“العسّاسين” وعمال النظافة لتحضير الوجبات للتلاميذ!

البلديات تستنجد بموظفيها لسد العجز الحاصل بالمدارس
عمال نظافة وصيانة لتحضير الوجبات في المطاعم المدرسية
أساتذة ومديرو المدارس يتحوّلون إلى طباخين وغاسلي الأواني بالمطاعم
لجأت العشرات من البلديات على المستوى الوطني إلى تجنيد عمال النظافة والحراس العاملين لديها من أجل تكليفهم بالعمل على مستوى المطاعم المدرسية، فيما يخص الطبخ وتحضير الوجبات، وذلك بسبب العجز المسجّل في عدد العمال المكلّفين بالمطاعم المدرسية.
وتحولت المطاعم المدرسية عبر مختلف ولايات الوطن، إلى هياكل تضم مختلف العمال من كافة المجالات لتحضير وجبات التلاميذ، بالرغم من عدم حيازتهم على أية مؤهلات لشغل هذه المناصب على غرار الحراس وعمال النظافة وحتى الأساتذة والمديرين، الذين تحولوا إلى طباخين ومعاونين في المطبخ بعد نقص الناشطين في هذا المجال من الهياكل المعنية بها.
عمال النظافة.. إداريون ومنظفات لتحضير وجبات التلاميذ
في ولاية سكيكدة، لجأت العديد من البلديات إلى سد العجز المسجل في العمال على مستوى المطاعم المدرسية إلى أعوان النظافة الذين كانوا يشتغلون في الشوارع للتنظيف وتجنيدهم في طاولات المطاعم المدرسية، ومنهم من أصبح طاهيا، كما هو الحال في عديد بلديات، على غرار أولاد عطية والولجة بالبلوط وعين قشرة، إضافة إلى القل وبني زيد،
حيث قامت هذه البلديات بتحويل عشرات عمال النظافة إلى خدمة تلك المطاعم المدرسية، سواء لتوزيع الوجبات الباردة على التلاميذ أو التنظيف الداخلي للمطاعم ومخلفاتها، وهو ما حذّرت منه عدد من جمعيات أولياء التلاميذ، في حين بقيت عشرات المطاعم الأخرى مغلقة في وجه التلاميذ بكل من وادي الزهور وعين قشرة وبني ولبان وأم الطوب وحتى بالحروش، بسبب غياب التمويل والعمال.
في ولاية البيض، ارتأت أغلب المؤسسات التربوية الاعتماد على عمال النظافة للطبخ بأغلب المطاعم المدرسية بسبب العجز الكبير في اليد العاملة المتخصصة، أمام تماطل البلديات في تسييرها وتوفير عمال متخصصين في الطبخ، وذلك في الوقت الذي مازالت مطاعم المدارس لم تفتح أبوابها على مستوى أغلب المؤسسات التربوية.
كما شهدت مختلف المؤسسات التربوية في ورڤلة، نقصا كبيرا في عمال المطاعم، مما جعل الجهات المعنية تستنجد بعمال النظافة، وفي بعض الأحيان حتى عمال الإدارة والعمال المكلفين بالحراسة في سبيل تغطية العجز المسجل في هذا الشأن، على غرار ابتدائية «الغزالي» و«طارق بن زياد» و«الصفراني» بحي بوزيد وكذلك «علي النملي» وابتدائية حي «حجاج» و«الصحراء الغربية»، حيث يقومون منذ الصباح على قدم وساق في تحضير الوجبات، سواء كانت باردة أو ساخنة، ثم توزيعها على التلاميذ في آخر مرحلة.
كما استنجدت عدة بلديات في ولاية البويرة بحراس الليل وعمال النظافة وحتى معلمين، قصد إطعام التلاميذ في العديد من المدارس، التي خرجت من دائرة اهتمام المسؤولين المحليين ببعض المدارس، خاصة بعد غلق أزيد من 30 مطعما بعدة بلديات خلال الموسم الفارط لنقص التموين، في حين تشهد بعض المؤسسات التربوية بالمقاطعة الإدارية تڤرت عجزا ونقصا كبيرا في الطباخين بالمطاعم المدرسية، مما جعل البعض منها يلجأ إلى استغلال عمال النظافة وعمال الإدماج في العمل بهذه المطاعم، رغم عدم معرفتهم بالقوانين.
وتعاني بعض المطاعم المدرسية بمعسكر، من نقص كبير في اليد العاملة، حيث يتم تسيير المطاعم من طرف معلمين، في حين يتولى الحراس وعمال النظافة مهمة الطبخ وتحضير الوجبات وتوزيعها على التلاميذ، حيث راسلت مديرية التربية رؤساء البلديات المعنية، خاصة في دائرة غريس والمحمدية، لتخصيص طباخين مختصين، إلا أن مصالح البلدية تتحجج بعدم وجود مناصب شغل.
