الشعـــب الجزائري شغــوف بكـرة القـــدم وهنـــاك 6 منتخبـــات ستتنــافس على اللقـــب

تحـــدثــت إلى فقير.. القضيــــة حساســـة وحمـــل الألوان الوطنيــــة اختيـــار القلب
اللاعبــون الجــزائـــريـــون يشعـــرون بفخـــر كبير للدفـــــاع عن ألـــوان بلــدهـــم
اعترف الناخب الوطني كريستيان غوركيف، بالضغط الذي يعيشه قبل شهر من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا بغينيا الإستوائية، وهذا في إجابته على سؤال لدى نزوله ضيفا على قناة «كنال+» الفرنسية سهرة الإثنين، بخصوص ترشيح «الخضر» من طرف العارفين بشؤون الكرة الإفريقية، لخطف اللقب القاري، لاسيما بعد المشوار الرائع الذي قطعوه في كأس العالم بالبرازيل . وقال غوركيف: «نعم، إنه شعب شغوف بكرة القدم فوق العادة، ولهذا قبلت رفع التحدي ووافقت على تدريب الجزائر، إنه بلد يعيش بكرة القدم، نرى ذلك يوميا مع الأنصار وحتى اللاعبون يملكون رغبة وفخر كبيرين للدفاع عن ألوان بلدهم». كما تحدث مدرب لوريون الفرنسي السابق عن مشوار المنتخب الجزائري في التصفيات المؤهلة لـ«كان» 2015، مبرزا أن التأهل المبكر سمح له ولأشباله بالتركيز مسبقا على هذه الدورة، وقال: «منذ تربص شهر أكتوبر الماضي علمنا أننا متأهلون إلى النهائيات، وهو الأمر الذي سمح لنا بالتحضير مبكرا وقمت بتجريب بعض العناصر، أما الآن أظن أنه يجب الإسراع في الفصل في المجموعة والتحضير جيدا لهذا الموعد»، مشيرا إلى أن هناك 6 منتخبات مرشحة للمنافسة على اللقب القاري بغينيا الإستوائية .
الضغط الإيجابي يدفعك لتقديم الأفضل وسني يساعدني على تجاوز مثل هذه الأمور
ردّ التقني الفرنسي بثقة كبيرة على سؤال تم عرضه عليه في الشاشة الصغيرة من طرف نجم الكرة الفرنسية السابق ذي الأصول الجزائرية زين الدين زيدان، بخصوص إمكانية تأثره بضغط النتائج مع المنتخب الوطني، قائلا: «الضغط الإيجابي يدفعك لتقديم الأفضل واللعب بطريقة جيدة، كما أن الضغط لا يغير شيئا، وصراحة في سني لا أعتبر الأمر مشكلا»، وواصل غوركيف حديثه عن ضغط الشعب الجزائري مؤكدا: «أحب الأمر كثيرا، وحتى الآن النتائج في صالحي، يجب أن تعرف أيضا كيف تستغل أوقات النجاح لتتمكن من الخروج من الوضعيات الصعبة عندما تقع فيها».
المعطيات لم تكن في صالحي عند بدايتي مع الخضر لكنني اجتزت العقبات بسلام
أبرز ذات المتحدث أنه واجه عدة صعوبات في بدايته مع «الخضر» شهر سبتمبر الماضي، لكنه تمكن من اجتيازها بسلام، انطلاقا من المباراة الرسمية الأولى له مع «الخضر» التي تنقل فيها رفقة التشكيلة الوطنية إلى إثيوبيا لمواجهة المنتخب المحلي، لحساب الجولة الأولى من التصفيات الإفريقية قبل استقبال مالاوي بعد أربعة أيام من ذلك، ضمن الجولة الثانية لذات المنافسة، مضيفا: «الوقت لم يكن مناسبا وأول لقاء أمام إثيوبيا كان في وقت صعب جدا ولم يستفد اللاعبون من الراحة اللازمة، وهناك أوقات قوية وأخرى ضعيفة، لكننا تمكنا من كسب الرهان»، كما أوضح غوركيف أن خلافته لحليلوزيتش جاءت في وقت حساس جدا، لاسيما وأن كلا منهما - حسبه – يتمتع بشخصية مختلفة، وأضاف: «صحيح أن التوقيت كان صعبا جدا، باعتبار التشكيلة خرجت لتوّها من منافسة كبيرة بحجم كأس العالم، وقدمت دورة بمستوى عالٍ، لكن الاستقبال كان في الجزائر رائعا وهو ما ساعدني كثيرا».
