الدرك البوركينابي يختطف صحافي ومصور النهار في واغادوغو ويتهمهما بالجوسسة

السفارة الجزائرية في بوركينافاسو لم يتم إعلامها بالأمر من قبل البوركينابيين
احتجز الدرك البوركينابي بعثة جريدة «النهار»، أمس، أمام ملعب 4 أوت بالعاصمة واغادوغو، رغم امتلاكهم للوثائق المطلوبة وكل الإثباتات التى تكشف أنهم من الصحافة الجزائرية، التى سبقت الخضر والأنصار إلى بوركينافاسو قبل ذهاب اللقاء الفاصل يوم 12 أكتوبر القادم برسم الدور التصفوي الثالث والأخير المؤهل لمونديال 2014 بالبرازيل.حيث ألقت القبض عليهم وتم اقتيادهم إلى المقر واحتجازهم هناك مع إخضاعهم للتحقيق، بسبب تنقلهم إلى ملعب موقعة الحسم من أجل نقل الأخبار عن وضعية الأرضية والتقاط صورها ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث انتزعت منهم هواتفهم النقالة لعزلهم ومنعهم من إجراء اتصالات هاتفية مع السفاراة الجزائرية في بوركينافاسو، ضاربة بذلك كل ما هو معمول به في مثل هذه الأمور، رغم أن الصحفي والمصور كشفا عن جميع الوثائق المطلوبة، لكن ذلك لم يكن كافيا لإقناع الدرك البوركينابي بإطلاق سراحهم، حيث لم يتراجع عن قراره وأخضعهم للتحقيق، ويبدو أن ما أقدمت عليه القوات الأمنية البوركينابية، يندرج ضمن الحرب النفسية قبل موعد مباراة 12 أكتوبر، حيث كانت بعثة «النهار» أول بعثة صحفية مكتوبة ومرئية حطت بمطار واغادوغو تحضيرا لنقل الأجواء التي تسبق وصول أشبال الناخب الوطني، وحيد حليلوزيتش، وأيضا أنصار الخضر، مع تفقد الملعب والفندق ورصد كل صغيرة وكبيرة لوضع الجماهير الجزائرية أمام صور واقعية عن الحدث، لكن ذلك اعتبرته القوات المحلية غير مقبول، خاصة وأن الحكومة البوركينابية تعول بشكل كبير على اشبال المدرب بول بوت من اجل تحقيق تاهل تاريخي وبذلك سخرت كل شيء لزملاء بيترويبا وكانت الصحافة المحلية قد أثارت من قبل تخوفاتها من أنصار الخضر، بعد تلقيها أخبار تخصيص طائرات وجسر جوي لحضور ذهاب اللقاء الفاصل واستدلت بسيناريو أم درمان.
الحادثة تصادفت مع يوم عطلة في واغادوغو وزادت في صعوبة التدخل لإطلاق سراحهم
تزامنت حادثة احتجاز بعثة «النهار» إلى واغادوغو، أمس مع نهاية الاسبوع و يوم عطلة مع زاد في صعوبة التدخل وإطلاق سراحهم، حيث لم تكن الجهات المعنية هناك تحت التصرف، رغم تنقل زملاء من «تلفزيون «النهار» من أجل الاستفسار عن السبب والتحدث مع المعنيين حول القضية لكن دون جدوى، بعد رفض الدرك المحلى التراجع عن قراره قبل أن تتدخل وزارة الخارجية وتستفسر لدى السفير الجزائري عن الأمر.
الخارجية تدخلت ووزير الأمن البوركينابي يعد بالإسراع في الإفراج عنهما
هذا وقد أخطرت وزارة الخارجية السفير الجزائري في بوركينافاسو السيد بن شياح، بمباشرة الإجراءات مع السلطات البوركينابية لإطلاق سراح صحافي ومصور جريدة «النهار»، اللذين اعتقلا من دون وجه حق، وقد عمد السفير الجزائري في بوركينافاسو إلى مباشرة الإجراءات أمس. وبعيدا عن أية تأويلات، يبقى تعنت السلطات الأمنية في إطلاق سراح الزميلين يطرح أكثر من علامة استفهام وقد وعد وزير الأمن القومي لبوركينافاسو بتسريع عملية الإفراج عنهم في الساعات القادمة.
السفارة الجزائرية في بوركينافاسو «لم تتلق أي أخطار أولي من الأمن المحلي»
بعد صعوبات كبيرة من أجل الاتصال بالسفارة الجزائرية في بوركينافاسو، خاصة وأنه تصادف مع نهاية الأسبوع، تم ربط الاتصال لإعلامها بالحادثة من أجل التدخل لدى السلطات الامنية المحلية بإيعاز من الخارجية ، وأكد مصدر مسؤول في السفارة الجزائرية لـ«النهار»، أمس، أنها لم تتلق أي أخطار من الدرك البوركينابي كما تقتضيه القوانين في هذه الحالات وكما هو معمول به، خاصة وأن البعثة كانت في إطار عمل قبل أن يتم إبلاغ السفارة من قبل الخارجية.
عدم إعلام السفارة بالقضية يخالف القوانين ويعد بمثابة اختطاف
تجبر القوانين المعمول بها على هذا المستوي على القوات المحلية البوركينابية إخطار وإعلام السفارة الجزائرية هناك بالحادثة، خاصة وأن الأمر يتعلق بمواطنين جزائريين وأيضا بعثة إعلامية تحصلت على كل الوثائق المطلوبة والتاشيرة وأمر بالمهمة وبطاقات الصحفيين وعدم إخبارها بالقضية يعد بمثابة اختطاف.
