“الخضر” يتحدّون الروانديين لوضع قدم في الدور الأخير المؤهل إلى المونديال

تتجه أنظار الجزائريين صباح اليوم إلى ملعب “أماهورو” في كيغالي أين يواجه المنتخب الوطني الجزائري نظيره الرواندي في خامس مباريات الجولة الثانية وقبل الأخيرة المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل 2014 عن منطقة إفريقيا، حيث يسعى رفقاء القائد مجيد بوڤرة إلى تأكيد نتيجة لقاء البينين والعودة إلى الديار بفوز من كيغالي يمنح المزيد من الثقة للعناصر الوطنية ويسمح له بتعزيز حظوظه في الوصول إلى الدور الأخير المؤهل إلى مونديال البرازيل رغم سوء أرضية ميدان “أماهورو” قبل المواجهة الحاسمة المنتظرة في الجولة الأخيرة أمام منتخب مالي في الجزائر، خاصة وأن المنافس مساء اليوم ليس من العيار الثقيل وسيعتمد على تشكيلة شابة في ظل عدم وجود أي رهان للروانديين الذين أقصيو رسميا من سباق الوصول إلى مونديال البرازيل، رغم أنهم أكدوا تحضيراتهم للإطاحة بالجزائر اليوم ومواصلة التألق وتحسين مستوى منتخبهم بعدما فرضوا التعادل على مالي في بامكاو خلال الجولة الماضية.
اللاعبون متفائلون بالفوز ويعوّلون على تكرار سيناريو البينين
هذا وقد أعرب جل لاعبي المنتخب الوطني عن تفاؤلهم الكبير بقدرتهم على الفوز مساء اليوم أمام رواندا في عقر ديارها، لتأكيد نتيجة البينين ومواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، حيث أجمع رفقاء بوڤرة على أن كل الظروف مهيئة لهم من أجل الإطاحة بالروانديين خاصة وأن الأجواء في كيغالي ملائمة جدا لتقديم مباراة في المستوى، فالطقس معتدل والرطوبة متوسطة، رغم عامل ارتفاع كيغالي (1500 متر عن مستوى البحر) سيؤثر نوعا مع على أداء “الخضر“، بالإضافة إلى أرضية الميدان السيئة التي ستؤثر حتما على أداء المنتخبين.
حليلوزيتش اجتمع بلاعبيه وروراوة حفزهم للإطاحة بـ“الدبابير“
هذا وقد اجتمع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش ليلة أمس بلاعبيه في فندق “سيرينا” بالعاصمة كيغالي وأعطاهم بعض النصائح والمعلومات عن منتخب رواندا وطريقة إيقافه والحد من خطورته، كما ألقى حليلوزيتش خطابا حماسيا على لاعبيه وحفزهم لتقديم أفضل ما لديهم وعدم التساهل أمام منافس قال إنه يملك مستوى لا بأس به وسيسعى لتأكيد تعادله في باماكو أمام مالي في الجولة الماضية، كما حذّر حليلوزيتش لاعبيه من التساهل واستصغار لاعبي منتخب رواندا. في وقت كان لرئيس “الفاف” محمد روراوة حديث قصير مع اللاعبين وحفزهم على تقديم أفضل المستويات لتأكيد النتائج المسجلة مؤخرا ومواصلة الطريق إلى البرازيل بكل عزم وجدية.
اللاعبون عاينوا لقاء رواندا ومالي وبوڤرة قدم لهم النصائح
من جهة أخرى كان لقائد “الخضر” مجيد بوڤرة حديث آخر إلى زملائه بعيدا عن الطاقمين الفنني والإداري، حيث قدّم مجيد بعض النصائح للاعبين خاصة الجدد منهم عن كيفية التعامل مع الأجواء الإفريقية خاصة وأنه رفقة حليش وجبور سبق لهم زيارة كيغالي مع “الخضر” سنة 2009 أين واجهوا الروانديين، وستكون مباراة اليوم هي الثالثة لـ“الخضر” على التوالي أمام الروانديين في تصفيات المونديال بعد مواجهتهم في تصفيات 2006 و2009. هذا وقد عاين لاعبو “الخضر” ليلة الجمعة شريط مباراة مالي ورواندا في باماكو، أين وقفوا مع حليلوزيتش عند بعض نقاط قوة وضعف المنافس لاستعمالها في لقاء اليوم.
مدرب “الخضر” لن يغيّر الكثير مقارنة بلقاء البينين ويحتفظ بكل أوراقه لليوم
من جهة أخرى، ينتظر أن يحافظ مدرب “الخضر” وحيد حليلوزيتش على التشكيلة التي أقحمها في لقاء البينين مع احتمال أن يجري بعض التغييرات في بعض المناصب، حيث يبقى حائرا بين تجديد الثقة في مجاني وإعادة ڤديورة إلى خط الوسط، كما يبقى حليلوزيتش أمام خياري إشراك مصباح وغولام على الجهة اليسرى أو الاعتماد على سوداني أساسيا مرة أخرى، فيما يحضّر للاعتماد على بوڤرة على الجهة اليمنى في حال حدوث أي طارئ بخصوص إصابة مصطفى.
