إعــــلانات

السفير الأمريكي روبرت فورد يتحدث لـ”النهار” عن قصته مع الجزائر والجزائريين

بقلم النهار
السفير الأمريكي روبرت فورد يتحدث لـ”النهار” عن قصته مع الجزائر والجزائريين

علّمت نائب رئيس العراق لهجة الجزائريين.. ورايس معجبة بطلبة تلمسان و”ابن باب الوادي باعني شوارمة وطلب مني فيزا” “مستوى الصحافة الجزائرية مرتفع وجريدة “النهار” لاحظت فيها تميّزا”

عشية مغادرته للجزائر والتحاقه ببلده الولايات المتحدة الأمريكية، نزل السفير الأمريكي السابق، روبرت فورد، ضيفا على منتدى “النهـار”، وجمعه لقاء حميمي بهيئة التحرير، حيث تحدث عن الفترة التي قضاها بالجزائر، وما لاحظه في طباع الشعب الجزائري، وصراحته بالإضافة للحديث عن السفير كشخص، حيث أكد إدمانه على الكسكسي الجزائري وشخشوخة البساكرة وتأثره بسنوات الإرهاب وتأسفه على عدم مساعدة أمريكا للجزائر في تلك الفترة، كما حكى عن ظروف اختطافه بالعراق.

“تعلّمت اللهجة الجزائرية بفضل “هشام” وأصدقائي الجزائريين”

“كنت كلما سمعت كلمة باللهجة الجزائرية ولا أفهمها، أكتبها في ورقة وأبحث بعد ذلك عن معناها، وكان دائما و يزال لحد الساعة “هشام” الملحق الإعلامي هو الذي يساعدني في عملية الترجمة بشكل كبير، وحتى أصدقائي الجزائريين يساعدونني في ذلك. وأما المترجمة “لينا”، فهي التي تساعدني في التعرّف على اللهجة اللبنانية، بحكم أنها لبنانية الأصل”.

“أفضّل الخروج في السادسة صباحا… لأتجنب إزعاج المواطنين”

“أفضل الخروج في الساعة السادسة صباحا لكي أمارس الرياضة لكي أتجنب عرقلة حركة المرور، لأن الطرقات تكون خالية وكذا لكي لا أزعج المواطنين. وما لفت انتباهي، أنني لا أصادف أناسا كثيرين في الصباح الباكر، سوى أن رائحة الخبز الطازج و”الكرواسو” تنبعث من بعيد من الأفران”.
ن.ق

“ابن باب الوادي باعني شوارمة وطلب مني فيزا”

“في الحقيقة، أنا لست رياضيا، لكن عمري الآن 50 سنة والوزن بدأ يزيد، ما يجعلني أمارس الرياضة صباحا، خاصة وأنني أحضر تقريبا يوميا مأدبات عشاء، كما أن الأكل الجزائري لذيذ. أول أمس، أكلت الرشتة، أعجبتني كثيرا، ولكنها تسمن، لذلك أجري يوميا 12 كيلومتر. أتعلمون، أحب الشخشوخة البسكرية الحارة، والكسكسي الملكي، إضافة إلى الشاي بالنعناع الذي تعلمت صنعه بالمغرب، يضحك… صديقي سلّم لي كتابا فيه أطباق جزائرية، سأحاول أن أصنعها في أمريكا”. “في يوم ما، خرجت مع أصدقائي ومشينا من السفارة إلى غاية حي باب الوادي، وكنت الوحيد بين أصدقائي الذي يحسن العربية، تقدمت من الشاب الذي يسهر على تحضير الشوارمة وطلبت منه 5 ساندوتشات، ولما لاحظ غرابة في لهجتي تساءل عن جنسيتي، فأجبته بأنني أمريكي، فاحتار لذلك! وما زاد من حيرته، هو أنني سفير أمريكا بالجزائر، فسخر مني، إلا أنني أقنعته، ومقابل الشوارمة طلب مني تسهيل إجراءات حصوله على فيزا لأمريكا”.

