إعــــلانات

السكان حملوا مكبّرات الصوت لمخاطبة الإرهابيين الخاطفين

السكان حملوا مكبّرات الصوت لمخاطبة الإرهابيين الخاطفين

الشيخ قال لمفاوض

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

الإرهابيين:”لا ضمانات أكبر من الله”

يروي الشيخ أرزقي في هذا اللقاء مع ”النهار”؛ تفاصيل الإنتفاضة الشعبية الأولى من نوعها، التي قام بها سكان 38 قرية ببلدية إفليسن بولاية تيزي وزو، انتهت بالإفراج عن صاحب حانة، تم إختطافه مقابل طلب فدية، ويكشف الشيخ في حوار معه، أنه قام بالإتصال هاتفيا بالخاطفين، وكان يرد عليهم بآيات قرآنية، مؤكدا لهم أنه عمل غير شرعي وغير أخلاقي. استقبلنا الشيخ أرزقي بصالون بيته بقرية ثمليلن، يروي الشيخ: ”لقد قمنا بالواجب بعدما أستدعيت من طرف أهل الضحية وعقد إجتماعا يوم السبت الموالي لعملية إختطافه، كان ذلك على الساعة التاسعة صباحا، في الهواء الطلق، بمحاذاة مسجد قرية إسناجن، حينما وصلت إلى المكان، وجدت جمعا غفيرا؛ كل عرش إفليسن كان حاضرا واتفقنا على انتهاج أسلوب السلم بدون عنف وبدون أي شيئ آخر، وبعد المداولة كان كل واحد فينا يعطي رأيه عن كيفية تسوية القضية واسترجاع الشخص المختطف، ليتفق عرش إفليسن على القيام بالمسيرة، وحددنا مناطق أوقمون، ثمليلن، آذرار، أوفلا، هوبلي، إمسونن حيث كنا نصرخ بإتجاه الجماعات الإرهابية التي اختطفته مطالبين بتحريره، ويواصل الشيخ: ”انطلقنا على الساعة العاشرة صباحا، في موكب يقدر 574 مركبة، مدعّمين بمكبرات للصوت ملك لقرية إسناجن كنت أنا على متن سيارتي الشخصية من نوع ”206”، رفقة مواطنين إثنين القرية، وكلما توقفنا أنزل وأبدأ بمخاطبة الإرهابيين بمكبرات الصوت، لقد إستعملت اللغتين القبائلية والعربية، وإستعملنا أسلوب العطف”، سألته كيف كنت تخاطبهم، يقول:”من أخذ السيد عبد الله، ونرجو منه إطلاق سراحه فورا، ونحن متأكدون بإسم قرية عرش إفليسن بأن هذا السيد لم يرتكب أي ذنب، ونرجو منكم إعادته لوالده وأبنائه، إنه يعاني من مرض السكري، زوجته قضت الليلة بالمستشفى، والده على فراش الموت، أولاده في حالة يرثى لها، ولما وصلنا إلى مدخل قرية ثمليلن، بدأنا ننادي على الإرهابيين، وإذا بالهاتف النقال لأرزقي شقيق الضحية يرن، لقد اتصلت به الجماعة الإرهابية برقم مكشوف، ملك لنادل بالحانة، تم تجريده منه خلال تلك المداهمة، ولكون أرزقي لا يتقن اللغة العربية، نادني على الفور، وكانت الساعة تشير آنذاك إلى حدود العاشرة ونصف صباحا، أظن أنهم كانوا يترصدون تحركاتنا، حملت الهاتف وشكرت الإرهابي على هذا الإتصال، ودار الحوار بني وبينه لفترة تقارب 10 دقائق، وبعد الحوار تنازل عن مبلغ 700 مليون، محددا إياه 200 مليون، وبعدها طلب منّي التوقف عن الحديث، ووعدني أن تتصل بنا على الساعة الخاصة مساء من ذات اليوم، لكننا رفضنا التوقيت وحددنا له السادسة مساء، كون عرش إفليسن قد قرر عقد إجتماع لمناقشة القضية، وواصلنا المسيرة إلى غاية قرية آذرار أوفلا، توقفنا وخاطبناهم بنفس الطريقة، لننتقل بعدها إلى أقني زيظوظ، وكنا نخاطبهم ككل مرة”… ”سأصارحك يا إبنتي؛ لقد شعرت نوعا ما من الراحة وأنا أقود هذه المسيرة التاريخية، وورائي جمع غفير من الناس آمالهم معلقة علي، لنواصل السير إلى ما قبل قرية إمسونن، توقفنا ونادينا مرة أخرى وركزت جيدا بإستعمال بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ما ذنب هؤلاء الأطفال، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، نحن ننتظركم إطلاق سراحه في هذه الليلة، والله لو رأيتم زوجته وأولاده لأطلقتم سراحه فورا، كما قمنا بتكرار بعض الكلمات من القرآن الكريم، وواصلنا المسيرة