إعــــلانات

المطربة لطيفة بن عكوش في زيارة خاصة لـ”النهار”:”يا حسراه على أعراس السطوح والصحاين مع فضيلة دزيرية ومريم فكاي في القصبة”

المطربة لطيفة بن عكوش في زيارة خاصة لـ”النهار”:”يا حسراه على أعراس السطوح والصحاين مع فضيلة دزيرية ومريم فكاي في القصبة”

“رجعتوني لأيام كان الفن والفنان فيها بقيمته.. فنانو اليوم لا علاقة لهم بالفن، فهم بزناسية”

بدأت الفن منذ 31 سنة، كانت من بين أصغر الفنانات اللواتي كون فرقة نسائية في السبعينات. معروفة بطابعها العاصمي، محبوبة ومطلوبة من طرف أكبر العائلات في الجزائر. تحيي الكثير من الأعراس وحفلات خاصة للعائلات داخل وخارج الوطن. المطربة لطيفة بن عكوش زارت مقر الجريدة وكانت لنا معها هذه الجلسة الساخنة.

*النهار: ظهورك في الساحة الفنية قليل جدا، هل هذا مقصود أم أنت مهمشة؟

لطيفة: لا أبحث عن الظهور الكثير دون فائدة مثلما تفعل فنانات اليوم. الكل يبحث عن الشهرة بأي طريقة وتقديم أغاني هابطة، والمصيبة الأكبر هي أن الجمهور أصبح يستهلك كل ما يقدم له، ربما يرجع ذلك إلى انعدام وجود إنتاج جيد على الساحة الفنية. لماذا أظهر في وقت أصبح فيه الفن يقال عنه “لا حاش الفن”. إن الفنانين الموجودين في الساحة الفنية حاليا شوهوا الفن وجعلوا الناس ينظرون إلينا نظرة غير سوية، لأن الفنانين أصبحوا في الوقت الحالي تجار وبزناسية أكثر منهم شيء آخر.

* كل المطربين الكبار الذين استضافتهم “النهار” اشتكوا من الوضعية التي آلت إليها الساحة الفنية، ما هو دوركم أنتم القدامى في الحفاظ على قيمة الفنان؟

**: لا دخل لي في ما يحصل الآن لأنني لو تكلمت يلومني الكل ويتهمونني بالتكبر والتعالي على الأخرين. عندي أعراسي والعائلات التي تعودت العمل معها، تعرفني وأعرفها، الكل يقدرني ويحترمني، وهذا ما أطلب. أما الدفاع على الفنانين فلا أقوم به لأنهم هم من حطوا من قيمتهم. مع من تتكلمين معظمهم بزناسية وتجار، كل من هب ودب “يحفظ كلمة يسجل أشرطة ويصبح مطرب”، على الأقل لو يحفظوا الأغنية بكلماتها الصحيحة.. الحقيقة أني أندهش عندما أستمع للأغاني التي أعادها بعض المطربين اليوم للهاشمي ڤروابي أو الزاهي أو سلوى، معظم الكلمات يؤدوها خاطئة، ولا أدري ماذا يفعل المسؤولون في الديوان الوطني لحقوق التأليف.

* إذن لهذا السبب المطربة لطيفة توقفت عن تسجيل الأشرطة؟

** لا أبدا، لمن أسجل؟ المنتجون يقولون إن الأشرطة لا تباع والناس لا تشتري ويجب علينا أن نهدي الألبوم، الذي دفعنا فيه أموال كثيرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى فاغلب المنتجين لا يدفعون لنا أي سنتيم. لذلك اخترت الأعراس التي اعتبرها مصدر رزقي وأمتع الناس والحمد لله.

* الكل أصبح يفضل الأعراس لأنها تدر أموال كثيرة، على المشاركة في المهرجانات والحفلات، ولهذا السبب الجمهور يشتكى من ارتفاع تكاليف إحياء الأعراس؟

** هذا الكلام لا يخصني لأنني لا أعمل مثل هؤلاء الذين بدأوا بالأمس وأصبحوا يطلبون الملايين دون أي حرج. الجمهور من حقه أن يشتكي لأن بعض أشباه المطربين شوهوا نظرة المجتمع إلينا. لو لاحظتم معظم مطربي الأعراس يشتكون هذه السنة من نقص العمل لأن السعر مرتفع جدا. أنا مثلا لم أتعد بعد مبلغ ستة ملايين بما فيهم أجرة الأجهزة والفرقة والنقل والإقامة وهذا بطبيعة الحال إذا كانا خارج العاصمة.