أساتذة ومديرون لتحضير الوجبات للتلاميذ والوجبات الباردة هي الحل!
في ولاية تبسة، تشهد العشرات من المطاعم المدرسية تأخر في انطلاق عمليات توزيع الأكل على التلاميذ، أين أكد مسؤول بمديرية التربية بالولاية لـ«النهار»، أن العملية تنطلق بداية شهر أكتوبر رسميا، في حين تبقى عشرات المطاعم المدرسية الأخرى تشكوا من انعدام اليد العاملة، منها الطباخين، من بينها ابتدائية بوخاتم بوبكر في عين الزرقاء الحدودية شرق تبسة،
أين أكد أحد الأساتذة لـ«النهار» بأنه يقوم بطهي الأكل وغسل الأواني رفقة رفقة مدير المدرسة، في حين تقدم ابتدائية أخرى في نفس المنطقة وجبات باردة لعدم توفر العمال بالمطبخ. وفي ولاية باتنة، أدى نقص العمال بالمطاعم المدرسية إلى تقديم الوجبات الباردة فقط في العديد منها، حيث يتم الاستنجاد بعمال قليلين يعملون في إطار الشبكة الاجتماعية وعقود ما قبل التشغيل وكذا حراس في إطار العمل بالعقود المفتوحة التابعة لمصالح البلدية، والذين غالبا ما يتم الاستنجاد بهم للعمل في المطاعم، إضافة إلى مهام الحراسة، وهو ما يحدث في الكثير من المؤسسات التربوية بباتنة.
عمال نظافة وحراس يرفضون الطبخ بسبب مخاطر التسممات وعواقبها
في حاسي مسعود، رفض العديد من عمال النظافة والحراس طهي الوجبات المدرسية على مستوى مختلف المطاعم المدرسية، بعد الاستنجاد بهم من طرف البلديات، مؤكدين أنهم معرضون إلى عدة مخاطر، مع عدم توفر الشروط المطلوبة في العمل داخل المطبخ، الأمر الذي يجعلهم غير محميين قانونا في حالة وقوع تسممات، كما أنه لا يوجد أي حل يلوح في الأفق لإنهاء مشكلة نقص عمال المطاعم المدرسية وقيام العديد منها بتوزيع وجبات باردة للتلاميذ، وتبقى 5 مطاعم مدرسية مغلقة من أصل 19 مطعما بسبب نقص العمال.
اعتبر ذلك تلاعبا بسلامة التلاميذ .. رئيس جمعية أولياء التلاميذ لـ«النهار»:
«البلديات توظف عمالا لاعلاقة لهم بالإطعام ولابد من وقف ذلك»
أكد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، علي بن زينة، أن العديد من البلديات تستنجد في كل مرة بعمال لا علاقة لهم بالطبخ من أجل تسيير المطاعم المدرسية، على غرار الحراس وعمال النظافة، في ظل غياب عمال مؤهلين لهذا المنصب.
وأوضح بن زينة، أن البلديات تستعين في كل مرة بعمال النظافة أو الحراس من أجل تحضير وجبات التلاميذ وتنظيم الأواني، بسبب انعدام العمال المختصين في هذا المجال، وذلك ما قد يعرض أرواح التلاميذ للخطر، حسبه.
كما أضاف بن زينة أن مصالحه قد طالبت وزارة الداخلية والجماعات المحلية بضرورة تكوين موظفين مؤهلين للعمل في مجال الطبخ والإطعام لتوظيفهم في المطاعم المدرسية، مقترحا تكوين التلاميذ الموجهين للحياة العملية في هذا المجال لتفادي بقائهم في الشارع، مع الحصول على يد مؤهلة للمطاعم المدرسية.
وأكد بن زينة أن طريقة تسيير هذه المطاعم في الوقت الحالي غير مبشرة وتبقى في يد عمال النظافة والحراس، الذين تعينهم البلديات لطهي وجبات التلاميذ من دون مراعاة المعايير الصحية لهذا العمل، خاصة وأن هؤلاء العمال غير مراقبين طبيا من طرف الطبيب المتخصص، إضافة إلى عدم مرور مصالح الطب المدرسي على هذه المطاعم للتأكد من احترام معايير الصحة فيها.
كما أكد بن زينة أن أكثر من 11 ألف مطعم مدرسي لا تزال مقفلة ولم تفتح أبوابها بعد، من أصل 15 ألف مطعم على المستوى الوطني، مشيرا إلى أنه من بين 4 آلاف مطعم المفتوحة الآن، فإن 2400 مطعم تقدم وجبات باردة عبارة عن قطع من الجبن والبيض المسلوق وقطعة خبز فقط، وهي وجبات لا تغني ولا تسمن من جوع.