“أمريكا ارتكبت خطأ بعدم مساعدتها للجزائر في العشرية السوداء”

وعن الرسالة التي حملها في التسعينات والرسالة التي حملها أثناء توليه منصب سفير لواشنطن بالجزائر، قال فورد “أكبر فكرة أخذتها من الجزائر في سنة 90، أن الإرهاب كان أسوأ مما كنت أتصور. في حياتي لم أر ذبحا وانفجارات. أكثر ما أثر في، هي الحافلة التي تم تفجيرها في شارع عميروش، لقد توفيت فيها زوجة موظف يعمل معنا، كثير من الجزائريين… لما رجعت إلى أمريكا، كنت حزينا جدا وقلت كيف يمكن للجزائر أن تخرج من هذه الدوامة! بصراحة، أمريكا لم تساعد الجزائر كثيرا في هذه الفترة، وكان ذلك خطأ.. أما الرسالة الحالية، فهي مشكل التطرف الذي مازال موجودا ويمكننا المساهمة في علاج الظاهرة من خلال المساهمة في البرامج التعليمية والثقافية. أتعلمون، أهم مشكل لدى الشباب الجزائري البطالة، ثم قضية الحراڤة، خسارة أمريكا يمكنها مساعدة الشباب الجزائري في إدماجهم من الربط بين الجامعات”.
دليلة بلخير

لا أعرف كيف تستعمل ولا أعرف لماذا ولكني أحس بالراحة عند حمل “السبحة” بيدي:زرت زاويتين بالوادي وأخرى بتلمسان وأرى “كارتوش ڤولواز” أحسن فيلم جزائري

وعن مشاهدته للأفلام الجزائرية وقراءة الرواية، قال فورد “نعم أجيد العربية وحتى الدارجة، ولكن ليس بمستوى قراءة الرواية باللغة العربية، فالعربية الفصحى صعبة علي وأحتاج إلى من يعينني لفهم بعض المعاني في كثير من الأحيان ولأن كثافة برنامجي اليومي في تسيير شؤون السفارة لا يسمح لي بالمطالعة، ما عدا قراءة الصحافة وفي الجهة الأخرى أنا أشاهد الأفلام السينمائية الجزائرية ولم أكن أتصور أن السينما الجزائرية بهذا المستوى، فهي تستحق المشاهدة حتى من طرف المشارقة من العرب الذين لا يعرفون الكثير عن الثقافة المغاربية والجزائرية على الخصوص. بينما تحظى أفلام المشارقة بالمشاهدة من طرف الجزائريين، وأرى أن أحسن فيلم جزائري شاهدته كان فيلم كارتوش ڤولواز وهو يحكي قصة طفل شاهد على معاناة الاستعمار بتطرقه لمختلف تناقضات المرحلة، وأفجع مشهد في الفيلم أثر في نفسيتي حين رأيت ذلك المقطع الذي يظهر فيه الجنود الفرنسيين وهم يقتلون فلاحين جزائريين بوحشية وهما يزاولان نشاطهما الفلاحي. وأنا أهتم بكل ما هو تقليدي وأحمل معي هذه السبحة وأظل أداعب حباتها يمينا وشمالا فأنا أحس بالراحة عند حملها ولا أعرف السبب، ولكن أنتم تعرفونها أحسن، تجيدون استعمالها أكثر مني طبعا، وأنا أحتفظ من زيارتي للمدن الجزائرية بمشاهد الزوايا، إذ زرت زاويتين في الوادي وأخرى بتلمسان، وشباب هذه المناطق يتميزون بصفات مختلفة عن أبناء المدن والناس هناك طيبون.
فارس .ف

طلبة جامعة تلمسان استقبلوني بتصفيقات حارة:كندوليزا رايس تعلم أن الجزائري يكره السياسة الأمريكية لا أمريكا

“أجمل ذكرى لاتزال راسخة في ذهني، يوم خصص لي عميد كلية تلمسان جلسة قال بأنه سيحضرها 30 طالبا، غير أنني بعد وصولي علمت أنهم 400 طالب يدرسون بقسم الانجليزية، وكان ذلك يوم 9 ديسمبر عام 2006، رفضت الفكرة في بادئ الأمر بحكم تخوفي من ردة فعل هؤلاء، رغم مرافقة الملحق الثقافي بالسفارة، ورغم وصف عميد الكلية للجو العام للندوة قبل انطلاقها والذي أكدت له بأنني أتوقع استقبالا مغايرا تماما لما تتصورونه أنتم أبناء المنطقة، وذلك برشق الطلبة لي بالطماطم أو بالبيض، لكن وبعد أخذ ورد حول تنشيط الندوة من عدمها، سلمت أمري ودخلت قاعة المحاضرات، ليرحب بي الطلبة بحفاوة وتصفيقات غير متوقعة، فهنا تأكدت أن المواطن الجزائري يكره السياسة الأمريكية وليس أمريكا في حد ذاتها، وهو التأكد نفسه الذي أدليت به لوزيرة الخارجية كندوليزا رايس، وطالبتها في الوقت نفسه بتكثيف برامج التعليم عن بعد لفائدة الطلبة الجزائريين، وفعلا تحقق طلبي هذه السنة بمضاعفة هذا النوع من البرامج عبر شبكة الأنترنت. وبخصوص أسوأ ذكرى عشتها وأنا بالجزائر، والتي أعتبرها خسارة كبيرة، هي فقداني لأحد الأصدقاء في الانفجار الذي هز مبنى ممثلية الأمم المتحدة بحيدرة، تأسفت كثيرا لهذا الحدث الذي أودى بحياة العديد من الأبرياء الجزائريين رغم أن الجهة المستهدفة تمثل رعايا بلدان أجنبية، ولاحظت أن أغلب التفجيرات المسجلة بالجزائر تودي بحياة مواطنين جزائريين، سواء باستهداف نقاط أجنبية أو غير ذلك. وبعيدا عن هذا وذاك، فسآخذ معي العديد من الهدايا لأحتفظ بها كذكرى عن الجزائر، وسأبقى معترفا مدى الحياة أن الشباب الجزائري لديه قدرة رهيبة في الاندماج مع مختلف شعوب العالم ومتعطش لحياة كريمة والولايات المتحدة مستعدة لتحقيق هذا الحلم”.