مشروعي مع الجزائر في الطريق الصحيح وطويت صفحة لوريون
عبّر كريستيان غوركيف عن ارتياحه الكبير في مهامه على رأس العارضة الفنية لـ«الخضر»، والتي تعتبر تجربة جديدة في مشواره المهني، بعدما اكتفى سابقا بتدريب فرق فرنسية، مضيفا بخصوص إمكانية عودته يوما ما إلى نادي لوريون الفرنسي، على اعتباره غادر هذا الفريق وعاد إليه في ثلاث مناسبات مختلفة: «أنا لست دائما، لكن أؤكد أن مشروعي مع الجزائر يسير في الطريق الصحيح وأنا مرتاح لذلك، سنرى ما تخفيه الأيام القادمة، لكني سعيد بهذا الاختيار»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن فريقه السابق لوريون أصبح الآن من الماضي، وقال: «الصفحة طويت والآن عندي انشغالات أخرى».
مهمتي تفرض عليّ الاستقرار في الجزائر وأتابع الليغا الإسبانية كثيرا
وإن كان قد اشتاق إلى أجواء «الليغ1» الفرنسية والحياة هناك، أوضح غوركيف أنه لا يهتم بمثل هذه الأمور بما أنه مجبر على العيش في الجزائر لتأدية مهامه على أكمل وجه: «أزور أحيانا فرنسا لكني مستقر في الجزائر، لأن مهمتي تفرض عليّ أن أكون دائما في الجزائر»، كما أوضح ذات المتحدث الذي تواجد في لوريون منذ نهاية الأسبوع الجاري، أنه لم يعد يذهب إلى الملعب لمشاهدة فريقه السابق، وأضاف حول هذه النقطة: «لم أعد أشاهد لوريون مثل السابق، أتابع أخبار الفريق من بعيد لأنه يوجد لاعبان جزائريان هناك، وهما مهدي مصطفى ووليد مسلوب، لكني أتابع كثيرا الليغا الإسبانية».
صورة الجزائر في فرنسا مغلطة وغياب الأمن كان في التسعينيات
دافع كريستيان غوركيف عن صورة الجزائر بقوة عندما قال له منشط برنامج «جي+1» إنها تمتاز بانعدام الأمن، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالرعايا الفرنسيين الذين يجدون صعوبة كبيرة في العيش فيها، قائلا: «صورة الجزائر في فرنسا مغلطة، يجب أن نبحث في التاريخ قبل إطلاق أحكام مماثلة، صحيح أن هناك بعض المشاكل لكن لا يمكن أن نقول إن الأمن منعدم تماما، ويجب أيضا أن يعلم الجميع أن مشكل الأمن في الجزائر كان في سنوات التسعينات فقط»، كما جدد ذات المتحدث التنويه بالاستقبال الحار الذي حظي به ولايزال يلقاه في الجزائر من طرف الشعب والمسؤولين على حد سواء، مضيفا أن الاتحادية الجزائرية وضعت أمامه كل شيء من أجل النجاح.
بورتو هو الفريق المناسب لبراهيمي وماندي سيتطور أكثر
وعرّج غوركيف على القضية التي تشغل الوسط الرياضي الفرنسي وبالخصوص الباريسي، بشأن رغبة مسؤولي «البياسجي» في التعاقد مع الدولي الجزائري ياسين براهيمي، ملمحا بطريقة غير مباشرة إلى رغبته في رؤية نجم «الخضر» يواصل مع ناديه الحالي بورتو البرتغالي، وأضاف: «براهيمي لاعب موهوب، لقد تطور كثيرا بعد التحاقه بنادي بورتو، لأن طريقة لعب هذا الفريق تساعده كثيرا، وحتى معنا قدم لقاءات كبيرة وكان حاسما سواء أمام المرمى أو في اللعب الجماعي»، مضيفا في السياق ذاته: «أظن أنه جيد في بورتو رغم اهتمام البياسجي، بغض النظر عن قلة المتابعة الإعلامية للنادي البرتغالي». كما تحدث غوركيف عن ظهير «الخضر» الأيمن عيسى ماندي، لاعب ريمس الفرنسي، واصفا إياه بالفتى الممتاز، وأضاف: «إنه لاعب ذكي وأظن أنه سيتطور كثيرا».
