إعــــلانات

الدلالة مصدر رزقنا وقوت‮ ‬يومنا فأين هو البديل بعد‮ ‬غلقها‮

الدلالة مصدر رزقنا وقوت‮ ‬يومنا فأين هو البديل بعد‮ ‬غلقها‮

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

المتظاهرون تشابكوا مع أعوان الأمن بسبب منعهم من بيع سلعهم داخل الحي 

 

  ”خلونا نبيعوا،لا نريد تجديد أعمال الشغب ولا صلة لنا بما حدث في الأيام السوداء،لو أردنا العنف لما أخرجنا سلعنا إلى الشارع،هذه السوق -الدلالةهي مصدر رزقنا فلا تقطعوه، هي العبارات التي استهل بها شباب حي باش جراح المقابل للمركز التجاريحمزة، حديثهم معالنهار، حول تجدد أعمال الشغب والمشادات التي شهدتها صبيحة أمس، مع أعوان الأمن الذين تدخلوا لمنعهم من إعادة إحياء السوق الموازية، التي عرفها الحي لسنوات طويلة، بعد أن تم غلقه بأمر من وزارة الداخلية قبل ثلاثة أشهر.

 

 

تحولت أعمال الشغب التي انطلقت في الخامس من شهر جانفي الجاري، عن مسارها بحي باش جراح الشعبي، بعد الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة بخصوص التخفيضات الملموسة التي مست مادتي السكر والزيت على وجه الخصوص، إلى جانب تدابير أخرى بشأن المواد واسعة الإستهلاك، وذلك نتيجة الخروج غير المتوقع من قبل الباعة الفوضويين ونصب سلعهم على الرصيف بمحاذاة المركز التجاريحمزة، عقب الهدوء الذي ميّز العاصمة بعد الإفراج عن الحلول الحكومية.

تجدد الإحتجاجات وكسر زجاج سيارة شرطة

وتنقلتالنهارإلى مكان الواقعة فور تلقيها الخبر من قبل أحد المواطنين، حيث كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا وقت انطلاقنا إلى الحي الشعبي الذي شهد مناوشات بين العشرات من الشباب البطال ورجال الأمن، أين كان الهدوء يميّز أغلب الشوارع التي مرّ منها السائق، إلى أن اقتربنا من الشارع الرئيسي، فبدأت ملامح الإحتجاج تتضح نتيجة الطوق الأمني الذي فرضه رجال الشرطة على المتظاهرين.وعند وصولنا إلى الحي الذي شهد المواجهات، كان هناك العشرات من أعوان الأمن مرابطين عند مدخله الرئيسي، في الوقت الذي كانت فيه سيارة تابعة للشرطة مركونة بالقرب من مكان الحادثة تم كُسّر زجاجها الخلفي، فما كان منا إلا الإقتراب من الجماعات الشبانية التي كانت في الجهة المقابلة من الحي، على بعد 200 متر من مصالح الأمن، وذلك لتقصي الأسباب الحقيقية وراء تجدد هذه الأعمال التخريبية.

بلغنا الجهة المقابلة، حيث يقف الشباب المحتج، وآثار المواجهات التي كانت قد توقفت قبل 20 دقيقة من وصولناحسب شهود عيان تملأ المكانإذ لاتزال الحجارة تغطي الطريق والأرصفة، فضلا عن ألسنة اللهب التي بقيت مشتعلة، لمنع أعوان الأمن من الوصول إليهم أو الإقتراب منهم بغرض اعتقالهم أو دحرهم من المنطقة التي كانت مأهولة، مما جعل السكان يغلقون كل النوافذ والمنافذ تجنبا لدخول الدخان إلى شققهم.

المحتجون طالبوا بإعادة فتح السوق الموازية أوالدلالةفي الحي

وعند اقترابنا من الشباب الذين كان أغلبهم ملثمون، للسؤال عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تجدد الإحتجاجات بالمنطقة، صرحوا بكلمة واحدة،نحن لا نريد تجديد أعمال الشغب أو المواجهات مع رجال الأمن، لكننا نطالب بإعادة فتح سوق الدلالة التي تم غلقها قبل ثلاثة أشهر من الآن، والتي كانت مصدر الرزق الوحيد لأغلبية السكان بالشارع وشوارع أخرى.

وقال مجموعة من الشباب، رفضوا الإفصاح عن أسمائهم،نحن لم نقصد تجديد المواجهات مع مصالح الأمن، أو حتى الدخول في صراعات معهم، لكننا أردنا بيع السلع المتبقية من البضاعة التي كانت لدينا قبل تعليمة القضاء على الأسواق الموازية، كما أشاروا إلى أن رجال الشرطة لم يمنعوهم من نصب سلعهم يوم أول أمس واليوم الذي قبله، فسارت الأمور على ما يرام ولم تحدث أية مواجهات، لكن تدخلهم لمنع الشباب من البيع في اليوم الثالث أحدث هذه المواجهات.وانطلقت الأحداث بداية بالملاسنات الكلامية بين رجال الشرطة والباعة، بعدما استعملوا القوة لإجبارهم على رفع سلعهم ومنعهم من إعادة إحياء السوق القديم، مما أثار غضب التجار الفوضويين الذين نظموا صفوفهم بعد إعادة بضاعتهم إلى المنازل، وأخذوا يرشقون أعوان الأمن بالحجارة، في محاولة منهم لردهم على أعقابهم.