* ماذا تربحين إذن إذا كنت أنت التي تدفعين كل هذه التكاليف؟

** لا، النقل على حساب أصحاب الفرح. أما بالنسبة لأعراس الخارج فإن لدي في فرنسا فرقة. لذلك فأنا لا احتاج لنقل الفرقة من الجزائر، وأود أن أضيف أن الكل يعتقد أننا نلعب بالملايين، وهذا غير صحيح لأن المبلغ الذي اتقضاه أتقاسمه مع الفرقة.

*العائلات اليوم أصبحت تطلب فرق نسوية أكثر، هل هذا ما تسبب في نقص العمل عند البعض؟

** أنا شخصيا واجهت هذا المشكل كثيرا، وأصارحك الأمر لقد سبب لي العديد من المشاكل مع أصحاب العرس، وأعتبره أحد الأسباب التي أدت إلى نقص في النشاطات مقارنة بالسنوات الماضية، لأن بعض العائلات أصبحت اليوم تتعامل مع الفرق النسوية تجنبا لأي إحراج مع مطربة تكون لديها فرقة مكونة من رجال ونساء.

* ما هو الفرق بين أعراس زمان وأعراس اليوم؟

**والله بكيتيني ياحسراه على أعراس القصبة وسط الصحاين وفي السطوح. زمان عندما تذهبين لإحياء عرس تشعرين بالدفء العائلي، لكن اليوم وكأنك ذاهبة لمكتب أو شركة تقومين بعملك فقط . القعدات زمان “حلوة” وحتى الحلويات كانت رائعة مثل التشاراك والبقلاوة والعرايش ومقروط اللوز.. الآن البدع لحقت حتى بالحلويات.”وين راهم قعدات فضيلة دزيرية ومريم فكاي والعنقى و… في القصبة، الدربوكة والسهرات”.. ضف إلى ذك كان لباس زمان تقليدي وخاص بالأعراس، الآن هناك بعض السيدات بمجرد خروجهم من عملهم يحضرن العرس بنفس اللباس.

*: رغم حبك الكبير للفن، إلا أننا شاهدناك في فيلم واحد فقط، هل هذا تقصير منك أم المخرجين لم يتصلوا بك؟

** كانت لي مشاركة واحدة مع المطربة والممثلة بيونة في فيلم “مدام عصمان”، كانت تجربة رائعة ولو اقترحوا علي أدوار أخرى مناسبة لقبلتها. أحب التمثيل كثيرا وأنا أرحب بكل الأعمال المناسبة.

* عادة ما يحترف الأبناء مهنة الآباء، لكن يبدو أن بنتيك لم تحترف أي منهما الغناء أو التمثيل، هل رفضت دخولهما الفن؟

** بناتي غير مولعات باحتراف مهنة الغناء أو التمثيل فهما بعيدات كل البعد عن هذا الميدان، وأنا لم أمنعهما، لو أرادت أحدهما ذلك لرحبت لأنني اعتبر الفن مدرسة للتربية واحترام الغير وأنا مقتنعة جدا بما أقول. والذي يقول العكس لا علاقة له بالفن، وأريد ان أقول كذلك أن من يعتبرون الفن مهنة ويعملون من أجل المادة، ليسوا بفنانين.. الفن ليس تجارة وأنا ضد هذا الكلام.

* ربما تقولين هذا الكلام لأن لكي مدخول من حرفة أخرى؟

** أبدا، ولو كنت تتحدثين عن الحلاقة، فإن هذه المهنة بدأتها قبل أن أتوجه إلى الغناء وأعيد أنني لا أغني من أجل المادة.. صحيح انني أتقاضى أجرا عن الحفلة التي أحييها لأنني بطبيعة الحال أبذل مجهودا، لكني أعرف جيدا أنني أقدم فنا أصيلا أمتع به الناس، والأجرة التي أتقاضها أتقاسمها مع الفرقة.

* أكيد تريدين قول شيء قبل إنهاء هذا الحوار الساخن جدا؟

** أقول إن الساحة الفنية في الجزائر تموت موتا بطيئا وسيأتي اليوم ولا نجد إلا التجار في الميدان الفني.. الله يسامح كل واحد.

رابط دائم : https://nhar.tv/pxUpI
إعــــلانات
إعــــلانات