الحارس الشخصي لهواري بومدين والشاذلي يموت في صمت بباتنة!
غادر رئاسة الجمهورية بسبب خلاف مع مدير الأمن الرئاسي بعد زيارة ميتران سنة 81
“السي قدور” يعيش مع زوجته وابنيه في حجرة واحدة تحوّلت إلى غرفة نوم ومرحاض ومطبخ
يعيش “قدور بوخنوفة” الحارس الشخصي للرئيسين الراحلين هواري بومدين والشاذلي بن جديد، البالغ من العمر 61 سنة، وضعية معيشية قاسية في بيت يفتقر لأدنى ضروريات الحياة بحي بارك فوراج بمدينة باتنة، إضافة إلى معاناته من أمراض عديدة تنخر جسده منذ سنوات، منها السكري الذي تسبب في بتر قدمه اليسرى وتعفن اليمنى.
“السي قدور” الذي زرناه في مسكنه الذي يؤوي زوجته وابنين ذكرا وأنثى، وجدناه يصارع ألم المرض وسط غياب أدنى تكفل من أي جهة كانت، رغم ماضيه المشرف ودوره الكبير الذي لعبه في حماية الرئيسين الراحلين هواري بومدين والشاذلي بن جديد داخل وخارج الوطن، إضافة إلى حماية عدة رؤساء أجانب زاروا الجزائر، منذ سنة 1974.
وبعد 11 سنة من الخدمة غادر قدور بوخنوفة رئاسة الجمهورية، منتصف الثمانينيات، عندما وصلت علاقته مع مدير الأمن الرئاسي آنذاك إلى نقطة مسدودة، منذ حادثة سوء التفاهم التي حصلت بينهما غداة زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران إلى الجزائر، سنة 1981.
وحسب “السي قدور”، فإن خروجه من الخدمة لم يتبع بأي معاش أو منحة إلى يومنا هذا، حيث تفرغ لبعض الأعمال الحرة إلى أن أصبح مقعدا نتيجة المرض، وحتى ملف طلب مسكن اجتماعي المودع في التسعينيات ضاع لدى المصالح المعنية، مما اضطره إلى تجديده سنة 2013، لكن من دون استفادة إلى يومنا هذا، وبقي بذلك حامي الراحل هواري بومدين يعاني من أمراض كثيرة في غرفة ضيقة مقسمة إلى جزأين، جزء للنوم وآخر كمطبخ ومرحاض.
وكخلاصة لكل ذلك، راح “قدور بوخنوفة” يناشد كل السلطات المعنية وعلى رأسها والي باتنة التدخل لمنحه مسكنا اجتماعيا محترما يقضي فيه ما تبقى من حياته، رفقة عائلته التي أعيتها هي الأخرى هذه الأوضاع الصعبة.
أمّا فيما يتعلق باهتمام الجهات الوصية فلم يزد عن دعوته من طرف ولاية ڤالمة كل سنة لمنحه شهادة تقديرية عند كل احتفال بذكرى وفاة الراحل هواري بومدين، مع شهادة تقدير أخرى مقابل تدعيمه لمؤسسة هواري بومدين بأكثر من 50 صورة من سنوات الخدمة، في وقت احتفظ ببعض الصور التي يعود إليها من وقت لآخر لتلبية نداء الحنين للماضي، وفي كل صورة يمكن تمييزه بسهولة بين الحضور، من خلال قامته التي تصل إلى متر و87 سنتيمترا.
