“الخير مْرَا”.. شيخ يشارك منذ 36 سنة وإغماءات في قرعة الحج !
النهار تحضر عمليات قرعة حج 2019 وتنقل تفاصيلها ونوادرها
أغلب المسجلين في القرعة بباب الزوار يشاركون لأكثر من 10 مرات
لم ترحم قرعة الحج التي جرت، أمس، عبر مختلف ولايات الوطن دموع شيوخ وعجائز قضوا أعمارهم في انتظار اللحظة التي يُنادى عليهم فيها ضمن الفائزين لزيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج، حيث أظهرت العملية، أمس، أنه من بين المسجلين من شارك في القرعة 36 مرة على التوالي، غير أن القدر لم يشأ أن يكونوا ضمن وفد ضيوف الرحمن هذا الموسم أيضا.
لم تعرف حصص البلديات أي زيادة، حيث أسفرت عن نفس «الكوطة» التي اعتادوا على إجراء القرعة بناء عليها، الأمر الذي يؤكد بأنه لا وجود لأي حصة جديدة للجزائر حتى الآن، وأن عدد الجوازات التي يتم إجراء القرعة على أساسها لا يتجاوز 24 ألف دفتر حج، على اعتبار أن الحصص لم تعرف أي ارتفاع منذ أزيد من 8 سنوات، ما عدا استعادتهم للرقم الذي انخفض بسبب عمليات التوسعة سابقا.
وقد تعالت الصيحات والزغاريد وظهرت دموع الفرح على وجوه الفائزين، أمس، بقرعة الحج، لأنهم سيكونون ضمن زوار بيت الله الحرام، حيث تناسوا معاناتهم مع عملية القرعة التي أخذت زمنا من حياتهم، خاصة وأن أغلب المشاركين، لاسيما على مستوى بلدية باب الزوار، يشاركون لأكثر من 10 مرات والمئات منهم تجاوز عدد مشاركاتهم 15 مرة.
ولم يتمالك «عمي علي بوترعة» الفائز بالقرعة بعد 10 مشاركات كاملة على مستوى بلدية باب الزوار بالعاصمة، نفسه وراح يذرف دموع الفرح والشوق إلى بيت الله الحرام وإلى أفضل بقاع الأرض، حيث قال: «كيف لا أبكي وقلبي يتقطع منذ 10 سنوات للوصول إلى هذه الأراضي المباركة والمقدسة، ورؤية بيت الله الحرام وقبر النبي الكريم»، مشيرا إلى أنه يشارك للمرة العاشرة، غير أن زوجته شاركت معه للمرة الأولى.
وكانت النساء المشاركات في القرعة، أمس، فأل خير على محارمهن، حيث كان أغلب من تم سحب أسمائهم من النساء.
في حين أفرزت القرعة عددا من النسوة من دون محارمهن بسبب خلل في التسجيل، خاصة وأن إحدى النسوة أصر أحد أقاربها على أنها سجلت برفقة محرمها ولا بد من إعادة النظر في الأمر للمناداة على محرمها.
وعرفت عملية القرعة قبل بدايتها ببلدية باب الزوار احتجاجات من قبل بعض المسجلين في القرعة لعدم سماع أسمائهم ضمن المشاركين في العملية، حيث طالبوا بالتأكد من وجود أسمائهم قبل الشروع في سحب القصاصات والتعرف على الفائزين.
حيث أكدوا بأنهم يشاركون منذ سنوات ولن يسمحوا بتجاهل أسمائهم هذه المرة أو عدم وضع قصاصات خاصة بهم في عملية السحب.
وشارك في عملية القرعة ببلدية بباب الزوار، أمس، 3949 مسجل بينهم 2002 رجل و1947 امرأة، تنافسوا للفوز بـ54 دفتر حج، إلى جانب أربعة آخرين عادت للأسماء الاحتياطية من الموسم الماضي، حيث لم تستفد البلدية من أي زيادة في حصتها من دفاتر الحج مقارنة بالمواسم الماضية.
مناوشات ودموع حزن وفرح وإغماءات في البويرة والأغواط
عرفت، نهار أمس، عملية قرعة الحج 2019 بالبويرة، مناوشات كلامية بين بعض المسجلين والمنظمين بعد تعطل عملية إجراء القرعة لأزيد من ساعتين، مما جعل بعض العقلاء يتدخلون لضمان استمرار العملية.
حيث شهدت القاعة دموع فرح وحزن في أعين الفائزين وغير الفائزين، إلى جانب إغماءات، حيث كان العنصر النسوي الأكثر حظا في اقتطاع تأشيرات الحج هذا الموسم.
وبولاية الأغواط، صنعت قرعة الحج الاستثناء أيضا بفوز ساحق للعنصر النسوي بنسبة كبيرة، حيث فازت بالقرعة 63 امرأة من أصل 160، بمن فيهم 10 احتياطيين على مستوى عاصمة الولاية.
