الظروف غير مواتية للحديث عن قانون تجريم الإستعمار

وصف رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، الظروف الراهنة بغير المواتية، للحديث عن قانون تجريم الإستعمار كما أنّه لا يشكل أحد مواضيع الساعة. تقربت ”النهار” أمس، على هامش انطلاق أشغال الدورة الرابعة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني المنعقدة بفندق ”السفير مزافران” من عبد العزيز زياري، رئيس المجلس الشعبي الوطني، وهو يهم بمغادرة القاعة التي تحتضن أشغال الدورة، وتستفسره عن أهم المستجدات الطارئة على قانون تجريم الإستعمار، لكّن إجابة هذا الأخير كانت سريعة ومقتضبة: ”الظروف الراهنة لا تسمح لنا بمناقشة قانون تجريم الإستعمار، كما أنه ليس موضوع الساعة”، يسكت قليلا ثم يعود للحديث ”لابد من ترك القانون هذا جانبا، إلى حين قدوم الظروف المناسبة”، دون أن يؤكد وبشكل قطعي بأن قانون تجريم الإستعمار مرفوض ولابد من نسيانه. وعن موعد قدوم الظروف المواتية للحديث عن هذا النوع من القوانين، قام زياري بغلق فمه بيده في إشارة منه لالتزام الصمت بخصوص هذا الموضوع. ويأتي تصريح زياري بخصوص قانون تجريم الإستعمار، ”ليتضامن” مع تصريح وزير المجاهدين محمد شريف عباس الذي خص به ”النهار” يوم انطلاق فعاليات الطبعة 44 لمعرض الجزائر الدولي، بشأن مطالبة الجزائر الرسمية لدولة فرنسا بالإعتذار عن جرائمها الإستعمارية ليكتفي الوزير بالقول:” الوقت غير مناسب وعلينا الإنتظار حتى نطالب فرنسا بالإعتذار عن جرائمها”.
ومقابل هذه التصريحات، أعرب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم عن غضبه وسخطه الشديدين لدى تدخله بالمناسبة من التحضيرات الفرنسية للمساس بقدسية الثورة وبالرموز التاريخية والشهداء، في برنامج احتفالي كبير يخطط له بميزانية ضخمة وتجنيد شخصيات لتنفيذه تحت عنوان ”الحفاظ على الذاكرة التاريخية”، يتمكن فيه الرفع من شأن الحركى وتزييف التاريخ، بإصدار منشورات ومطبوعات وحتى أفلام تتولى المس بصورة أبطالنا الشهداء.