الداخلية ترفض الترخيص بإقامة صلاة العيد في الشوارع

الولاة لا يضيّقون على المواطنين.. والجزائر في محيط مضطرب مفتوح على كل الاحتمالات
منعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية إقامة صلاة العيد في الساحات العمومية والفضاءات، مبررة موقفها بغياب المرافق الضرورية كقاعات الوضوء، مشددة على أنها لا تهدف من وراء هذا الإجراء إلى التضييق على المواطنين لممارسة شعائرهم الدينية، بقدر ما ترمي إلى حمايتهم والحفاظ على سلامتهم وأمنهم.رفض وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، الترخيص بإقامة الصلاة بالساحات العمومية بمناسبة الأعياد، وذلك في رده على سؤال للنائب بالمجلس الشعبي الوطني محمد الداوي، مشيرا إلى أن المسجد مؤسسة دينية اجتماعية تؤدي خدمة عمومية وظيفية يحددها الدور الذي يؤديه في حياة الأمة من الجانب الروحي والتربوي والعلمي والثقافي والاجتماعي، وهو المكان الذي تحيى فيه الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية، ويضطلع كذلك بوظيفة أساسية سامية ترمي إلى تعزيز المرجعية الدينية للأمة، ومنبرا لحماية المجتمع من التطرف والتعصب والغلو وترسيخ قيم التسامح والتضامن بين المجتمع وتنمية الحس المدني وروح المواطنة والتكافل الاجتماعي. وأضاف الوزير في رد كتابي تحوز «النهار» على نسخة منه، أن الدولة وإيمانا منها بالدور الطلائعي للمسجد في المجتمع، فقد شجعت على بناء المساجد وعملت على ترقية أدائها وضمنت تأطيرها، كما قررت السلطات تسجيل في إطار البرنامج الخماسي «2004-2009»، و«2014-2019» عمليات خاصة بتسجيل مساجد أقطاب عبر الولايات، لتتكفل الدولة ببنائها على مستوى عاصمة كل ولاية، ويتسع كل واحد منها إلى 12 ألف مصل، بما يمكن مواطني الولاية المعنية من أداء الصلوات الخمس وصلاة العيد في مسجد واحد، ناهيك عن إنجاز المعلم الحضاري الكبير المتمثل في جامع الجزائر. وفي السياق ذاته، قال بدوي إن هذه المساجد بعد إنجازها تفي بالغرض، وبالتالي تغني عن اللجوء إلى الساحات العمومية والفضاءات لأداء صلاة العيد، لافتقارها للمرافق الضرورية كقاعات الوضوء، بمعنى أن أداء الصلاة يتطلب وجود مرفق عمومي، حيث عملت الدولة على توفير ذلك عبر المساجد الأقطاب، وشدد على أن الإجراءات المتخذة من قبل ولاة الجمهورية لا تهدف إلى التضييق على المواطنين لممارسة شعائرهم الدينية، بقدر ما ترمي إلى حمايتهم والحفاظ على سلامتهم وأمنهم، التي تبقى الشغل الشاغل للسلطات العمومية التي تعمل على انسجام الوطن ووحدته وتجانسه، في ظل محيط إقليمي مضطرب مرشح لكل الاحتمالات.