فرحت بتعييني سفيرا بالجزائر ورقصت في عرس لعائلة من الطبقة الراقية

“كم كانت سعادتي كبيرة لما سمعت خبر تعييني في منصب سفير للولايات المتحدة بالجزائر، لأنني أحب كثيرا هذا البلد الذي يضم شعبا شجاعا يعبر عن آرائه بكل صراحة، لدي العديد من الأصدقاء هنا والحوار معهم شيق إلى درجة لايمكن تصورها، فأنا أتعلم من نقاط الاختلاف البارزة لدى الشعوب الأخرى، خاصة لدى الجزائريين الذين شاركتهم حتى في أفراحهم، حيث كنت أتمنى حضور المزيد من حفلات الزفاف لأتعرف على المزيد عن عادات العائلات الجزائرية في مثل هذه المناسبات، لعلمكم لقد حضرت حفل زفاف واحد لعائلة من الطبقة الراقية ورقصت على إيقاعات الموسيقى”.
حبيبة محمودي

أشاد بدوره في إنقاذ الجالية المسيحية في سوريا رغم كونه ضحية الغرب
روبرت فورد: “الأمير عبد القادر الجزائري كان فوق الألم”

أبدى السفير الأمريكي، روبرت فورد، إعجابه وانبهاره بشخصية الأمير عبد القادر، واعتبره شخصية شجاعة وذات رؤية ثقافية وإنسانية قيمة، مهتمة بالتسامح بين الحضارات والثقافات، جديرة بالوقوف عندها الآن.
وقال ضيف “النهار” في رد على أهم الشخصيات الجزائرية التي استقطبت اهتمامه إلى جانب عقبة بن نافع البطل، العالم والشجاع، “إن الأمير عبد القادر كان أكبر من الألم”، وهو يستحضر بتقدير كبير مساهمته في مساعدة وإنقاذ الجاليات المسيحية في سوريا، مبرزا تمسكه بقاناعته المتفتحة رغم أنه كان أحد ضحايا الحضارة الغربية وطريدها، وعانى كثيرا من الاستعمار الفرنسي، لكن ذلك لم يغير من أفكاره القائمة على أساس إنساني.
وذهب السفير في تأكيد إعجابه بأفكار الأمير عبد القادر إلى القول “هذا درس علينا أن نأخذه بعين الاعتبار”.
م.ص

بوتفليقة “مخ” وبلخادم لطيف جدا:”الجزائريون يعرفون الغرب أحسن منا نحن الغربيون”