إيداع سائق سيارة الأجرة الحبس المؤقت بتهمة خيانة البلد
أودع الدرك البوركينابي، سائق سيارة الأجرة الذي نقل صحافي ومصور «النهار» أمس إلى ملعب 4 أوت بالعاصمة واغادوغو، الحبس المؤقت، بتهمة خيانة البلد، حيث تم وضع الاغلال في يديه وتم اقتياده من أجل فتح تحقيق واستنطاقه، وحسب التهديدات التى أطلقها له الدرك، أوضح انهم لاموه كثيرا على ذلك وعاتبوه لمساعدته للجزائريين في اتهام غريب.
هكذا أراد الأمن البوركينابي تلفيق تهمة الجوسسة ببعثة النهار
هذا وقد اتهم الأمن البوركينابي صحفي جريدة «النهار» ومصورها بالجوسسة خلال التحقيق الذي دار لساعات طويلة، وحجتهم في ذلك أن بعثة «النهار» قد تواجدت في واغادوغوا قبل اللقاء بأيام عديدة، وهو المبرر الذي يبقى غير مفهوم على الاطلاق، على اعتبار أن «النهار» تعودت على تغطية أحداث المنتخب الوطني في مختلف الخرجات السابقة للمنتخب بأيام عديدة إلى جانب توفرهم على أمر بمهمة لأداء عملهم.
حرب نفسية استباقية وتحرشات غير مبررة.. ماذا يحضر البوركينابيون للجزائريين؟
وتعد هاته الخطوة غير الأخلاقية وغير المقبولة من لدن قوات الامن البوركينابية، حربا نفسية استباقية لإسكات الإعلام الجزائري، على اعتبار أن الأمر يتعلق بصحافي ومصور يحوزان أمرا بمهمة لإداء دورهما على أحسن وجه في وغادوغو، قبل أيام من موعد اللقاء المرتقب للمنتخب الوطني يوم 12 أكتوبر المقبل، والسؤال الذي نطرحه ماذا يحضر في الخفاء من قبل البوركينابيين؟، ما جعلهم يحاولون إسكات الاعلام الجزائري عن نقل الحقائق كما هي، خاصة مع التهمة المضحكة المبكية التي حاول الأمن المحلي إلصاقها بحجة أن تواجدهما المبكر الهدف منه الجوسسة.وبعيدا عن محاولة إدخال الخوف على نفوس الأنصار الجزائريين، نتساءل كيف سيكون مصير الأنصار الجزائريين لدى حلولهم بوغادوغو لمناصرة المنتخب الوطني، وهل لا قدّر الله سيعيش الأنصار نفس سيناريو صحافي ومصور النهار، أمس، من اعتقال غير مبرر ذنبهما الوحيد هو أنهما أرادا نقل الصورة إلى الجمهور الجزائري من قراء «النهار»، للاطلاع على آخر الأخبار، لوضع المناصر الجزائري في صورة الوضعية الحقيقية بواغادوغو.
لا نريد تكرار سيناريو القاهرة ..؟
وانطلاقا مما عانت منه بعثة «النهار» من تصرفات غير مقبولة على الأطلاق من السلطات الأمنية البوركينابية، يبقى لسان حالنا يقول لا نريد سيناريو القاهرة أن يطال جماهيرنا الجزائرية وحتى المنتخب، من تجاوزات قد تتكرر من قبل السلطات الأمنية البوركينابية، كما كان عليه الأمر من قبل المصريين بإيعاز من السلطات الأمنية المصرية، ما جعل الأنصار الجزائريين وحتى مسؤولي الكرة ببلادنا وعلى رأسهم رئيس الفاف محمد روراوة، يتنفسون الصعداء بعد تجنبنا لمصر في المباراة الفاصلة، حتى لا تتكرر أحداث القاهرة.
«النهار» تمكنت من التحدث إليه هاتفيا بعد تدخل السفارة الجزائرية
الزميل عبد المالك عداد: ما زلنا محتجزين.. ووزير الأمن وعد بالإفراج عنا
بعد محاولات عديدة تمكنا من ربط الاتصال بالزميل الصحافي، عبد المالك عداد، الذي روى لنا بالتفصيل ما دار خلال ساعات الاعتقال، أين تفاجئنا بالمعلومات التي وافانا بها، والتي تؤكد أن السلطات البوركينابية أرادت تسييس القضية، أين أكد أن القضية قد كبرت كثيرا وأن المشكل قائم في غياب وزير الأمن القومي البوركينابي، مما حال دون إطلاق سراحهما لكن وعد الديبلوماسية الجزائرية في الإسراع عن الإفراج عنهما ، وفي ذات السياق، فقد أكد لنا على لسان أحد مسؤولي الشرطة البوركينابية أن الأنتربول هو من قام ياخضاعهما للتحقيق، خلال ساعات وتم استفسارهما عن أسباب التواجد المبكر في واغادوغو، قبل أيام من موعد اللقاء، وطرح أسئلة غريبة عليهم، كالهدف من التقاط صور في الملعب وأسئلة استفزازية أريد من حلالها استفزاز الزميلين اللذين حافظا على هدوئهما.