وإلتقاء على الساعة  الخامسة مساء، لقد كنت جد متعب، وعلى الساعة الخامسة مساء سمعت سيارة ركنت أمام بيتي، وإذا بهم  أفراد عائلة الضحية  نقلوني إلى موقع الإجتماع الأول، ووجدت جمعا غفيرا أكثر ما كان عليه في الفترة الصباحية، لقد قدموا للمشاركة في الحزن والأسى، لقد إتفقنا خلال الإجتماع، أن نتخذ موقفا موحدا، لقد انتفض بعض الشباب قائلين أن الحل الوحيد، هو مداهمة معاقل الإرهابيين بالأسلحة، فكان ردّي الرفض القاطع، لا أقبل أبدا بالسلاح، نحن نطالب بالسلم، وإتفقنا على مبدأ السلم، وناقشنا قضية تسديد الفدّية، قلت لهم أنكم ضد الفدية أعطوني البديل، وهناك من اقترح  جمع مبلغ 700 مليون، لكن لاتوجه للإرهابيين بل لأولاد الضحية، لأنهم لا يملكون شيئا، يتوقف محدثنا يتنهد بعمق قائلا: ”إنه موقف صعب جدا، وأخيرا اتفق عرش إفليسن على ألا يدفعوا سنتيما للإرهابيين، ونحن في انتظار مكالمتهم الهاتفية، في حدود الساعة السادسة والربع مساء رن الهاتف، وإقترحت الجماعة الإرهابية توكيل شخص أو شخصين، ضمن اللجنة الدينية 38 قرية، تم إختياري، فبدأت بالحديث مع ذلك الإرهابي الذي كان يتحدث باللغة العربية الفصحى، لمست منه أنه يتقن اللهجة القبائلية، وبدا لي أنه ذو ومستوى علمي عالي، وكلما وجدت نفسي في مأزق، إلا واستنجدت بآيات القرآن الكريم، علما أنه كان الإرهابي الوحيد المفاوض، لقد تحاورنا لمدة حوالي نصف ساعة من الزمن بداخل المسجد، والكل يتابع حديثي، لقد عرض علي أمورا كثيرة، من جملة ما ورد قال لي: كيف لديه حانة، ولا يستطيع أن يدفع أموال الفدية؟ لا تقل لي، أنه ليس لديه أموال لأجيبه، لقد جئتم لذلك القصر؛ أي الحانة، لقد وجدتموها فارغة دون إنتاج، ليكرر لا تقل لي أنه لا يملك هذا المبلغ، وهو فقير. لأواصل لقد إختطفوه  سنة 2005 ودفع لكم.إني أطالبكم بإسمي وبإسم العرش بإطلاق سراح الشخص، وتحريره  قبل أن يطلب مني أن أعطيه ضمانا، فقلت له لا شيئ أكبر من الله سبحانه وتعالى، أقسمت له عدة مرات بالله، ووعدته بذلك قبل أن يقطع المكالمة، قائلا أنه سيعاود الإتصال بعد عشرة دقائق، لكنه لم يفعل وأكدا لنا الشيخ أرزقي أنه كان يراقب نفسه، وكل كلمة كان ينطق بها إلا ووضع لها ألف حساب، إنها قضية ليست بالسهلة، ويواصل وفي حدود الساعة التاسعة وعشرون دقيقة، رن الهاتف وإذا به الإرهابي حيث حددلي موقع إطلاق سراحه، وقال لي أن أحتفظ بسره ”الموقع ” وفور ذلك توجهت إلى سيارة الضحية، وفي طريقي إليها أحسست أني متوجه للجهاد، لإنقاذ شخص ميت، لقد أعطاني الله الشجاعة، وأنا أحدثه داخل السيارة، أخبرني أن أتوجه إلى غاية حانة زقزو ملك الضحية، لأنطلق رفقة شخصين من الدشرة، ولما بلغنا الفندق الحانة، اتصل ثانية، وقال لنا أن نسلك الطريق المؤدي إلى منطقة آث وهونة، فلبينا طلبه قبل أن يرن الهاتف مرة أخرى، قائلا لنا: ”ستجدونه في الطريق”، ولما بلغنا الهدف رأينا عبد الله يسير بمفرده وسط الطريق في تلك الأحراش الغابية، لم يكن يحمل معه أي شئ ،وكانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة ليلا، وأخذناه مباشرة إلى منزله وسط الزغاريد.

من هو الشيخ أرزقي؟

الشيخ أرزقي ثغرسين، من مواليد 1٩35 بقرية ثمليلن بلدية إفليسن بدائرة تيڤزيرت بولاية تيزي وزو، متزوج وأب لـ 12 طفلا؛ ست بنات وستة أولاد، أنه منسق الشؤون الدينية بدائرة تيڤزيرت، وكذا إمام مدرسي بمسجد ثمليلن وأستاذ الأدب العربي بالمتوسطة، بخبرة تزيد عن 25 سنة، ترعرع بمنطقة بئر خادم بالعاصمة، قبل أن يشد رحاله سنة 1٩86 إلى مسقط رأسه، وواصل العمل كأستاذ في الأدب العربي إلى غاية التقاعد.

رابط دائم : https://nhar.tv/1yBiK
إعــــلانات
إعــــلانات