الجزائريون استفادوا من 12 مليون “مالادي” في 8 أشهــــر!

كبّدت الخزينة 127 مليار دينار.. وقطاعا التربية والصحة في المقدمة
قرابة 1.2 مليون عطلة مرضية مغشوشة سجلت خلال نفس الفترة
دفع الجزائريون ما يعادل 15 مليون يوم عطلة مرضية خلال سنة على مستوى صندوق الضمان الاجتماعي تم رفض 10 من المئة منها بسبب التحايل والغش.
في حين أودع 12 مليون يوم عطلة مرضية خلال الأشهر الأولى لسنة 2017، أين يتصدر قطاعا التربية والصحة القائمة بتسجيل أكبر عدد من العطل المرضية.
وأكد المدير العام المساعد للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الدكتور محي الدين واڤنوني، بأن العطل المرضية التي تصل إلى الصندوق سنويا تقارب 15 مليون عطلة مرضية، وقد بلغت خلال السداسي الأولى من السنة الجارية 12 مليون يوم عطلة مرضية.
في حين وصلت سنة 2016 إلى 14 مليون يوم عطلة مرضية، حيث كشفت مصادر لـ«النهار» بأن عمال قطاعي التربية والصحة يتصدرون قائمة مودعي هذه العطل المرضية.
وقال واڤنوني في تصريح لـ«النهار» إن عدد العطل المرضية فاق كل التوقعات وحجم التعويضات يعد بآلاف الملايير.
الأمر الذي استدعى تشديد الرقابة على العطل المرضية والتدقيق في صحتها وأحقيتها للتعويض بغرض تخفيف حجم التعويضات ووقف العطل المرضية المزيفة.
مشيرا إلى أن المبالغ المرصودة للتعويض بلغت 127 مليار دينار للعطل المدفوعة خلال السداسي الأول من السنة الجارية.
مؤكدا تعويض 39 ألف وصفة طبية إلى غاية 31 أوت الماضي. وأضاف محدث النهار بأن الحكومة الجزائرية قامت بتصفية جميع الديون مع نظيرتها الفرنسية، والتي تخص الضمان الاجتماعي.
حيث قال خلال نزوله ضيفا على حصة «قهوة وجورنان» بأنه لا مبرر للفرنسين من أجل العودة للحديث عن قضية الديون، مشيرا إلى أن مسألة التعويض بشكل عام كلّفت خزينة الصندوق 167 مليار دينار في 2015.
قبل أن ترتفع إلى 183 مليار دينار سنة 2016، فيما تم رصد 127 مليار دينار لتعويض الـ8 أشهر الأولى من السنة الجارية.
وأشار واڤنوني محي الدين، بخصوص عمليات التعاقد التي أبرمها الصندوق مع الأطباء، إلى تعاقده مع 19 عيادة خاصة وأكثر من 10 آلاف صيدلي.
نافيا أن تكون خزينة «كناس» مدينة لأي صيدلي جراء عمليات تعويض الأدوية التي تتم عبر بطاقات «الشفاء»، مشيرا إلى تعويض 39 ألف وصفة طبية إلى غاية 31 أوت الماضي.
الشيخ نسيم بوعافية إمام مسجد عقبة بن نافع بميلة لـلنهار
منح عطلة مرضية بغير مبرر شهادة زور وتعويضها أكل لمال الناس بالباطل
قال الشيخ، نسيم بوعافية، إمام مسجد عقبة ابن نافع في ولاية ميلة، إن العطل المرضية التي لا تعكس حقيقة الوضعية الصحية لصاحبها، تعد بمثابة تزوير وقول زور من قبل الطبيب الذي حررها، على اعتبار أن هذه الوثيقة شهادة في حد ذاتها.
وفي حال أودع المعني الشهادة بهدف التعويض فسيكون الأمر أكل لمال الناس بالباطل. وأضاف الشيخ في اتصال مع «النهار»، أمس، بأن الشهادة المرضية لا تختلف عن أي شهادة أخرى.
وفي حال كانت مخالفة للواقع أو تعمد بها أكل لمال الناس بالباطل، فهي شهادة زور نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها في قوله «ألا وشهادة الزور».
وحذر الشيخ من تعمد اللجوء للأطباء بغرض الحصول على شهادات لأكل مال الناس بالباطل، داعيا الأطباء إلى التحري في ذلك وعدم تحرير شهادات زور في هذا الشأن.
إلا في حال تأكيد طالب الوثيقة عدم محاولة تعويض أيام غيابه من قبل الضمان الاجتماعي، لتصبح بذلك الوثيقة بمثابة ترخيص بالتوقف عن العمل ليوم أو يومين بدافع الضرورة.
في حال عدم تمكنه من الحصول عليها من قبل إدارة العمل.
وقال الشيخ إن هذه الأحكام تنطبق على الطبيب محرر الشهادة المرضية الذي يكون شاهد زور في حال تعمد منحها لشخص لا يستحقها.
وكذا بالنسبة للعامل الذي يطلب التعويض وهو متوقف عن العمل من أجل السياحة أو الراحة بغطاء العطلة المرضية، حيث يكون ذلك بمثابة أكل مال الناس بالباطل، وهذا إذا ما سلمنا جدلا بأن التأمين حلال، يقول الشيخ.