ونفس الشيء بثاني أكبر بلدية في الولاية، حيث فاز بالقرعة 100 شخص منهم 46 امرأة كن فأل خير على مرافقيهن.
والتقت «النهار» بـ«عمي ساعد خنشة» الذي كان الحزن باديا على محياه، وهو الذي سجل لأكثر من 12 مرة من دون أن يحالفه الحظ، وكذا الشأن بالنسبة لآخرين ممن سجلوا ست وسبع مرات.
«وراء كل رجل امراة تأخذه مرافقا للحج».. شعار القرعة في غرداية
ولم يختلف شأن ولاية غرداية عن سابقيه، حيث حصد العنصر النسوي حصة الأسد في الأسماء التى أفرزتها قرعة حج 2018 بمختلف بلديات الولاية، حيث استفاد عديد الحجاج من الرجال من مبدإ المرافقة، بالنظر إلى فوز النساء بأغلب دفاتر الحج المعروضة للقرعة، أمس، مما جعل المشاركين يصفون قرعة حج هذه السنة بأنها جرت تحت شعار «وراء كل رجل امرأة تأخذه معها للحج».
«راه ليكم الحج أشبعوا بيه .. نوكل عليكم ربي»
وخرجت أجواء القرعة عن المألوف في ولاية الوادي، حيث سادت حالة من التذمر والاستياء لدى المواطنين الذين حضروا القرعة، حيث أبدوا غضبهم من الحصة الممنوحة للولاية، إذ تحصلت عاصمة الولاية على حصة الأسد بـ96 جواز سفر، منها اثنان في الاحتياط.
أما البلديات الأخرى فأغلبها لم تتعد 10 جوازات، مما جعل البعض منهم يدعو مصالح البلدية إلى رفض تسلمها كونها لا تلبي احتياجات المسجلين.
وعلى مستوى بلدية الوادي عاصمة الولاية، عرفت عملية القرعة احتجاجا من طرف أشخاص رفضوا قراءة أسماء الفائزين من قبل اللجنة المكلفة وطالبوا بأن تتم عملية السحب من قبل المسجلين وهم من يقرأون اسم الشخص المسحوب، في جو يوحي بانعدام الثقة بين المواطن والإدارة، حيث راح بعضهم يقول: «نوكل عليكم ربي وحسبي الله ونعم الوكيل»، وعبارة «راه ليكم أشبعوا بيه».
يفوز من أول مشاركة بعدما قصد مكتب التسجيل عن غير قصد في عنابة
حملت قرعة الحج لسنة 2019 ببرحال في عنابة مفاجآت طريفة وغير متوقعة، حيث كان من بين الفائزين المنادى على اسمه خمسينيا سجل في القرعة بالصدفة ولأول مرة.
وفي تصريحه لـ «النهار» أكد «سليمان سليماني» أنه لم يتوقع الفوز نهائيا وأن فكرة مشاركته كانت عندما تقدم لمكتب التسجيل بالخطأ، وعند السؤال عن خدمات المكتب تبين أنه خاص بتسجيلات الحج.
وأضاف محدث «النهار» وهو يذرف دموع الفرح أنه قصد حينها مقر البلدية لاستخراج وثائق إدارية لا علاقة لها بالتسجيل في الحج، غير أن القدر قاده لمكتب التسجيل، فكان من بين الفائزين، كما كان أيضا ضمن قائمة الفائزين شيخ يبلغ من العمر 71 سنة، بعد 17 مشاركة وفوزه جاء بعدما نال منه اليأس.
فائز يفقد صوته بسكيكدة وآخر يدعو الحضور لتناول «الغرايف» في ڤالمة
شهدت القاعات التي احتضنت القرعة الخاصة بحج 2018 في سكيكدة أفراح الفائزين وعائلاتهم ودموع حزن آخرين، لكن ما سجلناه بقاعة مدينة عزابة، هو فقدان أحد الفائزين صوته لدقائق طويلة بعد سماع اسمه مباشرة، الفائز الذي كانت هذه هي مشاركته الخامسة، لم يتوقف عن حمد الله بعد استرجاع صوته، حيث أخذ في التكبير وسط فرحة أفراد عائلته وأصدقائه.
وقال في تصريح لـ«النهار» إنه ظن أنه فقد صوته للأبد، لكن فوزه في القرعة جعله يتقبل ذلك، ليكثر من الحمد ويتمنى أن يرزق بالموت في الحج ليدفن هناك.
كما عرفت عملية القرعة بقاعة المحاضرات بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي في ڤالمة، امتزاج دموع الفرح بدموع الخيبة.
فيما وقعت حادثة طريفة بعدما قام شيخ فاز بدفتر حج بدعوة الحاضرين لمأدبة غرايف بعد تسع سنوات من الانتظار، على حد تعبيره.
في حين عرفت نهاية العملية بكاء إحدى الفائزات التي سحبت لتكون في القائمة الإحتياطية لأنها لن تتمكن من الحج لأن زوجها لم يفز معها بسبب اكتمال القائمة وبقاء دفتر واحد.
