العثور على هيكل عظمي لجثة مفقود منذ 11 سنة في مغارة جبلية بباتنة
«حكيم» تعرّض للقتل من طرف صديقه الذي رفض الاعتراف وكشف عن مكان جثته
لا حديث منذ ثلاثة أيام بين سكان الجهة الغربية لولاية باتنة، خاصة سكان بلدية سفيان، سوى عن القصة الغريبة لجريمة القتل التي تعرّض لها المرحوم «حكيم زيادي» سنة 2006، عندما خرج من مسكنه العائلي المتواجد في منطقة معزولة تابعة لقرية تيفران ببلدية سفيان، تاركا رضيعة عمرها 6 أشهر وزوجة حاملا في الشهر الثاني، وأُمّا في الخمسينات من العمر، وأبا قارب السبعين، وكان خروجه على الرابعة صباحا بغية شراء قطيع غنم بتعداد 28 رأسا، ومنذ ذلك الحين لم يعد الضحية «حكيم» إلى بيته حيا أو ميتا.
مصالح الدرك الوطني قامت بتحقيقات وتم توقيف القاتل «س. ع« الذي تبين أنه جار غير بعيد وصديق مقرب للضحية، أكدت تحاليل الحمض النووي أجريت على بقع دم عُثر عليها على قميصه أنها للمفقود. ورغم إدانة القاتل بـ15 سنة سجنا نافذا عن جناية القتل العمدي، قضى منها 5 سنوات في السجن لحد الآن، إلا أنه أنكر تهمة قتل صديقه «حكيم».
وبقيت بذلك جثة المرحوم في مكان مجهول طوال 11 سنة كاملة، إلى غاية منتصف هذا الأسبوع، عندما كان شباب من بلدية بومقر في جولة سياحية عبر السلسلة الجبلية الفاصلة بين بلديتي سفيان وبومقر، أين عثروا على مدخل صغير لمغارة اكتشفوا بداخلها هيكلا عظميا تبين فيما بعد أنه للمرحوم «حكيم».
وبالعودة إلى عائلة المرحوم، أكدت لنا الوالدة « هنية « أن مصالح الدرك الوطني عرضت عليها صورا للّباس الذي كان يلفّ الهيكل العظمي، وأكدت لهم أنها نفس الألبسة التي خرج بها ابنها المرحوم آخر مرة سنة 2006، وحتى الخاتم الفضي الذي عُثر عليه في المغارة أكدت الأم أنه لابنها المغدور به.
من جهتها، قصّت «وردة»، زوجة الفقيد، لنا معاناتها طوال 11 سنة كاملة لم تتمكن خلالها حتى من استخراج شهادة وفاة زوجها لوضعها في ملفات التمدرس لابنيها البالغين اليوم 11 و12 سنة، ناهيك عن الظروف المادية الصعبة التي مرّت بها وما زالت تمرّ بها إلى يومنا هذا.
ورغم هول الفاجعة وتحريك المواجع مجددا، إلا أن والدة الفقيد ارتاحت كثيرا لخبر العثور على رفات ابنها؛ لأنه سيصبح له قبر تزوره وتترحم عليه، ونفس الارتياح لمسناه لدى الزوجة التي قالت إنها سعيدة لأنها ستتمكن أخيرا من التحصّل على شهادة وفاة زوجها، طالبة في نفس الوقت إعادة محاكمة القاتل والحكم عليه بالإعدام، مع توجيه نداء للسلطات المعنية لعلّها تتكفّل بابنيها اليتيمين.
