السلطات التونسية تطلق سراح الشاب الجزائري “عبد الرحمان”
أياما بعد نشر ندائه عبر مجمع “النهار”
“عبد القادر” شقيق “عبد الرحمان”: “لولا النهار لتوفي شقيقي قهرا داخل زنزانات تونس”
أفرجت السلطات التونسية، فجر أمس السبت، عن الشاب الجزائري “فريجات عبد الرحمان” الذي ينحدر من ولاية الوادي وبالضبط ببلدية وادي العلندة، والذي تم اعتقاله بتهمة قتل طفل داخل التراب التونسي.
تعود تفاصيل الواقعة إلى الشهر الماضي، أين بادر الشاب “عبد الرحمان” إلى نقل طفلة معوزة من وادي العلندة إلى دولة تونس قصد إجراء عملية جراحية لاسترجاع بصرها، وخلال تنقله إلى تونس العاصمة تعرض إلى حادث مرور بسيط لم يخلف أي ضحايا، حسب معاينة الأمن التونسي وبشهادة جميع من كانوا معه في المركبة، ليكمل “عبد الرحمان” ومن معه رحلتهم إلى تونس العاصمة. وبعد استكمال إجراءات العلاج وعودتهم إلى الأراضي الجزائرية، قامت السلطات التونسية بتوقيفه عند البوابة الحدودية مع الجزائر، ووجهت له تهمة قتل تونسي في حادث مرور، مع ترك من كانوا معه يكملون خروجهم من التراب التونسي بشكل عادي.
وقد تم تحويله مباشرة إلى سجن سيدي بوزيد، وبعد مدة من الغموض حول مصيره دخل “عبد الرحمان” في إضراب عن الطعام دام أزيد من أسبوع كامل، لتتوجه بعدها عائلته إلى “النهار”، لتطلق رسالة استغاثة ناشدت فيها المسؤولين الجزائريين للتدخل ورفع الظلم عن ابنهم الذي يعرف بحسن أخلاقه وتطوعه الدائم لنقل المرضى المعوزين للعلاج بمركبته داخل وخارج الوطن. وبعد الضجة التي أعقبت تطرق “النهار” إلى الموضوع مباشرة، أفرجت السلطات التونسية عن “عبد الرحمان” مع نفي التهمة عنه، ليتم استقباله عبر المعبر الحدودي بالطالب العربي من قبل العشرات من سكان بلدية وادي العلندة، الذين فجعوا كثيرا بخبر اعتقاله ودخوله في إضراب عن الطعام.
“عبد القادر” شقيق “عبد الرحمان”: “لولا النهار لتوفي شقيقي قهرا في زنزانات تونس”
من جهته، أكد شقيق “عبد الرحمان” أن عائلته كانت بصدد تنظيم وقفة احتجاجية وإغلاق البوابة الحدودية الأسبوع الماضي، خاصة بعد تدهور الحالة الصحية لابنهم، لكنهم فكروا قبل ذلك في التواصل مع مجمع “النهار” قناة وجريدة، كونه بات الصوت الأول في الجزائر، ويعرف عنه وقوفه مع المواطن الجزائري خاصة في المحن، وأكد محدثنا بكل صراحة أنه لم يكن يتوقع هذه الاستجابة السريعة والتأثير الكبير عبر “النهار” جريدة وقناة، معبرا عن شكر العائلة الجزيل لمجمع “النهار” على مجهودات العاملين به في إنقاذ حياة “عبد الرحمان” التي كان ستنتهي داخل سجون دولة تونس.
الشرطة الجزائرية تستقبل “عبد الرحمان” وتحوّله إلى التحقيق
وفي حدود الساعة الرابعة من مساء أمس، استقبلت السلطات الجزائرية بشكل رسمي الشاب “عبد الرحمان” وقامت مباشرة بتحويله إلى أمن دائرة الطالب العربي، الذين قاموا بفتح محضر بالحادثة وأخذ أقواله مع الاطلاع على حالته الصحية والاستماع إلى أي تصريح يريد الإدلاء به بشكل رسمي، على أن يتم إطلاق سراحه بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، مثلما أكده مصدر مسؤول.