“الفــايسبـوكيون” يتنصّلون مــن بــن فليس ويخــتـارون الإستــقــرار

«من لا يحسن التعامل مع الأنترنت، هو أمي هذا العصر، أنتم يا شباب الفايسبوك والتوتير من سيفتح لي الباب نحو قصر المرادية»… هي العبارة الشائعة التي طبعت كل الخطابات والاجتماعات التي دأب عليها المترشح «المنهزم» علي بن فليس، قبل وأثناء تنشطيه لحملته الانتخابية طمعا في منصب رئيس الجمهورية، لكن هذا الأخير تعرّض لضربة موجعة من طرف شباب «الفايسبوك والتويتر» في ساعة الحسم، لأن من عوّل عليهم لفتح الباب له، هم من أغلقوه في وجهه باسم الاستقرار والوعي والمواطنة الحقة .علي بن فليس الذي دخل سباق الرئاسيات التي انهزم فيها بالضربة القاضية، وفوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالأغلبية الساحقة، باشر بإطلاق صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» لاستمالة الشباب، حيث أكد أن صفحته فضاء يلتقي فيه أنصاره والمؤيدون له في الجزائر وفي دول المهجر، معتبرا إياها القناة المثلى لإعلام الجزائريين والجزائريات الذين يريدون تعميق معارفهم بمشروع التجديد الوطني الذي حلم به.لكن بن فليس وعلى الرغم من أن الفايسبوكيين فاق عددهم الـ365 ألف شاب على صفحته، إلا أنهم أداروا ظهورهم له وفضلوا منح أصواتهم للرئيس بوتفليقة، بدافع المواطنة والدفاع عن استقرار الجزائر وأمنها، وهي وقفة «الرجل الواحد» التي أكدت لصاحب مشروع التجديد الوطني أنه حان الوقت ليستفيق من عالمه الافتراضي. ففي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الممارسة السياسية، التقى مرشح للرئاسات، مع الشباب الناشط في شبكات التواصل الاجتماعي، غير أن بن فليس نسي أن مثل هاته الخطوة أقدم عليها قبله زعماء في العالم، غير أنهم تعرضوا لقطع الرؤوس، لأن مواقع التواصل الاجتماعي لا تخضع لأية ضوابط قانونية ولا مهنية على عكس وسائل الإعلام.
الفايسبوكيون: بن فليس دعانا إلى الشارع .. وأبناؤه في لندن
يكفي أن تفتح واحدة من صفحات الفايسبوك التي تستقطب عددا كبيرا من الفايسبوكيين، لتعرف وتتأكد أن شباب الجزائر واع ولا ينساق وراء دعاة الفتنة، والدليل على ذلك بعض المنشورات التي تضمنتها بعض الصفحات، حيث تم نشر صورة حملت صورة بن فليس إلى جانب صورة أخرى لبعض الشباب يتوسّطهم برنار هنري ليفي، حاملين العلم الجديد لليبيا، وتم التعليق على الصورة بالبنط العريض وباللون الأحمر، «لقاء أنصار بن فليس مع الصهيوني برنار هنري ليفي بالمغرب، ابحثوا عمن يكون برنار ليفي وستعلمون إلى أين يريدون إيصال البلاد.وفي صورة أخرى، تم رسم علي بن فليس في أحد تجمعاته الشعبية يقول للحضور، «اخرجوا إلى الشارع ثوروا واعتصموا»، وفي أسفل الصورة تم الإعلان عن النتيجة من خلال رسم أربعة شبان مكبّلين ومكتوب أماهم عبارة، «أولادنا وأخواتنا بين مقتول ومسجون»، تقابلها صورة لبن فليس بمعية ابنه يحمل «بالونا» بالقرب من منزل جميل، وكتب بالقرب منهما «وهو في لندن مع أبنائه.