السرقة عند المراهقين رقص على خطوط حمراء

كثيرا ما يقع الطفل المراهق. في اكتساب سلوك خاطئ نتيجة عدم تقويمه منذ الصغر بالطريقة الصحيحة، فيكبر بتلك العادات السيئة، ويكبر معه خوف الأهل وقلقهم على ابنهم، مما يقودهم إلى تصرفات خاطئة في التعامل لتقويم ذلك السلوك، لهذا أردنا اليوم واستجابة للعديد من رسائل قراء الصفحة. تسليط الضوء على عادة سيئة للغاية لدى المراهقين، تثير مخاوف الآباء على أبنائهم المراهقين، ألا وهي عادة السرقة،

السرقة عند المراهقين رقص على خطوط حمراء

هذه الصفة التي كثيرا ما يخطئ الأبوين في تقويمها، ويصعب بالتالي على المراهق التخلص منها، لأنها تبدأ لديه بطريقة عفوية وهو طفل صغير، يأخذ ما يثير انتباهه وما يعجبه دون تفكير، ويستمر هذا سلوك في سن المدرسة، لكن بدوافع أكثر تعقيداً كإبراز القوة في الحصول على ما يريد، إضافة إلى الغيرة والتحدي، أما في مرحلة المراهقة وهي مرحلة وعي وإدراك مختلف المفاهيم. يصبح سلوك السرقة خطيرا ومؤشرا على وجود اضطراب في السلوك، لأن دوافعه تختلف، وقد تصبح عادة مزمنة إلى الرشد، إن يلم ُسرع الآباء في تقويمها.

السرقة عند المراهقين

السيد أحمد من العاصمة: “استغل حبنا.. وصار لا يهتم لكلامنا”  

أنا أتألم يوميا حين أجد أشياء اختفت من منزلي وأنا أعرف من أخذها، لكن خوفا من أن يتصرف بطيش لا أحاسب ابني صاحب الـ16 سنة، وأنا متأكد من انه هو الفاعل فهو ابني الوحيد، وأنا وأمه دوما نحرص على عدم إغضابه، فنتكتم على الأمر، وهذا بالرغم من أنني أوفر له حياة كريمة، لكنه يتطاول على أشياء ليست ملكه،

ولو أنني أعلم الأسباب، فهو يصاحب مجموعة رفقاء السوء، ويحب دوما أن يظهر أمامهم كريما، وكلما حاولت تأنيبه يبدأ بالصراخ وتهديدنا بترك المنزل، فنصبح إما مجبورين على السكوت، أو نزود في مصروفه اليومي، أعلم جيدا أن هذا خطأ فقد تسامحت وتساهلت معه كثيرا، وقد يكبر ويقع في شر أعماله، لكن ليس بيدي حيلة.

السرقة عند المراهقين

السيدة باية من الوسط:

منذ أن كان ابني صغير كنت ألاحظ عليه أنه شخصية قيادية، دوما يحب أن يكون الأقوى بين باقي الأطفال، وهو المتحكم في كل الألعاب، لكن لم امن أتصور أن الأمر قد يصل به إلى أن تمتد يده للسرقة حتى يثبت ذاته، تصوروا أن ابني أحيانا يسرق أشياء من المنزل ليقوم باقتناء هدايا لنا أو أشياء خاصة به، ويوهمنا أنه يعمل وأنه مستقل ماديا، فأنا أعطيه مصروفا يكفيه للاحتياجات العادية، لكنه يقوم بالسرقة ليرضي غروره، عاقبته مرار وتكرار لكن لم يجدي ذلك نفعا، اليوم أصبحت أحتفظ بأشيائي الثمينة لدى أمي، لكن إلى متى أريد حلا من فضلكم دلوني..؟

السرقة عند المراهقين

السيدة نورية من الغرب: “بسبب مواقع التواصل صارت ابنتي سارقة محترفة”

بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، تعرضت ابنتي للابتزاز من طرف شاب أوهمها بالحب، ثم صار يحكي لها قصص وهمية، بأنه يريد أن يكون نفسه حتى يمكنه الزواج بها، فانساقت وراء أكاذيبه وقامت بسرقة مبلغ معتبر من المنزل على أقساط، ولما توقفت بدأ بتهديدها بقطع العلاقة تارة أو بفضحها على مواقع التواصل تارة أخرى، لكن المشكلة أننا حتى بعد أن اكتشفن الأمر وقمنا بتسوية المسألة بقيت تلك العادة لصيقة بابنتي صاحبة الـ15 سنة، حتى تتباهى بنفسها مع قريناتها، فاضطررنا أنا ووالدها لاتخاذ قرار توقيفها عن الدراسة، نعلم أنه قرار غير صائب، لكن مجدي للحفاظ على سمعتها وشرف العائلة.