أبدى السفير الأمريكي في الجزائر “روبرت فورد” إعجابه الكبير بشخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.. “التقيت الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ثلاث مرات فقط طيلة تواجدي كسفير بالجزائر، وأول لقاء جمعني به كان سنة 2006 حيث قضينا حينها ساعتين كاملتين مع بعض، هو شخص جد مهذب ومتواضع إلى أبعد الحدود، وأذكر حينها أنه كان يتكلم معي باللغة الفرنسية مما جعلني أتحرج وطلبت منه لو نتكلم باللغة العربية أفضل، وهذا ما كان حتى أنه أخذ بالحسبان قدرتي المتواضعة على الاستيعاب، حقيقة هو ذكي جدا ولديه تجربة قوية في المجال، صراحة هو “مخ”. ولم يخف إعجابه برئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم “كان دائما لطيف معي في جلسات العمل التي جمعتنا، وأقول إنه صريح جدا ويملك أفكارا رائعة، يسعى من خلالها إلى تقدم البلاد لأنه يحب لها الخير”، ولم يغفل شخص وزير الفلاحة الحالي “رشيد بن عيسى” الذي قال في شأنه “البنك العالمي لديه احترام كبير لشخص رشيد بن عيسى لأنه أثبت قدراته ويملك إرادة قوية”.
كما أوضح محدثنا أن الثقافات بين الجزائر وأمريكا تختلف، وهو دائما كأمريكي يكتشف أشياء لم يفكر فيها مطلقا ولم يتوقع إيجادها بالجزائر كبلد عربي مسلم، مما جعله يجزم بأن الجزائريين مختلفون جدا عن بقية الشعوب العربية التي كانت له فرصة الاحتكاك بها: ” أنا جلست مع العديد من الشباب الجزائري فمثلا شباب تلمسان القريبون من الحضارة المغربية ليسوا كشباب واد سوف الذين تشبعوا بأفكار الزوايا والجانب الديني، وما لاحظته أنهم يتقنون اللغة الفرنسية وبشدة، وهم ملمون بالأفكار الغربية وربما يعرفونها أحسن منا. كما أعجبت بثقافة الجزائريين العميقة والمرتبة، سواء هنا بالعاصمة أو في وهران وتلمسان، وأنا أحيي هذا في الجزائريين كونهم يحبون الغير ويرحبون بحوار الحضارات”. ولم يخف سعادة السفير إعجابه بالتراث الجزائري خاصة ما يتعلق بالأعمال الفنية والزخرفة.. “الزخرفة وفن السيراميك مزدهران جدا في الجزائر وكانت لي فرصة أن اقتنيت العديد من القطع الفنية الرائعة والجميلة”.

أبدى إعجابه باللهجة “الدارجة” الجزائرية:”الأزمة العالمية في السبعينيات دفعتني إلى تعلم العربية”

أظهر ” روبرت فورد” تأثره الكبير وولعه باللهجة الجزائرية “الدارجة” حتى أنه اعترف بأنه استعملها عندما توجه في زيارة عمل إلى العراق، السنة الماضية، والتقى مع صديقه من الحزب الإسلامي “طارق الهاشمي” والذي سأله عن أحواله وأخبار المجتمع الجزائري الذي كان يظن أنه مفرنس وتفاجأ حينما أخبره السفير بأن الجزائريون يمثلون 35 مليون نسمة.. “قال لي اشلونك؟ وكان يعتبر المجتمع الجزائري مجتمع مفرنس، ولكني أكدت له أنه معرب، فقط لديهم لغة خاصة بهم أكثر سلاسة وأكثر بساطة ومفهومة جدا، ونصحته بتعلمها لأنها فعلا غنية ولكي أقنعه قلت له سأطرح عليك سؤال وأجبني عنه إن استطعت (حبيت أنسقسيك واحد الحاجة برك)وبعدها أفهمته معناها فذهل” .
وعن ظروف تعلمه للغة العربية، أشار محدثنا إلى أنه تعلمها حينما كان طالبا في الثانوية “كان عندي فضول للتعرف على الدول العربية وعلى كل ما يحيط بها، ولكنني قرأت التاريخ الأوروبي حتى سنة 1979 تاريخ الأزمة العالمية البترولية الثانية، وعندها قررت تطليق التاريخ ودراسة اللغة العربية، بالرغم من صعوبة ذلك، كوني لم أتمكن من تطبيقها وممارسة أصولها، فتركت الجامعة وشددت الرحال إلى المغرب، حيث درست هناك اللغة الانجليزية، وكنت أسترق تعلم اللغة العربية مع أنها اقتصرت على الدارجة المغربية “واخا سيدي”، بعدها انتقلت إلى مصر ولكنهم لم يفهموا عربيتي المغربية ومع الوقت أتقنتها، وأنا الآن والحمد لله أكتبها ليس بشكل جيد ولكني أكتبها”.

“مستوى الصحافة الجزائرية مرتفع وجريدة “النهار” لاحظت فيها تميّزا”
“مستوى الصحافة الجزائرية مرتفع جدا، ومجال حرية التعبير في الجزائر أوسع مقارنة بكل الدول العربية الأخرى. وفي رأيي، الصحافة الجزائرية جد منفتحة على الآراء وأحيانا نجد رأيين مختلفين في نفس الجريدة، والقارئ للصحافة والجرائد الجزائرية له إمكانية قراءة كافة الآراء والرؤى على كافة المستويات”.
“الصحافة المستقلة في الجزائر صغيرة في السن، وقد وصلت إلى هذا المستوى وأنا متفائل جدا بأن يرتفع المستوى إلى احترافية أحسن مستقبلا. وبالنسبة لجريدة “النهار”، لاحظت فيها تميّزا كبيرا مقارنة بالجرائد الأخرى، خاصة قصر المقالات والأخبار الذي يعتبر شيئا إيجابيا من ناحية الإهتمام بكل القضايا والملفات، أنتم لا تزالون صغارا في السن. ومع مرور الوقت، المستوى سيتحسّن مع تقدّمكم في السن”
محمد.ب

