الزوالية ينفقون 23 مليارا على مساكن السوسيال الجاهزة

إقتنوا أفخم أنواع الرخام و«الفايونس» وحوّلوا شققهم إلى ورشات في شهر
أكثر من 15 ألف مستفيد أنفق كل واحد منهم 100 مليون لتعديل شققهم
التقارير كشفت عن تهرب معظم المستفيدين من دفع اشتراكاتهم الشهرية
أنفق أكثر من 15 ألف مستفيد جديد من السكن الاجتماعي بالعاصمة ومختلف الولايات، والذي تم توزيعه في الفترة الأخيرة، ما يقارب 23 مليارا لإعادة تهيئة شققهم، رغم المجهودات التي بذلتها الدولة والأموال التي تم صرفها لتجهيز هذه الشقق بمواد بناء ذات جودة عالية استعمل فيها الرخام و«الكومباكتو». وحسب تقارير بلغت وزارة السكن عن وضعية الأحياء السكنية التي تم توزيعها بالعاصمة وباقي ولايات الوطن، فإن أكثر من 15 ألف مستفيد من السكن الاجتماعي بالعاصمة فقط أعادوا تهيئة شققهم وصرفوا مبالغ ضخمة قاربت 23 مليارا، وهو الرقم الذي لا يعكس مطلقا حسب التقارير الحالة والوضعية الاجتماعية للفئة التي استفادت من مساكن «السوسيال». وكشفت مصادر مطلعة لـ«النهار» أن المواطنين الذين تم ترحيلهم، مؤخرا، من الأحياء القصديرية إلى بيوت لائقة قاموا خلال فترة وجيزة بإعادة تهيئة بيوتهم بصفة كلية بداية من البلاط إلى الدهن مرورا بالنوافذ والأبواب، حيث قدّر التقرير عدد البيوت التي أعيد تهيئتها بشكل كامل تقريبا بـ6 آلاف شقة في العاصمة فقط.وتذهب ذات المصادر إلى وجود مفارقة غريبة في هذا الأمر، حيث يؤكد أن الدولة ومن خلال مؤسسات الإنجاز استعملت أحدث مواد البناء الموجودة في السوق، حيث تم وضع ما يعرف بـ«الكومباكتو» في أرضية هذه المنازل، ضف إلى ذلك فقد تم تجهيز المطابخ بنوع جيد من الخزف، ودهن البيت بأجود أنواع الطلاء، مما يجعل فرضية تغييرها مستبعدة تماما.وتضمّن التقرير الذي تم إعداده من قبل مفتشي وزارة السكن إقدام أغلب قاطني الأحياء الجديدة على اقتلاع البلاط و«الفايونس» وكذا الجبس وغيرها من الأمور التي يمكن إعادتها، إلى درجة أن هناك من يقوم بإعادة تفصيل غرف الشقة فيجعل السكن الذي استفاد منه ورشة بناء، فأصبح بذلك السكن في الشقة كما هي عيبا لدى البعض وتعديلها «موضة». وتظهر ذات الأرقام أن العائلات التي قامت بتعديل وتغيير شققها جلّها تم ترحيلها من أوضاع اجتماعية وسكنية مزرية كانت تعيشها في الأحياء القصديرية، موضحا أنه قصد حفظ كرامة المواطن تم تهيئة البيوت بشكل لائق وهو ما لاحظه-حسبه– كل الجزائريين. وبلغة الأرقام، فإن كل عائلة جزائرية استفادت من مسكن اجتماعي قامت بتعديله أنفقت أكثر من مليون دينار «100 مليون سنتيم»، وذلك بعد مدة قصيرة عن تسلمها، مشيرا إلى أن مواد البناء التي تم انتزاعها كلّفت الدولة الملايير، مؤكدا أن هذه التكاليف تقتصر فقط على كل من الرخام والخزف، مضيفا أن 85 من المائة من العائلات المستفيدة من السكن الاجتماعي الجاهز تعدّل شققها، كاشفا أن التحقيقات الأولية أبانت بأن عملية التغيير هذه تمت بشكل فردي وإرادي ولا علاقة لها بأي خلل في الإنجاز. وفي مفارقة غريبة، أفاد ذات المتحدث أن معظم هذه العائلات لم تقم بدفع الاشتراكات الشهرية المترتبة عنها، مشيرا إلى أنها جد رمزية مقارنة بحجم الأموال التي تم صرفها في تعديل شققهم، موضحا أنه حتى أجرة الحراسة والنظافة لم يتم دفعها من طرفهم.