إعــــلانات

الحلول موجودة.. لم نجد فقط من يجعلها على قيد التنفيذ

الحلول موجودة.. لم نجد فقط من يجعلها على قيد التنفيذ

هروب الشباب نحو الأقاليم والضفاف الأخرى، سيظل وصمة عار في جبين وطننا الحبيب،  طالما أن تعداد حصيلة الفارين تزداد شهرا عن آخر، وإذ هو الأمر كذلك في نظر الملاحظين الذين يعتبرونها تحصيل حاصل وثمرة السياسات المتعاقبة، التي انتهجها مسؤولونا طيلة عشريات.

مما أوجد أوضاعا اجتماعية تدفع بالشباب وبمختلف أعمارهم إلى الانتحار بشتى الطرق والأوصاف، كل ذلك حدث ولا يزال نظير الغياب الكلي للعدالة الاجتماعية وبروز الفوارق داخل المجتمع الواحد للسطح وعدم تكافؤ الفرص في العيش الكريم.

والسؤال المطروح في هذا الشأن.

من هي الجهة الرسمية التي بإمكانها تحقيق هذه العدالة على أرض الواقع؟ قد يقول قائل باستحالة ذلك نظير التكتلات والمواقع ذات المناحي المتعرجة التي يتخندق فيها هذا العامل أو ذاك، لأن بروز «البارونات» وتحكمهم في الوضع الاقتصادي لهذا البلد، حال دون وجود مشاريع هي في الأصل اجتهادات ترمي إلى تحقيق بعض التوازنات الاجتماعية.

وبالتالي غالبا ما تجد مؤشرات ثابتة، شعارها الأول والأخير هو استقرار نظرية «غنى فاحش وفقر مدقع»، مما يوحي بأن الأمور تزداد مُضيا واندفاعا في هذا الرواق بدلا أن تغيّر من توجهها، لأن أغلب المحللين الاجتماعيين والنفسيين يُرجحون الجوانب المادية والاقتصادية بالأساس.

كونها العامل الجوهري والأساس لدفع الشباب نحو امتطاء «قوارب الموت»، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تبيّن في كل مرة كيف أن الكثير من المغتربين صاروا بقدرة قادر أثرياء أو قل في مستوى معيشي ممتاز.

مقارنة بحياة هؤلاء الذين ظلوا فارغي الجيوب صباح مساء، وهم من تختلف الظروف فيما بينهم التي أوصلتهم إلى تلك الحال، خاصة غياب فرص التشغيل والرسوب المدرسي وإعطاء الأولوية للمرأة في التوظيف وغيرها من المظاهر التي يتقاسمها كل الشباب الجزائري مع يومياته المشؤومة.

إن المفزع اليوم هو أن يعجز مسؤولونا عن إيجاد وصفات العلاج الحاد لمثل هذه الظاهرة التي أحدثت شرخا مضافا للأسر الجزائرية، فبدلا من البقاء مكتوفي الأيدي فقط وانتظار عدد وإحصاء من تلفظهم الأمواج، لماذا لا تتخذ إجراءات وقائية متسارعة تضم كثيرا من الخبراء والمختصين قصد إيجاد الحلول الوافية والشافية، لأنه ليس من الأرجح وجود فقط غياب الإرادة السياسية.

والتي من المؤكد أن منبعها هو أصحاب القرار والقائمون على متابعة حياة الجزائريين، إنما الذي تأكد هو وجود عدم مبالاة وتقاعس مفرط، لذلك فإنه من جهة سوف يزداد عدد الفارين «عفوا الانتحاريين» ممن يرسمون في أذهانهم أن تسليم أجسادهم لأسماك القرش أفضل من الموت البطيء هنا، والذي يزداد شهرا عن آخر ومن حقبة إلى أخرى.

ونؤكد بأن الحلول موجودة وهي تحتاج إلى زمن وإمكانات، ولكن السؤال الجوهري. من يفكر بشأنها ومن يفعلها ومن يدعو إليها ومن يصر على إنزالها قيد التنفيذ؟، لأن انهزام الذات يزداد حجمه كلما ازداد طول المعاناة والعسر.

نظير تلك المتناقضات الحياتية المعيشية بين شاب جزائري طموح وبين آخر يعيش في البلاد الأوروبية، وكلما ازداد هؤلاء الشباب فهما لواقع أولئك وأعادوا النظر إلى أحوالهم، ازدادت شرارة النقم على كل ما هو جميل في هذا الوطن، بل صاروا لا يرونه إلا بعين السواد المظلم.

رابط دائم : https://nhar.tv/yyJuZ
إعــــلانات
إعــــلانات