بباب السبت ” إننا نحاول استيعاب بعض الدروس من خلال إنجاز تمارين بمواقع مختصة و عدم تضييع الوقت حتى نكون مستعدين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا رغم مواصلة إضراب الأساتذة.” و كان هؤلاء التلاميذ المنتمون للسنة الثالثة من التعليم الثانوي (شعبة آداب و لغات أجنبية) يقومون بإنجاز تمارين في قواعد اللغات الفرنسية و الإنجليزية و الألمانية في الوقت الذي كان عشرة تلاميذ آخرون منهمكين بإنجاز تمارين في مواد مختلفة. و يتم التواصل بين هؤلاء التلاميذ عن طريق الإشارات وتحريك الرأس كون صاحب المحل يحرس على المحافظة على الهدوء والطمأنينة حيث صرح قائلا: ” أريد توفير لهم أجواء مريحة تمكنهم من استيعاب دروسهم كما يبغي.” ونفس الأجواء تسود مقاهي الإنترنت المتواجدة بالأحياء السكنية لكل من الموز و الورود و باب الزاوية و أولاد يعيش و بن بولعيد حيث يلاحظ شغل كافة الأجهزة ابتداء من العاشرة صباحا فيما ينتظر زبائن آخرون دورهم. و ينصحهم أصحاب هذه المحلات بعدم الانتظار إذا ما كانوا على عجلة كون هؤلاء الشبان يبحرون عبر الشبكة لمدة تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات. و لا تشكل تكاليف الإبحار عبر شبكة الإنترنت عائقا في وجه التلاميذ المصرين على التخفيف بقدر المستطاع من الانعكاسات السلبية لحركة الإضراب على مسارهم الدراسي. جدير بالذكر أن التصريح الأخير لوزير التربية الوطنية المتعلق بتجديد العمل هذه السنة بالإجراء الخاص بتحديد عتبة الدروس للأقسام المقبلة على امتحانات شهادة البكالوريا خفف من روعهم و شجعهم على تعزيز درجة استيعابهم للدروس عبر المواقع المختصة. وأكد العديد من التلاميذ في هذا السياق ” لا يسمح لنا بالتقاعس طيلة مدة الإضراب بل بالعكس نحاول استغلال هذه الفترة لتعميق معارفنا خاصة وأن مواضيع البكالوريا ستشتمل على الدروس التي تابعناها في القسم.”
الشبكة تحل محل دروس الدعم
الملاحظ أن هؤلاء التلاميذ يفضلون التردد على مقاهي الإنترنت التي تحولت بالمناسبة لهم إلى قاعات مطالعة للقيام بأبحاث و إنجاز التمارين بدلا من متابعة دروس الدعم التي يقدمها الأساتذة. و أوضحوا في هذا الصدد أنهم ” يجدون في الشبكة كل الدروس التي تهمهم و التمارين الضرورية لاستيعابها. كما يمكنهم الاطلاع على الحلول المصححة للتمارين مما يسمح لهم بإنجاز تقييم ذاتي لجهودهم.” و أضافوا في سياق متصل أنه ” لا جدوى من متابعة دروس الدعم لدى هؤلاء الأساتذة الذين يحرموننا من دراسة عادية و نفضل التردد على مقاهي الإنترنت حيث تتوفر عدة مواقع تحتوي على مواد بيداغوجية و نشاطات تكميلية نتابعها جماعيا.” و صرحوا من جهة أخرى أنهم ” يلتقون بعد الظهيرة بمقهى الإنترنت لمراجعة الدروس التي تابعوها في الصبيحة.”مواقع التواصل الاجتماعي و الموسيقى للتسلية وللتخفيف من حدة الضغط و القلق يلجأ التلاميذ إلى أخذ قسط من الراحة عن طريق الإبحار عبر شبكات التواصل الاجتماعي على غرار ” فيسبوك” و مواقع أخرى للاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة أشرطة فيديو. كما يستعمل التلاميذ شبكات التواصل الاجتماعي لتبادل الأفكار مع أصدقائهم وطلب المساعدة عند الحاجة في حالة مواجهة صعوبات لفهم بعض الجوانب المتعلقة بالدروس التي راجعوها معا. و إذا كان للإضراب الذي يشنه الأساتذة منذ ثلاثة أسابيع انعكاسات سلبية على المسار الدراسي للتلاميذ فإن أصحاب مقاهي الإنترنت مرتاحون لتحقيق أرباح معتبرة. و قد صدق من قال أن ” مصائب قوم عند قوم فوائد.”