قضية فقير حساسة وحمل الألوان الوطنية اختيار القلب
عاد صاحب 59 عاما للحديث مجددا عن قضية اللاعب الفرانكو جزائري نبيل فقير، واصفا إياها بالحساسة، خاصة في ظل الضغوطات المفروضة على اللاعبين المزدوجي الجنسية: «هذه نقطة حساسة، هناك الكثير من اللاعبين مزدوجي الجنسية يجدون أنفسهم في وضع صعب للاختيار بين أكثر من منتخب، لكن هناك حسابات، وأظن أن الدفاع عن الألوان الوطنية يجب أن يكون اختيار القلب، هناك حسابات من الوراء ليس بالضرورة من اللاعب نفسه، ويجب أن يكون مرتاحا ويفكر جيدا قبل اتخاذ القرار»، وأوضح ذات المتحدث أن مهاجم ليون الفرنسي يعلم بأنه دخل اهتمامات «الخضر»، وهو صاحب القرار الوحيد في الاختيار بين فرنسا أو الجزائر: «نبيل قام باختيار مبدئي وقرر تمثيل منتخب فرنسا للآمال، تحدثت إليه هاتفيا بداية الخريف، ويعلم أنني مهتم بضمه إلى الجزائر، لكن كل شيء يعود إليه، مستقبله الدولي لم يحسم بعد ويمكنه تغيير المنتخب وهو صاحب القرار».
اللاعب الإفريقي ناقص تقنيا والجزائر متطورة مقارنة بباقي البلدان الإفريقية
كشف التقني الفرنسي أنه قرأ كثيرا عن التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام الفرنسية على لسان المدرب الفرنسي ويلي سانيول، بخصوص اللاعبين الأفارقة، عندما قال إنهم لا يكلفون قليلا إلا أنهم يفتقدون للذكاء والانضباط، مؤكدا في المقابل أن تلك التصريحات أُوّلت بطريقة سلبية مثلما أوضحه المعني بالأمر بعدها، غير أن غوركيف أبرز في المقابل أنه لا يختلف اثنان على أن اللاعبين الأفارقة ناقصون تقنيا، وأضاف: «لا علاقة للأمر بالعنصرية، فالتكوين في إفريقيا بطبيعة الحال ليس بنفس القيمة الموجود عليها في فرنسا». كما أعقب مدرب «الخضر» على حادثة وفاة اللاعب الكاميروني إيبوسي شهر أوت الماضي، مشيرا إلى أنه تواجد في الملعب غير أنه لم يرَ ما حدث بالضبط، وفي الأخير أكد أن الإمكانيات الموجودة في الجزائر متطورة كثيرا مقارنة ببعض البلدان الإفريقية، وقال: «الجزائر متطورة بعض الشيء مقارنة ببلدان إفريقية زرتها كمالاوي وإثيوبيا، فالأمور هناك صعبة جدا عكس ما هو عليه الحال في الجزائر، كما أن الجزائر سيكون لها ملاعب مستقبلا بمقاييس متطورة».
أختلف عن بيلسا وأتوقع صراعا محتدما بين البياسجي ومرسيليا على البطولة
أثنى غوركيف على التقني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا مدرب مارسيليا الفرنسي، الذي قاد نادي الجنوب لتحقيق انطلاقة مثالية هذا الموسم، غير أنه أوضح في المقابل أنه يختلف تماما عن هذا المدرب، عكس ما ذهبت إليه بعض الأطراف في فرنسا بخصوص وجود أوجه شبه بين الرجلين، وأضاف: «أولا بيلسا شخصية مختلفة، وطريقة لعبه تتميز بالديناميكية، مع رقابة فردية، وعليه يفقد الكثير من الحيوية وأنا لا أقاسمه هذا الأمر، هو يعمل جيدا مع مرسيليا، وكل منا يملك شخصية خاصة به». وبخصوص رأيه في المنافسة الكبيرة بين مارسيليا و«البياسجي» على لقب الموسم الجاري أضاف الناخب الوطني: «نحن في وسط الموسم، لا يمكن المقارنة بين موهبة الفرديات في باريس ومرسيليا، لكن جماعيا مستوى الفريقين متقارب وأتوقع أن يكون الصراع كبيرا بينهما على لقب الليغ1″ .