السرقة عند المراهقين

أبو جهاد من الغرب الجزائري:

“انتقاما مني لأنني طلقت أمه ابني صار يسرقني”

من جهته، وبكثير من التأسف، أبدى أبو جهاد خوفه من عاقبة ابنه الذي باتت يداه تمتد في كل زيارة له إلى مبالغ مالية معتبرة، ليؤكد لنا في سياق حديثه أن تصرف ابنه بدافع الانتقام منه بعد طلاقه من والدته، فهذا الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره بات يحسّ بالهوان بين أخواله، وهو الذي دأب على العيش في بحبوحة بين أحضان والده،

ويضيف السيد أبو جهاد قائلا: “أتأسّف لما آل إليه حال ابني الذي لا أريد أن أخبر والدته بما يقدم عليه، فأنا أحسّ من أنه يريد البقاء في ذات المستوى المعيشي الذي كان عليه ونحن تحت سقف واحد أنا وأمه، كما أنني أدرك أن النفقة التي أقدمها له شهريا تكفل له الحياة الكريمة، إلا أن إحساسه بالحرمان العاطفي والانكسار هو ما جعل يتنصل من براءته، ويلجأ للسرقة”.

السرقة عند المراهقين رقص على خطوط حمراء

كلمة لابد منها:

يقال “أن كل اكتسب بالعادة يُفقد أيضا بالعادة”، ما يعني أن تقويم سلوك السرقة لدى المراهقين وعلاجه يحتاج منا الحكمة، والصبر لنصل إلى نتائج مرضية، أولها يحتاج منا معرفة الدوافع التي تجعل المراهق يلجأ إلى هذا السلوك، وبالتالي نبدأ باستئصالها رويدا رويدا، ومن أهم النقاط التي ينصح بها للعلاج نذكر مايلي:

1/ لا تتهم المراهق بالسرقة دون التأكد، بل على الأهل التأكد من شكوكهم، لأن الشك وحده ليس دافعا قويا لمواجهة المراهق.

السرقة عند المراهقين

2/ الهدوء والحزم في المواجهة: نعلم أن الغضب هو رد فعل طبيعي حين يتأكد الوالدين من أن ابنهما سارق، لكن الغضب والصراخ والعنف ليست الطرق المثالية لمعالجة الموقف، وفي نفس الوقت لا يجب أن يكون موقفك حيادياً أو بارداً، بل يجب أنت تواجه المراهق بحزم وقوّة لكن دون عنف أو إهانة.

3/ تجنب نعته بلقب “سارق”. فالأفضل في هذه الحالات أن يتم التركيز على نبذ السلوك نفسه. والتحذير من العواقب دون أسلوب التجريح المباشرة.

السرقة عند المراهقين

4/ ابحث عن الدوافع: وهذا من خلال فتح باب الحوار والنقاش مع المراهق لإعطائه الفرصة من أجل شرح دوافعه للسرقة من وجهة نظره، واسأل نفسك أيضاً ما الذي دفع ابنك المراهق للسرقة، فهم الأسباب والدوافع جزء أساسي من تعديل سلوك المراهق، ثم تحدث إليه عن الخطأ والصواب، فبالرغم من أي دوافع يبقى هذا سلوك خاطئ، وحتما سيكون له أبعاد أخرى خطير عليه وعلى المجتمع أيضاً.

5/ إعادة ما تم سرقته: فبعد أن نتأكد من أنه الفاعل، وبعد أن نفهمه خطورة السلوك، يجب أن يعيد المراهق المسروقات مهما كانت، ومن أي شخص كان، ولا تتهاون مع هذه النقطة، كما يمكن للوالدين طلب تعويض عن خيبة الأمل، فالتعويض ليس فقط ماديا، بل يجب أن يكون عاطفياً ونفسياً لأسرته.

السرقة عند المراهقين رقص على خطوط حمراء

6/ تحديد عقوبة أمر إجباري: إلى جانب التعويض وإعادة المسروقات. يجب أن يكون هناك عقوبة غير بدنية تتناسب العقوبة مع حجم السرقة وسن المراهق، ومن الأفضل أن تكون العقوبة تأديبية في البداية، لكن في حال تكررت السرقة فلا بد من عقوبات رادعة.

السرقة عند المراهقين 

7/ لقنه عواقب سلوكه السيء: فالمراهقون عادة لا يقدرون قيمة السمعة الاجتماعية، ويعتقدون أن والدهم سيساعدهم دوما، يجب أن يفهم المراهق أنك لن تقف إلى جانبه في الخطأ. ولن تحميه إذا ارتكب السرقة مرة أخرى، ويجب أن يخشى من النبذ والإقصاء الاجتماعي في حال عاود السرقة، وإياك أن تهدده بما لا تستطيع فعله، لأنه سوف يستهين بالأقوال ويتمادى في الافعال.

8/ امنحه الثقة: فعادة حين يكتشف الأهل أن في بيتهم سارق يقومون بإخفاء أشيائهم وأموالهم بعيد عن البيت لتقليل فرصة الوصول إلى ما يمسكن سرقته، وهذا التصرف قد يكون حلا مؤقتا، لكن ما إن يجد ما يمكن سرقته يعود لسلوكه، وهنا الأجدر أن منح المراهق الثقة، حتى لا يخون الأمانة.

السرقة عند المراهقين رقص على خطوط حمراء

هذا ويبقى هناك ظروف وحالات تحتاج العلاج النفسي، خاصة إن انتهج الوالدين كل السبل والطرق دون لكن دون نتيجة، هنا عليهما أن يلجآن إلى المزيد من الحزم، وربما استشارة تربوية تساعدهم على تعديل سلوك المراهق السارق، وهذا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة الدوافع التي تقف خلف السرقة واستقرار سلوك السرقة.

طالع أيضا :