إعــــلانات

المازوت بـ150 دينار للتر الواحد في تمنراست

المازوت بـ150 دينار للتر الواحد في تمنراست

^ خزانات الفلاحين المآل الوحيد لأصحاب سيارات الأجرة وحافلات النقل الجماعي

عزلت الأزمة التي تعيشها دائرة عين صالح معظم المدن الجنوبية عن باقي ولايات الوطن، وأعادتها إلى العصور البدائية بتعطيل كل وسائل النقل البرية، بسبب أزمة الوقود الخانقة التي تعيشها هذه الأخيرة، حيث بلغ سعر اللتر الواحد من البنزين في السوق السوداء بتمراست 200 دينار و150 دينار للمازوت، وذلك منذ أيام، مما أجبر أصحاب الحافلات وسيارات الأجرة على إلغاء كل رحلاتهم من وإلى ولايات ومدن أقصى الجنوب بصفة عامة وعين صالح بصفة خاصة .ووصلت أسعار مادة الوقود بأقصى الجنوب إلى أسعار خيالية لدى «الحلابة» أو السماسرة وأصحاب الشاحنات الذين استغلوا هذه الفرصة لملئ خزاناتهم وإعادة بيعها، حيث تعيش معظم الولايات والمدن الواقعة بأقصى الجنوب عزلة تامة فرضتها محطات الوقود التي تحولت إلى مزار يومي لأصحاب المركبات بشتى أنواعها، مخلفة طوابير لا متناهية بكل المحطات، ينتظرون كل يوم وصول شاحنات توزيع الوقود التي مر عليها حسب عمال المحطات قرابة الأسبوع، ولم تزوّدهم ولو بقطرة من الوقود سواء من البنزين أو المازوت.وعلمت “النهار” من مصادر أمنية مطلعة، أن هذه الفرصة تم استغلالها من قبل بعض السماسرة الذين راحوا يخزنون الوقود في خزانات تحت الأرض، وهي التي كانت تستغل للتهريب خارج الوطن، غير أنهم وأمام الأزمة الخانقة التي ضربت المنطقة، فقد أصبحوا يسوقون ما احتكروه داخل الوطن لأصحاب المركبات الذين هم في حاجة ماسة للوقود، وشرائها مهما كانت أسعارها. وأكد عمال محطات الوقود بتمراست في حديث لـ “النهار” ، أن أصحاب الشاحنات والحافلات والسيارات يأتون يوميا عند بزوغ الفجر ومنهم من يبيت داخل المحطة في انتظار الفرج، خاصة وأن الأزمة سببها ما يحدث بعين صالح من احتجاجات وغلق للطرق الوطنية التي تمر عبرها، ما يمنع الوصول إلى تمنراست وغيرها من مدن أقصى الجنوب، مشيرين إلى وجود سماسرة من حين لآخر يعرضون الوقود خارج المحطة بعيدا عن مصالح الأمن بأسعار تصل إلى 200 دينار للتر الواحد.واقتربت «النهار» خلال الاستطلاع الذي قامت به مع أصحاب الشاحنات ومركبات الوزن الخفيف وحافلات النقل الجماعي في الطوابير على مستوى محطات الوقود بولاية تمنراست، حيث أكدوا بأن أزمة الوقود التي تعيشها الولاية ليست وليدة اليوم أو هذا الأسبوع، لكنها مستمرة منذ شهر، إذ وصلت هذه الحمى في البداية إلى الولايات الشمالية، غير أنه تم تداركها دون الالتفات لما يحدث في الجنوب، حسبهم، وإيجاد حلول لتفادي تأثير أي أزمة على التزود بالوقود في المدن الجنوبية.وحبست الأزمة الخانقة التي تعيشها ولاية تمنراست والمدن المجاورة لها، كل سكان وزوار هذه المدن، حيث عجزت بعثة «النهار» عن التنقل إلى عين صالح بسبب انعدام الوقود، خاصة أن أقل مسافة بين مدينة وأخرى بالجنوب قد تصل إلى 500 كيلومتر.وعطّلت هذه الأزمة مصالح سكان الجنوب الذين عبّروا عن استيائهم من هذه الحالة التي آلوا إليها، حتى أن بعض الناقلين وأصحاب سيارات الأجرة لجأوا إلى الفلاحين الذين يدخرون وقودا لتشغيل محركات آلاتهم، وذلك حسب ما كشف عنه صاحب حافلة تقدمت منه بعثة «النهار» من أجل التنقل إلى مدينة عين صالح.                      

    

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/vQgFP