وصرّح آخرون التفوا حولالنهار، بعد اكتشافهم لهويتنا، أن البلدية خصصت لهم منطقة أخرى معزولة عن السكان، كبديل عن هذا السوق الذي عرف به هذا الشارع، والذي يعرف إقبالا منقطع النظير، إلا أن تلك المنطقة نائية ولا يقصدها أحد، خاصة من الغرباء الذين تقوم تجارتنا عليهم في كثير من الأحيان، نظرا إلى انعدام الأمن وخوفهم من الإعتداءات والأعمال اللصوصية.

رغبات المحتجين تتضارب والمطالب واحدة 

واختلفت رغبات الشباب المتظاهر أمس، بين مؤيد ومعارض لإعادة فتح سوق الدلالة في مكانه الأصلي، حيث ذهب بعضهم إلى القول إن السوق لابد منه لأنه يضمن لقمة العيش للكثير من العائلات بالمنطقة، إلا أن إعادته ذات المكان ولد تحفظات لدى بعض الشباب، خاصة منهم المقيمون بالعمارة الملاصقة للرصيف، حيث صرّحوا أن بعض التصرفات المشينة التي يقوم بها الباعة وكذلك العبارات القبيحة التي تصدر عنهم جعلت سكان الحي يطالبون بغلقه نهائيا.

وقال أحدهم إن رجال الشرطة تلقوا عدة شكاوى من قبل سكان الحي بخصوص التصرفات التي بدرت عن بعض الباعة، مما جعل الحسرة تمتزج بالتفاؤل لدى بعض الشباب، الذين عبروا لـالنهار، عن أملهم في عدم فتح السوق بذات المنطقة من جديد، أو على الأقل إبعاد مقره عن السكان بعض الشيء. في الوقت الذي ذهب فيه آخرون إلى ضرورة السماح لهم بالبيع في نفس المكان، لأن تغيير المكان سيؤدي إلى تقليص فرصة نجاح المبادرة كما حدث من قبل.

وفي السياق ذاته، ذهب آخرون إلى القول إن الإبقاء على السوق مع توفير الأمن والتنظيم المحكم له سيقضي على كل الأعمال المشينة التي يشتكى منها السكان، وهو الحل الوحيد الذي يمكن أن نقبل به كبديل من أجل توفير لقمة العيش. إذ قال بعضهم ممن له عائلة، إن زوجاتهم فرحن بخبر سماح الشرطة للباعة بالبيع يوم أول أمس واليوم الذي قبله، كونه مصدر رزقهم الوحيد أمام البطالة التي يعانون منها.

أصحاب المحلات بالعصي والقضبان الحديدية لحراسة متاجرهم 

وكان هناك جماعة من الشباب يحملون العصي والقضبان الحديدية عند مدخل الحي الرئيسي، إلى جانب المركز التجاريحمزة، حيث اعتقدنا لأول وهلة أنهم من المتظاهرين، إلا أن قربهم أكثر من أعوان الأمن دعانا إلى التساؤل، فاقتربنا من أحدهم لمعرفة سبب تجمعهم هنا وما جدوى الأسلحة التي يحملونها، فأجابنا أن كل الواقفين هنا هم من أصحاب المحلات جاؤوا صباحا لمباشرة عملهم، فتحولوا إلى عمال الحراسة بعد تجدد المواجهات.

وقال أيضا، إن هؤلاء الشباب لم يوجهوا أذاهم حتى الآن إلى متاجرنا، لكننا سندافع عنها إن اقتضى الأمر، فلن ننتظر من مصالح الأمن حراسة محلاتنا، لهذا سنقف في صفهم إن تحولت أعمال الشغب إلى الكسر وإتلاف الممتلكات، حيث أشار محدثنا إلى أن هؤلاء الشباب وقفوا ضد أعمال التخريب حين أراد جماعة غرباء إشعال الفتنة قبل يومين، من أجل السطو على المركز التجاري، وبفضلهم تمكن أعوان الأمن من السيطرة على الوضع ورد المتظاهرين.وقال في هذا الصدد جماعة من الشباب المحتجين، إنهم حرصوا على عدم امتداد أعمال التخريب إلى الحي، الذي ظل في منأى عن هذه الأزمة إلى غاية نهار اليوم، حيث اندلعت بسبب منعنا من تجديد عهد سوق الدلالة، وليس بهدف التخريب وإشعال نار الفتنة.  

 

رابط دائم : https://nhar.tv/cbaQ9
إعــــلانات
إعــــلانات