العابد لعلى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الشلال
الاستعانة بالحراس والعمال المهنيين والشبكة الاجتماعية لتغطية العجز
أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الشلال، العابد لعلى، في اتصال هاتفي مع «النهار»، أن تسيير المطاعم المدرسية التي أوكلت مهمتها للبلديات، فرض الاستعانة بالحراس والعمال المهنيين لتدارك العجز الحاصل، في ظل غياب المناصب المالية، التي لو تم فتحها كان يمكن توظيف طباخين على مستوى كل ابتدائية للإشراف على المطعم وإعداد الوجبات لتلاميذ المدارس، غير أنه وفي ظل هذا الوضع، فقد أصبح لزاما اللجوء إلى الحراس والأعوان المهنيين وحتى عمال الشبكة الاجتماعية من أجل تسيير المطاعم، مؤكدا أن المدارس الابتدائية تابعة في تسييرها من حيث الحراس إلى البلديات، لذا فالأمر يعتبر عاديا طالما أن العجز مسجل والعمال هم تابعون للبلديات.
رئيس بلدية قنواع بسكيكدة لـ: النهار
«التقشف حال دون توظيف عمال جدد والاستعانة بعمال النظافة لتسيير المطاعم»
اعترف رئيس بلدية قنواع في سكيكدة، عمار كبير، بوجود نقص في اليد العاملة على مستوى المطاعم المدرسية، وأكد أن لجوء مصالحه إلى توظيف كل العمال المتعاقدين، خاصة الدين كانوا موجهين إلى النظافة والمحيط، أملته ظروف التقشف في الحصول على مناصب شغل جديدة ووقف التعاقد والإدماج، إلى جانب ضرورة تسيير تلك المطاعم، خاصة في القرى النائية التابعة للبلدية.
مجهولون يعتدون على حارس ابتدائية في طور الإنجاز بالمسيلة
تعرّض حارس ابتدائية في طور الإنجاز إلى اعتداء بالضرب من قبل شخصين، وهذا بحي 5 جويلية الشمالي في بلدية المسيلة. وحسب مصادر «النهار»، فإن شخصين قاما بمباغتة الحارس الذي كان مستلقيا على سريره، أين جثم أحدهما عليه، ليقوم الثاني بوضع قطعة من القماش في فمه لتكميمه ومنعه من الصراخ، فيما حاولا أيضا ربط يديه بسلك لشل حركته، إلا أن الضحية أبدى مقاومة شديدة، ولم يجد المعتديان فكرة غير الاعتداء عليه بالضرب تارة باليد وتارة بسلاح أبيض، مما تسبب في إصابته بكدمات على مستوى الوجه وأخرى مختلفة على مستوى مرفق اليد وغيرها.
وقد هم الجانيان بالفرار بسبب يقظة بعض المواطنين، الذي هبوا صوب مكان تواجد الضحية، ليقوم الحارس في وقت لاحق بترسيم شكوى لدى مصالح الأمن المختصة، التي فتحت تحقيقا في الحادثة لمعرفة هويتي مرتكبي الاعتداء وتوقيفهم.
تضامن بين الأولياء والتلاميذ تنديدا بالوضع السائد
مقاطعة للدراسة عبر العديد من ولايات الوطن بسبب انعدام الأمن وغياب الإطعام
عاشت المدارس الابتدائية في العديد من ولايات الوطن، أمس الأحد، على وقع احتجاجات شنها الأولياء والتلاميذ، على حد سواء، بسبب غياب الظروف الملائمة للدراسة، خاصة ما تعلق منها بالجانب الأمني والإطعام، الأمر الذي جعل التلاميذ يقاطعون الدراسة ويطالبون بتحسين الظروف.
ابتدائيات من دون ماء وتشكل خطرا على التلاميذ في جعونة ببومرداس
أقدم، أمس، أولياء التلاميذ على منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة بالمدرسة الابتدائية الواقعة في قرية جعونة ببلدية يسر في ولاية بومرداس، بسبب المشاكل التي تعانيه المدرسة من نقص في تسييج المدرسة، مما أدى إلى انعدام الأمن بها، إلى جانب عدم تزويد المدرسة بالماء والتدفئة وكذا وجبة الفطور.
وقال ممثل أولياء التلاميذ ممثلا في جمعية «النور» لقرية جعونة، حمدوش كمال، إن التلاميذ يدرسون في جو غير لائق من انعدام المراحيض والماء، الذي يستعمل في صهريج قديم جدا، ولم يتم توصيل المدرسة بالماء الشروب رغم أنه موجود، مشيرا أيضا إلى أن المدرسة غير مسيّجة بالكامل وأطفالهم معرضون لخطر السقوط والحيوانات المفترسة.
