المخابرات المغربية تتجسّس على الوزراء زرهوني وڤرين وحجار!

جنّدت ضابطا في الشرطة الفرنسية لترصّد تحركاتهم خلال زياراتهم إلى باريس
الصحافي الفرنسي صاحب التحقيق في «ليبيراسيون» لـلنهار: «الضابط الفرنسي كان يزوّد المغاربة بتنقلات الوزراء الجزائريين والأماكن التي زاروها»
المحققون الفرنسيون عثروا على بيانات سرية صادرة من سفارة الجزائر بباريس في منزل جاسوس مغربي
قادت تحقيقات السلطات الأمنية الفرنسية حول شرطي فرنسي مشتبه بالتخابر مع مصالح الأمن المغربية، إلى اكتشاف تورطه في التجسّس على مسؤولين جزائريين رفيعي المستوى ومنح كل المعلومات الخاصة بتحركاتهم في فرنسا للمخابرات المغربية.
فجرت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، أمس، فضيحة مدوية، عندما كشفت عن قيام ضابط في الشرطة الفرنسية بالتجسس لفائدة المخابرات المغربية، مقابل تحصّله على رحلات سياحية مدفوعة التكاليف إلى كل من المغرب وأنغولا.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية عبر تحقيق أجراه اثنان من خيرة صحافييها المختصين في الشأن الأمني، أن ضابط الشرطة الفرنسية واسمه «شارل.د» زوّد المخابرات المغربية بأسماء وهويات عدد من المصنفين ضمن دائرة الخطر، أو ما يعرف في فرنسا باسم بطاقية S، الخاصة بالأشخاص المشتبه فيهم في قضايا إرهاب، والموضوعين تحت الرقابة الأمنية الدائمة، كما قالت الصحيفة إن من بين المعلومات السرية التي تحصلت عليها المخابرات المغربية عبر الضابط الفرنسي العامل بشرطة الحدود في مطار أورلي، هي أسماء مسؤولين جزائريين كبار وتحركاتهم داخل التراب الفرنسي خلال زياراتهم لها.
ولم تذكر الصحيفة أسماء المسؤولين، غير أن النهار تمكنت من التواصل مع الصحافي الفرنسي المختص في الشأن الأمني «ويلي لودوفان»، الذي شارك في التحقيق الذي نشرته «ليبيراسيون»، حيث كشف الأخير عن أسماء ثلاثة وزراء سابقين وحاليين كانوا محل تجسس من طرف المخابرات المغربية. وأوضح «ويلي لودوفان» أن وزير الداخلية الأسبق نور الدين يزيد زرهوني ووزير الاتصال السابق حميد ڤرين والوزير الحالي للتعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، من بين أسماء المسؤولين الجزائريين الذين كانوا محل اهتمام المخابرات المغربية، حيث تحصل المغاربة على معلومات وبيانات سرية تخص تفاصيل عن سفر الوزراء الجزائريين ومواقع تنقلاتهم والفنادق التي أقاموا فيها بباريس. وأضاف الصحافي الفرنسي بأن المحققين الفرنسيين توصلوا إلى كشف أسماء أخرى لعدد من الشخصيات والمسؤولين في القطاع الخاص، الذين وقعوا ضحية تجسس الضابط الفرنسي لصالح المخابرات المغربية، ويتعلق الأمر بكل من جون ديغري ومراد إيشي، وكذا حمزة عدادي، ليضيف المتحدث أن هذا الأخير هو إطار بشركة «نيسان الجزائر». تفاصيل القضية حسبما ذكرته الصحيفة الفرنسية على صدر صفحتها الأولى تعود إلى ما قبل شهر جوان الفارط، أين تم توقيف ضابط الشرطة، وبدأت التحريات الأولى على أساس تقديمه لمعلومات للمغرب عن مواطنين مغاربة مشتبه بانتمائهم لجماعات إرهابية، إلى جانب المصنفين في قوائم «أس»، غير أن التحقيقات أظهرت أن العلاقة بين ضابط الشرطة والمخابرات المغربية تعدت ذلك؛ فمقابل رحلات مجانية إلى المغرب، قدم نقيب الشرطة شارل تفاصيل عن سفر وزراء جزائريين، حيث عثر المحققون في منزل مشتبه فيه يعمل بشركة خاصة بمطار أورلي، وهو فرنسي من أصل مغربي يدعى «إدريس أفري»، تمكن من تجنيد ضابط الشرطة لصالحه، على وثيقتين صادرتين من السفارة الجزائرية في باريس، وتخصان تحركات وأنشطة وزراء جزائريين خلال سفرياتهم إلى باريس. وذكرت «ليبيراسيون» بأن الأجهزة الأمنية الفرنسية تحركت بناءً على شكوى من مجهول وتمكنت من توقيف «إدريس أفري»، وهو صاحب شركة أمنية خاصة تعمل بمطار أورلي، تبين أنه كان الوسيط بين الشرطي الفرنسي والمخابرات المغربية، كما حجزت عند تفتيش منزله على وثائق صادرة من السفارة الجزائرية بباريس، كانت بحوزته والتي تحصل عليها من ضابط الشرطة الفرنسي.