“لم أزر أي سجن جزائري”
نفى السفير الأمريكي في الجزائر زيارته لأي من السجون الجزائرية بالقول “لم أزر أي سجن من السجون الجزائرية لأني لم أطلب ذلك، ولأني أعلم بوجود قوانين جزائرية صارمة لم أشأ الخوض فيها، ونحن تكلمنا مع محامين بخصوص السجون، وبالرغم من امتلاكنا لبرامج أمريكية في هذا القطاع تطبق في البلدان الأخرى، إلا أن الجزائر تفضل التعامل مع الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص. وأستطيع الجزم بأنها تجربة واعدة و ايجابية، ونحن نرحب بفتح الحكومة الجزائرية لهذا القطاع وأن تفتح لنا المجال للمشاركة في الأفكار وتبادل التجارب، ونحن ممتنون لها مسبقا”.
راضية.ح

“فعلا لقد تعرّضت للاختطاف بالعراق في 2003”

“صحيح، لقد تعرّضت لعملية اختطاف من قبل “ميليشية شيعية”، وكان ذلك في سبتمبر 2003 في حدود الساعة التاسعة، بحيث كنت حينها في اجتماع بمدينة “النجف” القريبة من الساحل. وفي وسط الاجتماع، اقتحمت تلك الجماعة البيت، لكنهم لم يضربوني، غير أن صديقي العراقي تعرّض للضرب المبرح وبشكل قاس… وعليه، تم احتجازي لمدة ساعتين من الزمن، لكن الحمد لله لم يكن لي أي مشكل معهم، ليتم إطلاق سراحي في حدود الساعة الحادية عشر ليلا متأسفين عما بدر عنهم. ولكن بخصوص أهم وأبرز الذكريات التي لازالت عالقة بذهني عن العراق، وبصراحة تامة، هو أن تواجدي بالعراق تزامن مع تنظيم الانتخابات. ففي جانفي من سنة 2005، كانت العراق تعاني من إرهاب رهيب وقتل وتنكيل… ولم نكن نعرف هل الناخبين العراقيين سينتخبون أم لا؟ وظل التساؤل مطروحا. غير أنني وفي تلك الفترة وعلى أساس تجربتي بالجزائر في سنوات 96 ،96 و97، كنت متفائلا نسبيا وقلت للحكومة الأمريكية أن العراقيين سينتخبون، وفعلا انتخبوا… وأما بالنسبة للظروف الأمنية بالأمس، فهي لم تتحسن لمدة طويلة واليوم نستطيع القول أنها تحسّنت نسبيا، لأن العنف موجود… غير أنه لا طالما راودتني فكرة أن العراقيين يحاولون الخروج من المأزق وأن العنف ليس إطلاقا هو الحل للمشاكل العالقة”.

“القوات الأمريكية في نهاية المطاف… لابد أن تنسحب”

“في نهاية المطاف، القوات الأمريكية لابد أن تنسحب. والسؤال الوحيد الذي لابد أن نطرحه: هل عند انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ستترك الدولة مستقرة وفيها أمن؟ وهل سنضمن بعد خروج القوات أن الدولة لن تدخلها أي دولة أجنبية أخرى لكي تتدخل في شؤونها الداخلية وتقوم بزرع الفتنة والعنف؟ ومن ثمة، وجب علينا أن نساعد العراقيين في تقوية قواتهم لكي يتمكنوا من حمل المسؤولية… وبهذه الطريقة، يمكن للقوات الأمريكية الانسحاب تدريجيا إلى غاية أن تتحسن الأوضاع الأمنية وتهدأ الأمور هناك. وأما من الناحية السياسية، فلابد علينا أن نساعد العراقيين على توحيد بعض المبادئ الأساسية… ومثال ذلك، فأنتم في الجزائر متطورون أكثر من العراقيين، خاصة وأنهم لا يملكون تجربة وخبرة مع البلدان الأجنبية، وهم لا يتكلمون إلا مع العرب، ومن ثمة فإن توحيد بعض المبادئ بالعراق شيء صعب”.
نشيدة قوادري

رابط دائم : https://nhar.tv/U7Ja3
إعــــلانات
إعــــلانات