إعــــلانات

العاصمة بعد الأسبوع الأسود: تهيئة ظرفية.. وما بقي أعظم

العاصمة بعد الأسبوع الأسود: تهيئة ظرفية.. وما بقي أعظم

أسبوع أسود مر على العاصمة ومدن أخرى بغرب الوطن، لكن أثاره لا تزال شاهدة على فشل المسئولين المحليين في معالجة أوضاع المجتمع والمواطن الغلبان طويت آثاره في بعض الأماكن وتنتظر أخرى نفس المصير،

لكن السئوال الملح:” متى يقتنع المسئولون أن هناك مواطنين يستحقون العيش؟”.
من زرالدة وسطاوالي غربا إلى برج الكيفان والحراش شرقا توحدت آهات المواطنين الغلابى وشكواهم ليس من قضاء الله.. فالمطر نعمة،يقول المواطنون،  لكن الشكوى من مسئولين استباحوا معاناة وآلام المواطن الضعيف وينتظرون مناسبة رسمية “للاهتمام” بهم.
” شكرا لساركوزي رغم كل شيء” هكذا علق أيمن أحد المواطنين الغلابى بزرالدة وهو يرى أثار الأسبوع الأسود يتم إزالتها بلمح  البصر في محيط الإقامة الرئاسية بزرالدة وعلى جانبي الطريق الرئيس الذي سلكه. هذه المدينة الساحلية الجملية كاد يأتي عليها “الطوفان” بعد أن “حمل” وادي مزفران، الذي يقطعها غربا، إلى حد أرعب السكان المقيمين بالقرب منه بل إن عددا من البنايات والمساكن المجاورة له أو تلك التي بنيت فوقه -اضطرارا- دون إدارك من اصحابها بخطره الدائم، تهدمت وأخرى تشققت جراء السيول العارمة التي حملها الوادي.. هدية غير منتظرة ولا مألوفة.
إحدى العاملات بمؤسسة صحفية عمومية لم يمر على انتقالها إلى إحدى العمارات الواقعة بغرب زرالدة قرب  وادي مزفران  الذي كاد يحمل معه كل شيء عندما  “حمل” ذات ليلة من الأسبوع الماضي.. وجدت نفسها، لسوء حظها ومن معها، تبيت أياما وليال في العراء وتزيد معاناتها التي ما صدقت أنها انتهت بمجرد تحولها إلى مسكنها الجديد. فقد انهار الأخير أو تشقق جراء الأمطار الغزيرة فاضطرت ومن معها لقضاء الليالي في العراء حتى تدخلت الجهات المعنية وتكفلت بإيوائهم مؤقتا.
ويقول شهود عيان إن  قاعة الولادات بمستشفى المدينة كادت تتحول إلى “كارثة” على نزيلاتها من النساء الحوامل بعد أن غمرتها المياه من كل جانب وبلغ علوها مستوى دفع العاملين إلى كسر بعض جدران المستشفى بهدف تسهيل خروج المياه المتجمعة على شكل برك.   
وبسرعة البرق تم احتواء الوضع وإزالة آثار الأسبوع الأسود على الأقل من الطريق التي مر عليها الرئيس الفرنسي وعلى مقربة منه، أما ما خفي فلا يزال أعظم هكذا يقول سكان زرالدة التي نامت أسبوعا في.. الماء. لكن الأمر لا يزال على مايبدو ببعض الاحياء البعيدة عن أعين المسئولين.
محدثنا ثمن السرعة في إزالة أثار الدمار لكنه قينا من أنها “ظرفية وجاءت لذر الرماد في العيون ولتسويق الجزائر الجميلة في عيون ضيف الجزائر”. غير أنه عاد واستطرد بالقول إنه يتمى لو كانت كل ايام الجزائر زيارات دولة.
ويتابع موضحا:” صحيح أن الزيارات الأجنبية متاعبها أكثر من فوائدها فهي تعيقنا في الحركة وتزيد من متاعبنا بالتنقل صباحا ومساء لكنها في النهاية تضيف شيئا من الجمال على مدينتنا ويتم التكفل ببعض مطالبنا”.
لكن الوضع يختلف بعيدا عن زرالدة أو على الأقل عن المسلك الذي سلكه الرئيس الفرنسي.. فآثار الأسبوع الممطر لا تزال شاهدة في بعض الأحياء القريبة كسطاوالي حيث غمرت المياه عديد المساكن بالمدينة الواقعة في سفح تلال.
ولا تزال الأوحال والطمي بأحياء الشراقة وبني مسوس كأنما شيئا لم يحدث.. و”الأدهى والأمر ،يقول محفوظ، أن أغلب قنوات الصرف الصحي والمجاري المائية مسدودة أو  معطلة ولا أدرى ماذا ينتظر القائمون على شئون البلديات حتى يتم تطهيرها ؟ أم تراهم ينتظرون أمطارا أخرى وفيضانات أكثر حدة حتى يسارعوا، كما العادة، إلى معالجة الأمر  بشيء من الترقيع وعندئذ لا ينفع الترقيع؟”.
غير أن العمال المكلفين بتطهير القنوات يرجعون الأمر إلى تقاعس مسئوليهم ومماطلتهم في تزويدهم بالمعدات الضرورية وتسوية الوضعيات المادية لكثير منهم. ويقول (م. ن) إن كثيرا من زملائه يعيشون “وضعا مؤقتا” فلا هم مدمجون بشكل طبيعي داخل الوظيفة بعد سنوات من العمل ولا هم مبعدون. أما  الآخرون فإن ما يقبضونه من راتب لا يفي بالغرض”. عدا ذلك فأن من يتأسف له هؤلاء العمال افتقادهم للأدوات والمعدات اللازمة والأكثر فاعلية تمكنهم من تطهير هذه المجاري.
لكن ذلك بنظر المواطنين ليس مبررا للتأخر في معالجة الأوضاع قبل تفاقهما. ويقول محمد وهو إطار في مؤسسة حكومية:” الأمر سهل.. إسناد مسألة تسيير شئون البلديات إلى أجانب وعندها يتهنى الفرطاس من حك الرأس”.
ويتابع موضحا:” كل الدنيا على علم منذ سنوات عديدة أن الجزائر العاصمة تفتقد لقنوات صرف عملاقة أو على الأقل قادرة على تحمل الضغط المتزايد من المياه القادمة من المناطق العلوية.. فعندما فاضت الأودية مؤخرا كان المتضرر الأكبر المناطق والأحياء الواقعة في أسفل المدينة كحسين داي ورويسو وباب الوادي ورايس حميدو والجزائر الوسطى وسيدي محمد وعين البنيان والحمامات وغيرها من الأحياء الواقعة في سفح المدينة  لأن المجاري المائية المؤدية لم تتحمل ضغط السيول الجارفة فحصل ما حصل، ولذلك فإن المطلوب اليوم قبل الغد إعادة النظر في منظومة شبكة الصرف الصحي وغيرها”.

رابط دائم : https://nhar.tv/4UmsO
إعــــلانات
إعــــلانات