إعــــلانات

الضحية قتلت على يد جماعة أشرار كانت تستهدف منزلها بغرض السرقة

الضحية قتلت على يد جماعة أشرار كانت تستهدف منزلها بغرض السرقة

 شقيقها الأكبر عائشة لم تنخرط في أي حزب أو جمعية طيلة حياتها

كشفت زيارة ”النهار” أمس، إلى مسقط رأس الفقيدة الدكتورة ”عائشة غطاس” بالبرواڤية، 23 كلم جنوبي المدية، عدة حقائق حول الجريمة التي تعرضت لها بمسكنها المتواجد بحي ”المحمدية” بالعاصمة يوم الثلاثاء الفارط، حيث أوضح الشقيق الأكبر للضحية السيد ”احمد” كل الغموض الذي اكتنف هذه القضية التي أولتها بعض القنوات الأجنبية على طريقتها الخاصة.

كانت الساعة 12.30 حينما وصلنا إلى مدينة ”البرواڤية” وبالتحديد إلى منزل عائلة ”غطاس”، المعروفة بهذه المنطقة، لم نجد صعوبة في الوصول إلى مسقط رأس الفقيدة، كون أن سكان المنطقة فجعوا جداً بفقدانها، استقبلتنا هذه العائلة بكل معاني الضيافة والكرم، وبعد أداء واجب العزاء إلى إخوة ”عائشة” لم يتردد شقيقها الأكبر بتقديم لنا كل التوضيحات وتصحيح كذلك الأطوار الحقيقية لهذه الجريمة البشّعة، فقد بدا السيد أحمد في حديث خص به ”النهار” عن القصة الكاملة، قبل وما بعد وقوعها، ففي صبيحة ذلك اليوم كانت للدكتورة عائشة موعد مع شقيقتها ”شريفة” التي تقطن معها في نفس الشّقة، وهي أيضاً دكتورة في علم اللّسانيات، وذلك من أجل الذهاب إلى أحد أفراد العائلة بالعاصمة، قصد أداء واجب العزاء في اليوم الثالث منه، حيث قامت ”شريفة” بإجراء مكالمة هاتفية لأخته عبر الهاتف النّقال في حدود 14.00 زوالاً ، لكن دون جدوى لتكرر مكالمة أخرى عبر الثابت ونفس الشيء دون رد، وهو ما دفعها للعودة إلى منزلها وعند وصولها في حدود الساعة 15.30 وجدت أن الباب الثاني غير مغلق لتقوم بفتحه، أين وجدت الضحية الهالكة ملقاة جثة هامدة في بهو شقتها، حيث قامت بعدها بإخبار الجيران الذين اتصلوا برجال الأمن، وأضاف أحمد قائلاً بأنه تلقى نبأ وفاة عائشة في حدود الساعة 15.30 حينها وجد رجال الأمن قد باشروا عملية التحقيق الأولي.

جارها وثلاثة آخرون من  ارتكب الجريمة

وأوضح الشقيق الأكبر بأن مصالح الأمن تمكنت من تحديد هوية الجناة، وهي عصابة متكونة من أربع أشخاص، منهم المتهم الرئيسي، وهو جارها في العقد الثاني من عمره، كانت الضحية تستعين به في بعض الحالات، لقضاء لها بعض المستلزمات المنزلية، ليستغل ذلك الوضع، حيث أن الإفتراضات الأولية توحي بأنه لما كشفت ”عائشة” حادثة السرقة، لم يجد المقتحمون وهم من أهل حي واحد، وسيلة أخرى لكتمان أمرهم، سوى أنهم وجهوا ضربة قاتلة لها، وأضاف ذات المتحدث، بأن جثتها لم تتعرض إلى طعنات خنجر وأن العصابة كانت تقصد السرقة لا أكثر ولا أقل.

جنازة الفقيدة وصفت بالجنازة الوطنية

في جو جنائزي مهيب نقلت الدكتورة ”عائشة” أول أمس، إلى مثواها الأخير بمسقط رأسها وسط حشد من المواطنين والطلبة والأساتذة، حيث وقف لها الجميع، عرفانا منهم بأخلاقها العالية التي كانت تتمتع بها وسط أسرتها الجامعية وحتى مع عائلتها، حيث كانت تتميز بروح التضامن مع الجميع بدون استثناء، إلى جانب تكريس حياتها لخدمة العلم والجامعة الجزائرية ووصف شقيقها ” أحمد”، وهو إطار سام في الدولة بأنّها جنازة وطنية.

من تكون الدكتورة عائشة غطاس؟

هي ”عائشة غطاس” ابنة مدينة ”البرواڤية”، البالغة من العمر 56 نشأت في أسرة مثقفة وثورية، حيث أن كل إخوتها الستة حاصلون على شهادات عليا، تحصلت على شهادة البكالوريا سنة 1976 بثانوية ”ابن شنب”، ثم توجهت بعدها إلى جامعة الجزائر، أين تخصصت في دراسة التاريخ، في سنة 1985 تحصلت على شهادة الماجستير في التاريخ الحديث للعصر العثماني، نالت شهادة الدكتورة سنة 2001 ، وكان موضوع أطروحتها” الحرف والحرفيين في القرن 16 ” تحت إشراف الأستاذ ”مولاي بن حميسي”، وهي في مسيرة من العطاء عمرها أزيد من عقدين في جامعة الجزائر.

رابط دائم : https://nhar.tv/vnsfg