إعــــلانات

القضية تأخذ أبعادا سياسية وإعلامية قسنطينة: ماسياس.. والماضي المثير

القضية تأخذ أبعادا سياسية وإعلامية قسنطينة: ماسياس.. والماضي المثير

مرة أخرى تعود قضية زيارة المغني الفرنسي اليهودي “أنريكو ماسياس” إلى الجزائر لتسيل حبر الصحافة

ويبدو أن الأخير يرغب في أن تطأ قدماه مدينة أحلامه قسنطينة رفقة الرئيس الفرنسي بصفة رسمية مسؤولا عن ملف حوار الثقافات كما يروج له في الزيارة التي يزمع القيام بها للجزائر في بداية ديسمبر المقبل” وفي الواقع، فإن هذا الأسلوب الذكي الذي اهتدى إليه ساركوزي لتحقيق رغبة صديقه “إذا صحت الأنباء” من شأنه أن يكمم أفواه الكثيرين من معارضي الزيارة ـ في سياقها السابق ـ من أقطاب التيار الوطني والإسلامي الذي يرى فيها نوعا من التطبيع الثقافي غير المباشر قد يضع مواقف الجزائر الثابتة بهذا الشأن على المحك، خاصة وأن الدول العربية التي انتهت إلى التطبيع السياسي مع إسرائيل مرت حتما بمرحلة كهذه” وبغض النظر عن الأبعاد السياسية للزيارة ومباركة أولئك أو معارضة هؤلاء، فإنه ينبغي على أنريكو ماسياس الذي استطاع أن يكسب ود الفئة الأولى من الذين يؤمنون بالأبعاد الإنسانية لمسعاه، خاصة بعد ذرفه الدموع علنا حنينا لطفولته في أزقة قسنطينة، عليه بالمقابل أن يقنع الرافضين للزيارة وهم كثر بفصله في العديد من المسائل التي جعل منها هؤلاء أسبابا كافية لرفضهم” فعلى أنريكو ماسياس أن يفصل أولا ونهائيا في مسألة ولائه، وهو الذي قال بصريح العبارة في رده عن سؤال على القناة الفرنسية الثانية حول ما تمثله الجزائر وفرنسا بالنسبة إليه “إنه يعتبر فرنسا وطنه الأبدي” و”أما الجزائر وقسنطينة بخاصة فهي ذلك الزخم من الذكريات والوله بثقافة وتقاليد ورثتها عن أجدادي”” كما ينبغي على ماسياس من جهة ثانية أن يصالح عائلته مع القسنطينيين من خلال اعتذار علني على الأقل فيما يتصل بتاريخ بعض أفرادها الأسود إبان الثورة التحريرية، ولعل أبرزهم في ذلك صهره الموسيقار “ريموند” الذي اقتصت منه جبهة التحرير بعد رحيل الاستعمار الفرنسي نظير عمالته ووشايته بأفرادها، وبعضهم سقطوا شهداء في رحبة الصوف وغيرها” كما يتوجب على المغني الذي يرفع لواء الثقافة والإنسانية أن يفسر طبيعة علاقاته الوثيقة ببعض وجوه الحركة الصهيونية في إسرائيل وفرنسا وأن يبرر مشاركته في مقدمة مسيرة نظمتها هذه الحركة في باريس في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ضد الفلسطينيين وتأييدا لشارون قبل أن تجف دماء ضحاياه في صبرا و شاتيلا” فإلى حين يتمكن أنريكو ماسياس من الفصل في هذه المسائل الثلاث، حينها فقط يمكن أن تميل كفة الميزان لصالح المباركين عل حساب الرافضين ويحقق زيارته الحلم”

رابط دائم : https://nhar.tv/MhxBX
إعــــلانات
إعــــلانات