إعــــلانات

القصــّــة الكاملـــة لهـــروب بـــن علــــــي‬

القصــّــة الكاملـــة لهـــروب بـــن علــــــي‬

 صحيفـــة مالطيـــة تشيـــر إلـــى مســـاع للسفيـــر الفرنســــي لاستقبـــال بـــن علـــي فـــي مالطـــا

بعد الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة، كانت برقيات وكالة الأنباء الفرنسية وأخبار الفضائيات حول تطورات الوضع في تونس ومصير الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، تتهاطل بشكل غير مسبوق، وكان من بين ما تناولته تلك البرقيات والأخبار، الوجهة التي سلكها بن علي والطريقة التي فر بها من مخالب الشعب التونسي الغاضب.

في بداية الأمر، جرى الترويج لـحكايةالهروب عبر طائرة رئاسية، وكانت مصادر فرنسية وراء تسويق تلك الدعاية، قبل أن يتبين بعد الساعة الثامنة ليلا، أن بن علي فر من تونس على متن طائرة هليكوبتر أقلته نحو وجهة غير معروفة، وهو ما نقلتهالنهارفي عددها الصادر أمس.

كما جرى التكتم بشكل مريب عن الوجهة التي سلكها الرئيس الهارب، حيث قيل في بداية الأمر أن بن علي اتجه على متن طائرته نحو الشمال، في عبارة مطاطية، لم تفرق بين مالطا، إيطاليا وفرنسا، غير أن قناة العربية المملوكة للعائلة الحاكمة في السعودية قالت إن القذافي ساعد بن علي في الفرار إلى خارج تونس، وتحديدا إلى مالطا.بعد ذلك بدقائق، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصدر مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن هذه الأخيرة ليست على علم بوصول بن علي إلى فرنسا، وتطورت لغة الإيحاءات والإشارات من جانب وسائل الإعلام الفرنسية فيما بعد، حيث قالت صحيفةلوموندعلى موقعها الإلكتروني، إن طائرة قادمة من تونس حطت في مطاربورجيهحوالي الساعة السابعة والنصف ليلا، مضيفة أن بنت وحفيدة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كانتا على متنها.وقالت نفس الصحيفة إن طائرة ثانية وصلت فارغة إلى الأجواء الفرنسية، غير أن السلطات الفرنسية طلبت منها عدم الهبوط في التراب الفرنسي، فيما كانت طائرة ثالثة متجهة نحو أجواء فرنسا وتحديدا نحو أحد مطارات باريس، دون تحديد هويات من كانوا على متنها.وأضافتلوموندنقلا عن مصادر لم تسمها بالقول إنه في أعلى الهرم السلطة الفرنسية تسري أمنيات عدم مجيء بن علي إلى فرنسا. بعد دقائق، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن باريس تنفي تلقيها أي طلب بلجوء بن علي إلى أراضيها، قبل أن يتحول النفي إلى رفض، حيث ورد أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض استقبال بن علي على الأراضي الفرنسية. وبخلاف ذلك، قالت قناةتي أف ١الفرنسية إن الرئيس التونسي بن علي منتظر وصوله مساء الجمعة إلى باريس، نقلا عن مصادر في الشرطة الفرنسية.

أسرار الإتصالات الهاتفية

يوم الخميس الماضي، وبالتحديد في المساء بعدما ألقى بن علي خطابه الثالث والأخير للتونسيين، تلقى هذا الأخير اتصالا من الرئيس الليبي امعمر القذافي. وتمحورت المحادثات التي جرت بين الرجلين بشكل خاص حول الوضع المتفجر في تونس، أين استغل القذافي المناسبة ووجه نصائح لنظيره التونسي، تصب في اتجاه منع انفلات الأمور. وكان الهدف الأساسي من اتصال القذافي بالرئيس التونسي هو منع امتداد رقعة الاحتجاجات الشعبية نحو الأراضي الليبية، حيث يكفي التذكير بأن السلطات الليبية لجأت مباشرة بعد اندلاع أحداث الثورة الشعبية في تونس، إلى خفض أسعار المواد الاستهلاكية في الأسواق الليبية.وكان من جملة ما قاله القذافي لبن علي، هو أن نصحه بمغادرة تونس، إذا ما استمرت الأوضاع على حالها، خصوصا وأن الخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي قبل دقائق لشعبه، كان هو الثالث من نوعه في ظرف شهر فقط، دون استجابة أو تغيير في أوضاع الشارع المتفجر.هذه الحقائق لم تنفها وكالة الأنباء الليبية أو تكذبها، بل إنها نشرت برقية تؤكد فيها اتصال القذافي ببن علي عشية الجمعة.