غلق مدرسة الخليفات في ديرة بالبويرة بسبب غياب الإطعام
قام، نهار أمس، أولياء تلاميذ مدرسة الخليفات التابعة لبلدية ديرة دائرة في سور الغزلان بغلقها، مانعين أبناءهم من دخولها وذلك للمطالبة بتوفير الإطعام لأبنائهم، خاصة وأن أغلبهم يقطن بعيدا عن المدرسة، مما أثر سلبا على صحتهم وظروف تمدرسهم.
الأولياء يغلقون متوسطة حي المجاهدين ببريكة في باتنة بسبب انعدام الأمن
قام، صباح أمس، العشرات من أولياء تلاميذ متوسطة «حي المجاهدين» بمدينة بريكة في باتنة، بغلق أبواب المتوسطة مانعين بذلك أبناءهم من الدخول إلى الأقسام ومزاولة الدراسة، احتجاجا منهم على الظروف غير الآمنة التي يتمدرس فيها التلاميذ، مع النقص الفادح في التأطير، حيث تفتقد المتوسطة إلى مساعدين تربويين ومراقب عام، مقابل تعداد قرابة 600 تلميذ وتلميذة،
وقال هؤلاء في لقاء جمعهم مع «النهار»، أمس، إن هذه الوضعية خلقت العديد من المشاكل والتجاوزات داخل تلك المؤسسة، والتي يكون ضحيتها التلاميذ والأساتذة على حد سواء، في ظل انعدام الأمن داخل وخارج المتوسطة، وأضاف المحتجون أنه على المديرة المعينة حديثا ضبط النظام داخل المؤسسة.
الأولياء يغلقون ابتدائية ريفية بسبب قلة المعلمين في أم البواقي
أقدم، أمس، أولياء التلاميذ المتمدرسين في ابتدائية بن شعلية بوزيد الواقعة بمشتة بوسعدة ببلدية البلالة في ولاية أم البواقي، على شن وقفة احتجاجية وغلق أبواب المؤسسة وإعادة أبنائهم من حيث أتوا، ومنعنهم بذلك من الدراسة تعبيرا منهم عند عدم رضاهم على الوضعية التي تمر بها المؤسسة في الظرف الحالي، خاصة من ناحية التأطير البيداغوجي، في ظل انعدام معلمي اللغة العربية، علاوة عن عدم وجود مسيّر لهذه المؤسسة الريفية بعد تحويل المدير السابق،
كما اشتكى الأولياء من الاكتظاظ بسبب اللجوء إلى الأقسام المركبة، أي إدماج السنة الأول والثانية معا في قسم والثالثة والرابعة، كما طالب المحتجون من الجهات المعنية بتوفير الكتاب المدرسي، هذه المشاكل وأخرى اضطرت الأولياء إلى غلق الابتدائية.
أولياء تلاميذ متوسطة يحتجون ويمنعون أبناءهم من الدراسة في الوادي
أقدم، أمس، أولياء تلاميذ متوسطة سلطاني بن إبراهيم في بلدية تندلة شمال ولاية الوادي، على منع أبنائهم من الالتحاق بالدراسة، والاحتجاج أمام مقر المؤسسة التربوية، بعد أن أصبح مصير أبنائهم في اكتساب حق التعلم مهدّدا بالزوال وزيادة نسبة التسرب المدرسي،
وحسب الأولياء المحتجين، فإن المؤسسة أصبحت تعاني من الاكتظاظ الكبير، إذ فاق عدد التلاميذ بها أزيد من 750 تلميذ، مما يجعلها في مصاف الجامعات بدل المؤسسات التربوية.
300 تلميذ يغلقون ثانوية مصطفى بن بوالعيد في المعاضيد بالمسيلة
قام، أمس، أزيد من 300 تلميذ بين ذكور وإناث وفي مختلف المستويات، بالغلق والتجمهر أمام ثانوية مصطفى بن بوالعيد ببلدية المعاضيد في المسيلة، على خلفية الصراع الذي تعيشه المؤسسة بداية من الموسم الدراسي المنصرم ونهايته، لاسيما مع مشكل عدم السماح للتلاميذ المفصولين لعدم دراسة طلباتهم، إلى جانب الضغط على المدير -حسب مصادر محلية ومن بيت المؤسسة- من قبل بعض الأساتذة الذين لهم حسابات قديمة مع أقارب ومعارف بعض التلاميذ، بعدم السماح لهم بإعادة السنة.
حبيبة.م/المراسلون