“النهار” تجس نبض الشارع الجزائري على خلفية إصدار قرار الضريبة على السيارات الجديدة

الجزائريون “الزوالية” قد يحرمون من امتلاك سيارة إلى الأبد
إذا كان المتعاملون التجاريون لسوق السيارات في الجزائر متخوفين من كساد وتراجع تجارتهم، فالمواطنون متخوفون من اضمحلال حلمهم في الحصول على سيارة يتنقلون عليها ويقضون بواسطتها حاجياتهم، في الوقت الذي باتت فيه هذه الوسيلة أكثر من ضرورية. “النهار” نزلت إلى الشارع وحاولت رصد بعض الآراء حول هذا الإجراء.
اقتربنا أولا من معرض السيارات الخاص بعلامة الأسد الفرنسية “بيجو” وهناك التقينا بعدد من الزوار الذين جاؤوا خصيصا لمعاينة السيارات المعروضة على أمل اختيار واحدة منها تتماشى وميزانيتهم، منهم السيدة عائشة التي ألحت على زوجها لاقتناء سيارة 307 حيث صارحتنا بعد أن عرضنا عليها الموضوع “أفضّل الشراء الآن قبل أن تدخل التعليمات حيز التطبيق وأجد نفسي عاجزة عن اقتناء أي سيارة ولو كانت من العلامات غير الجيدة، ففي بلادنا نكاد نحرم من كل شيء وسيأتي يوم نضطر فيه لدفع ضرائب على حياتنا”.
ووافقها في الرأي “محمد”، عامل، والذي قال: “ليس غريبا ما يحدث في الجزائر، فالحظيرة توسعت كثيرا والجميع يملك سيارة اليوم والحاصل أن الدولة تريد الحد من مشكل الاكتظاظ الذي يخنقنا ليل نهار، مع أن هذا سيحرم الكثيرين من عامة الشعب من تحقيق حلمهم الأول في اقتناء مركبة يعتمدون عليها في تنقلاتهم”، فيما رأى نسيم بأنها “ضربة مسددة للوكلاء التجاريين في عالم السيارات والذين امتصوا دم “الزوالية” بإيهامهم بمساعدتهم فيما يتعلق بالقروض، لكن المواطن يدفع أضعاف ما يقتنيه، ويبقى طوال حياته يعمل على دفع مستحقاتها، ومع هذا يجدون أنفسهم مضطرين للخضوع في سبيل تحقيق أحلامهم، غير أن الكثير من هذه الأحلام ستتبخر بسبب القرار الأخير الذي أصدرته الحكومة والذي سيعيدنا إلى الوراء قليلا”.
بينما أبدى البعض الآخر أسفه على ما قد ينتج عن تطبيق هذا القرار الجديد، منهم صفية التي وصفته بالخاطئ وقالت إن “هذا لن يغير من الواقع شيء طالما هناك أبناء الأغنياء الذين سيستمرون في اقتناء السيارات الجديدة ولن يجدوا مشكلا في الأمر، على خلاف المواطن البسيط الذي ستتواصل مأساته مع المواصلات “الميتة” في الجزائر إلى أن يموت”! فالأزمة الحالية لن تحل بهذه الطريقة، حتى وإن كان هذا القرار حركة تأديبية لبعض الوكلاء بهدف الحد من نشاطاتهم وإغراقهم للسوق الجزائرية بمنتجاتهم، وإنما على الدولة بسحب الاعتمادات أو تحديد سقف واحد للبيع من خلال وضع أطر وسن قوانين مسيرة في هذا المجال”.
من جهتها قالت حبيبة، عاملة دائمة، “كنت أنوي شراء سيارة من نوع “كليو كومبوس” بالتقسيط، غير أن إقرار ضريبة جديدة مبالغ فيها جعلني أتراجع عن قراري، لأن راتبي لا يسمح بذلك، وبرأيي هذه الزيادة في غير محلها لأن الجزائر تعرف بحبوحة مالية تغنيها عن الطمع في أموال الشعب البسيط”.
توجهنا بعد ذلك إلى معرض فيات للسيارات بحيدرة حيث التقينا الشاب سمير الذي حضر للمعرض من أجل طلب “فاتورة أولية” بقصد اقتناء سيارة بالتقسيط، لكن المسكين “صعق” بنبأ الزيادة في الضريبة التي علم بها من قبلنا، وقال بعفوية “هذه التعليمة ضد الزوالية ذوي الدخل المحدود”.