منتخب رواندا متواضع يعتمد على الشباب لتحضير “شان 2016“
ما يزيد من حظوظ “الخضر” في العودة إلى الديار بنتيجة إيجابية هو مستوى منتخب رواندا الذي أقصي رسميا من المنافسة على تأشيرة الوصول إلى المونديال، كما أن مدربه “نشيميمانا” والاتحادية المحلية تعتمد على أغلبية من اللاعبين المحليين من تشكيلة منتخبات الشباب سابقا من أجل تحضير المنتخب لنهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين المنتظر ان تحتضنها كيغالي سنة 2016. إلى جانب هذا يتفوق “الخضر” على الروانديين من جميع النواحي حتى الجانب التاريخي، حيث لم يسبق وأن انهزمت الجزائر أمام رواندا حتى في كيغالي.
أنصار “الخضر” يجندون الأجانب لمساندة الجزائر اليوم
قام أنصار “الخضر” المتواجدين في رواندا من الجالية الجزائرية التي تعمل في مؤسسات متعددة الجنسيات بالبلاد، بدعوة زملائهم في العمل لحضور لقاء اليوم، حيث قام كل من ياسين، عاشور وهشام بدعوة أصدقائهم لمشاهدة منتخب الجزائر وتلقوا ضمانات من أصدقاء لهم من أمريكان، فرنسيين، بلجيكين وكنديين بالإضافة إلى بعض الأفارقة لتشجيع “الخضر“.
تونسيون، ليبيون، مغاربة ولبنانيون وحتى إثيوبيون مع “الخضر“
من جهة أخرى، صادفنا في كيغالي عددا كبيرا من الجالية المسلمة والعربية، حيث التقينا بالليبين المتواجدين بكثرة في البلاد رفقة تونسيين ومغربيين مع لبناني و3 إثيوبيين أكدوا قدومهم لمساندة “الخضر” مساء اليوم.
مسؤولون من الاتحاد الإفريقي في مدرجات “أماهورو” من أجل “الخضر“
هدا وتصادف وجودنا في كيغالي مع اجتماع لأعضاء من هيئة الاتحاد الإفريقي في فندق “نوفوتيل“، أين أكد لنا بعض ممن التقيناهم أنهم سيتوجهون إلى ملعب “أماهور” لتشجيع الجزائر مباشرة بعد انتهاء اجتماع اليوم.
الأجواء في كيغالي لا توحي بوجود لقاء والإعلام يتوعدنا بـ23 ألف متفرج!
عكس التوقعات، فإنه حتى مساء أمس لا يوجد ما يدل على وجود مباراة في كرة القدم في شوارع مدينة كيغالي، فباستثناء وسائل الإعلام التي تتحدث عن اللقاء تبدو كيغالي مدينة هادئة جدا ولا يوجد فيها أي أجواء خاصة بمباراة كرة قدم، فيما أكد لنا صحفي من الإذاعة المحلية أمس أن هذا الأمر عادي في البلاد لكن الأمور ستتغير بداية من صباح اليوم، أين توعّدنا بـ 23 ألف مناصر في ملعب “أماهورو” رغم الغلاء النسبي للتذاكر.
أنصار رواندا مسالمون، القانون صارم جدا وخطأ صغير يكلف السجن أو الترحيل
تجوّلنا في بعض الشوارع الرئيسية لمدينة كيغالي من أجل معرفة الأجواء وتحضيرات الأنصار للقاء اليوم، غير أن مفاجأتنا كانت كبيرة، لأنه لا يوجد أي شيء يوحي بوجود مباراة كرة قدم، غير أن أحد صحافيي الإذاعة المحلية والجزائري ياسين المقيم هنا منذ سنوات، أكدا لنا أن هذا أمر عادي لأن السكان هادئون ومسالمون إلى أبعد الحدود، بالإضافة إلى صرامة القانون في البلاد، حيث تحارب السرقة والرشوة والاختلاسات بطريقة مكثفة ويسجن بـ10 سنوات أو أكثر كل مسؤول يضبط بالسرقة أو الاختلاس مع عقوبات مشددة، كما يعاقب أي مواطن أخطأ، خاصة فيما يخص الأموال العمومية، أما الأجنبي فيرحل مباشرة من البلاد بعد أول خطأ، في بلاد تعتبر الأفضل في إفريقيا من ناحية الأمن والسلام من دون منازع.