الخارجية الأمريكية تشيد باحترافية الجيش وتصف تدخّله بالناجح

خبراء أمريكيون في المجال الأمني حذّروا مؤخرا من آثار الوضع في لبيبا على الجزائر
أفادت مصادر مسؤولة من مبنى الخارجية الأمريكية لـ«النهار»، أن تدخل الجيش الجزائري في التراب الليبي، لإنقاذ الوفد الدبلوماسي، كان إلزاميا، في ظل توفّر معلومات مؤكدة تم استيفائها من مصالح الاستعلامات الجزائرية، كما أشادت بالدور الفعّال لأفراد الجيش وباحترافيته، وهو دور يعتمد-حسبها– على التحقق من وجود خطر حقيقي قبل القيام بأية خطوة. اعتراف الخارجية الأمريكية باحترافية الجيش الجزائري، جاء مباشرة بعد تكلّل عملية تدخل قوة خاصة للجيش، بأمر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لإنقاذ الوفد الدبلوماسي الذي يضم السفير عبد الحميد بوزاهر، والقنصل وآخرين، برفقة عائلاتهم، بنجاح، وهو تدخل جاء بعد تلقي السفارة الجزائرية بليبيا، تهديدات رسمية من تنظيم القاعدة الإرهابي لاختطافهم وارتكاب مجزرة في حقهم. تدخّل الجيش الجزائري في الوقت المناسب، جاء بعد التحقق من وجود خطر حقيقي، جنّب فعلا أعضاء الوفد الدبلوماسي، مجزرة شبيهة بتلك التي ارتكِبت في حق السفير الأمريكي وثلاثة من معاونيه، شهر سبتمبر من عام 2012، بعد هجوم سافر على مقر القنصلية. إن ما يحدث اليوم على التراب الليبي، وإعلان القاعدة طرابلس معقلا لها، يشكّل خطرا حقيقيا على الجزائر في حدودها مع ليبيا، وخطرا أيضا على شعبها، مما قد يجعل الجيش الجزائري، في مواجهة فردية لخطر القاعدة في منطقة الساحل، في حال عدم تحرّك سلطات الدول الأخرى التي تعرب دائما عن تخوّفها من انتشار الأسلحة المحظورة في هذه المنطقة، من طرف الجماعات الإرهابية، وهي الأسلحة التي تعرف انتشارا واسعا بالدولة الشقيقة ليبيا، خاصة بعد سقوط النظام السابق. واعتبر خبراء أمنيون أمريكيون، تدخل الحلف الأطلسي، خطأ استراتيجيا، على غرار دافيد غارتنشتاين–روس الخبير الأمريكي المتخصّص في الإرهاب، الذي أبرز مؤخرا أمام أعضاء الكونغرس، أثار الوضع في ليبيا على الأمن في الجزائر والمنطقة بكاملها، مؤكدا أن تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي، كان «خطأ استراتيجيا للولايات المتحدة وحلفائها، على الرغم من تحذيرات الجزائر. وأشار ذات الخبير، إلى أن الجزائر منشغلة اليوم، بآثار الوضع في ليبيا على أمنها، مضيفا أنه على الرغم من أن أزمة رهائن تيڤنتورين، وعلاقتها مع ليبيا، كانت بمثابة تحذير، فإن الحكومة الجزائرية أعربت منذ زمن طويل، عن انشغالها بشأن الآثار التي يمكن أن يخلّفها تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا على الجزائر، مشيرا في هذا الشأن إلى أعضاء الكونغرس، أنه في بداية تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا، حذّرت الجزائر من أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سيستغلّ هذا التطور الجديد، ومن مخاطر وقوع الأسلحة، وخاصة صواريخ أرض–أرض، في أيادي جماعات إرهابية، وقال إن التدخل في هذا البلد، تركه يقبع تحت وطأة اللا إستقرار، وحكومة غير قادرة على السيطرة على الوضع، ومؤكدا أن تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي، كان له أثرا سلبيا على الاستقرار، ليس فقط على الجيران المباشرين لليبيا «الجزائر وتونس ومصر»، وإنما أيضا على مالي، بما أنه شجّع بشكل كبير، سيطرة الجهاديين في شمال مالي، مما أدى إلى تدخل عسكري آخر قادته فرنسا. وعليه، فإن الجزائر أصبحت أمام مجابهة خطر حقيقي يهدّد حدودها واستقرارها، في حال استقرار فعلي لمختار بلمختار على التراب الليبي.