وفي برقية أخرى لنفس الوكالة، نشرتها أمس السبت، ورد أن بن علي أجرى اتصالا بالقذافي من مقر إقامته في السعودية، فيما قالت مصادر لدى تناولها الخبر أن الرئيس التونسي الهارب أراد توجيه شكر خاص للقذافي على مساعدته فيمحنته”.غير أنه لافتا أن برقية وكالة الأنباء الرسمية لليبيا، أشارت إلى بن علي باستعمال عبارةالرئيس، وهو ما بدا أنه مقصود، خصوصا وأن ليبيا لم تبد طيلة يوم أمس أي رد فعل تجاه الأحداث في تونس من خلال الاعتراف بالسلطة الجديدة أو حتى بالدعوة إلى إحلال الأمن وإقامة انتخابات للعودة إلى العمل بالدستور في البلاد.

 حسني مبارك على الخط

من جهته، دخل الرئيس المصري حسني مبارك على الخط، حيث قام أمس بإجراء اتصال هاتفي بنظيره الليبي امعمر القذافي. وإن لم تكشف وسائل الإعلام الرسمية في مصر عن هذا الاتصال، إلا أن وكالة الأنباء الليبية اكتفت بالقول أنها تتناول الوضع في تونس، دون تقديم مزيد من التوضيحات.بالمقابل، أحدثت الأنباء التي تحدثت عن هروب بن علي تجاه الأتراضي المالطية التي لا تبعد كثيرا عن السواحل الشرقية لتونس، ردود أفعال سريعة من جانب مسؤولين ووسائل إعلام مالطية، حيث سرعان ما نفى مسؤولون في الجزيرة الصغيرة استقبال الرئيس التونسي الفار.تقول صحيفةذي انديبندنتالمالطية، في نسختها الورقية أمس، إن إشاعات راجت ليلة الجمعة حول تواجد بن علي في قصر بمالطا يسمى سان أنطون، وهو مقر الإقامة الرئاسية، قبل أن يتبين أن كل ذلك مجرد أنباء كاذبة، قبل أن تضيف الصحيفة في نفس الموضوع القول بأن طائرة كان على متنها زين العابدين بن علي قد طلبت بالفعل الهبوط على الأراضي المالطية، مضيفة أن قائد الطائرة أجرى اتصالا ببرج مراقبة في مطار مالطي طالبا السماح له بالهبوط على أرضية المطار.

وقالت الصحيفة أيضا أنه في حدود الساعة السابعة و56 دقيقة مساء تلقى صحافي مكالمة من الناطق باسم مكتب الوزير الأول المالطي نفى بشكل قاطع تواجد الرئيس التونسي في مالطا. بعد ذلك، وتحديدا على الساعة الثامنة و18 دقيقة مساء أعلنت وزارة الاتصال عن أن الحكومة المالطية لم تطلب استقبال بن علي، لكن نفس الصحيفة كشفت نقلا عن مصادر مشاهدة السفير الفرنسي في مالطا يغادر لقاء رسميافي حالة قلق، مشيرة إلى وجود اتصالات فرنسية بالحكومة المالطية للقبول باستقبال بن علي على أراضيها.وقال مسؤول آخر في مالطا، وهو الناطق باسم وزارة الخارجية المالطية أن قائد الطائرة التي كانت تقل بن علي طلب من السلطات المالطية عبور أجواء مالطا الجوية، مضيفا أن حكومة مالطا قابلت الطلب بالإيجاب، غير أنه تحفظ عن الكشف عن وجهة الطائرة.

وقالت نفس الصحيفة إنه من المستبعد أن يلجأ بن علي وعائلته للأراضي المالطية، لسبب بسيط، وهو أن أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، سهى عرفات، تقيم هناك بعد طردها من تونس وتجريدها من ممتلكاتها، إثر خلافنسويمع زوجة الرئيس التونسي لأسباب تافهة.

في تلك الأثناء، كانت وسائل إعلام عالمية تروج ما مفاده أن طائرة بن علي متجهة نحو الأراضي الإيطالية، غير أن  مصادر مسؤولة من إيطاليا سرعان ما نفت الشائعة، حتى بدا وكأن الرئيس التونسي تحول من مضرب المثل للدول الغربية في الانفتاح إلىضبع مصاب بالجربيخاف الجميع الاقتراب منه.وتقول صحيفةتايمز أوف مالطاأن طائرة حطت ليلة الجمعة في مطار كاغلياري بجزيرة سردينيا للتزود بالوقود، وسط إشاعات عن تواجد بن علي من بين المسافرين قبل أن يتبين أن تلك الأنباء عارية من الصحة.

رابط دائم : https://nhar.tv/aMTRM
إعــــلانات
إعــــلانات