إعــــلانات

الحلقة 22 : سر “مراد”

بقلم تبر.س
الحلقة 22 : سر “مراد”

– وفي الأخير أقول لك إن والدك متزوج..
هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه سمية.. وأكدته لأختها…
لم تستوعب سلمى الأمر، بدأت تبكي وتصرخ…
– كيف له أن يخدعني ويتزوج.. أعادت سلمى هذه الجملة عشرات المرات… عندها وقفت سمية وصرخت في وجه أختها…
– سلمى أنا بحت لك بالسر، لنبحث عن حل للمشكل، سهل علي أن أبكي مثلما تفعلين.. ما رأيك هل نصارح أباك أم لا..
– كفكفت سلمى دموعها.. وتوقفت عن البكاء..
– كيف عرفت أنه متزوج من تلك السيدة.. هل كان يشد يدها عندما اصطحبها إلى الطاولة؟
– لا كان يسير خلفها، لكنه اختار ركنا يختبئ فيه سوى المشكوك في أمرهم.
بادرت لسلمى فكرة التفتيش في غرفة السيد علي قبل مصارحته، بينما تقوم سمية بمهمة التفتيش في نقاله والأجندات التي هي بحوزة والدهما..
خرجت من المنزل بعد أن اتصلت بمراد واعتذرت له عن عدم مجيئها إلى الموعد، واتفقا أن يلتقيا في العاصمة في اليوم الموالي.
جاء الاثنان في الموعد المحدد، والذي كان أمام البريد المركزي، سارا سويا عبر شارع العربي بن مهيدي إلى ساحة الشهداء، ثم عادا ليستقرا على أمر هو الجلوس في مطعم “الملكي” لتناول الغداء، كان حديثهما معمما، تكلما عن أحوال الجزائر، وطموحاتهما في البقاء في هذا البلد، كانا متفقين في كل النقاط، ولاحظا أن تفكيرهما يتشابه إلى حد بعيد، لكن مراد لاحظ أن شيئا ما كان يؤرق هذه العلاقة البريئة.. نظر إليها مليا، حاول أن يمسك يدها، لكنها سارعت بسحبها..
– أقول لك الحقيقة، لا أقبل بشخص غير متعلم، أرى أنه إنسان فاشل خاصة في وقتنا الحالي، الفترة التي نعيشها صعبة، أنا لا أتكلم عن الإمكانيات المادية، لكن المؤهلات الدراسية هي جسر المرور الوحيد للتواصل بيننا…
بنظرات حادة، كان مراد يتأمل “سمية”، ينظر إليها وكأنها المرة الأولى التي يتعرف عليها، بدت له قوية الشخصية، لا تبدو كما كانت من قبل، كانت حازمة في كلامها، وأدرك أنها رغم تقربها منه إلا أنها لم تتعرف بعد على شخصيته.. ما بداخله كان متناقضا مع خارجه، لطالما أخفى مشاعره، وطموحه كان من أجل أن يغيض والده فقط، كان ينتقم منه، جراء معاملته الجافة مع والدته، وجراء إهماله لهم، وانشغاله بثروته، لكنه دون أن يشعر كان ينتقم من نفسه، حتى ضيع العديد من سنوات عمره قضاها يعيد في دراسته….
أراد أن يشرح لها سبب ما أوصله إلى هذا الفشل، ولكنه كان مترددا، فهو لم يفتح هذا الموضوع مع أي أحد قبل ذلك..

رابط دائم : https://nhar.tv/dGfu0
إعــــلانات
إعــــلانات