إعــــلانات

“النهار” تخترق “كابول قمرة” معقل كتيبة المهاجرين في المسيلة

“النهار” تخترق “كابول قمرة” معقل كتيبة المهاجرين في المسيلة

“النهار ” في المنطقة المحرّمة ” قمرة ”

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

ببلدية عين الريش جنوب ولاية المسيلة، دخولنا إلى المنطقة التي أطلق عليها سكانها اسم “كابول”، نظرا لخطورة الوضع الأمني بها وسيطرة “كتيبة المهاجرون “، تنشط تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، على تضاريسها الوعرة، كان برغبة كشف حقيقة هذه المنطقة التي تفتقر إلى ظروف العيش الكريم وكذا انعدام الأمن، مما جعل سكانها يقفون وقفة حائر بين نار الإرهاب من جهة وتهميش السلطات من جهة أخرى، وتحولها إلى مركز تجنيد وجمع الأسلحة والمؤونة، حيث أصبحت منطقة ” قمرة ” توحي بخطورة الأوضاع الأمنية مع تعشيش الإرهاب فيها.

أطلق عليها اسم “كابول” لتمركز الجماعات الإرهابية الفارة بها

لم يكن من السهل تجاوز مسافة 160 كلم لكثرة المنعرجات من جهة، وخطورة المنطقة أمنيا، بإعتبارها قاعدة خلفية للجماعات المسلحة، بمنطقة شط “الحضنة.”

كان وصولنا إلى منطقة ” قمرة ” ببلدية عين الريش بعد 3 ساعات من الزمن، واستوجب المرور عبر مسالك مخيفة في الصباح الباكر، حيث يغرق الأهالي في نومهم، ما عدا رعاة الغنم، وأولئك المتشبثين بأرضهم رغم المخاطر المحدقة بهم، وهم على ظهور بهائم مستمتعين بالطريقة التقليدية لأبناء الخضنة العريقة، وقد اتخذت الحياة اليومية الجميلة للسكان صورا من الذكريات الحزينة والأليمة، التي رافقت الصمت المخيف، انتابنا إحساس بالخوف ونحن ندخل منطقة “قمرة” التي لم يبق منها إلا أكواخ القصدير والعشرات من المساكن التي تحولت إلى أطلال، ولم يكن المشهد ذريعة للقرويين الذين انغمسوا في حياتهم البسيطة؛ فهذا يهتم بقطيع الماشية في الصباح الباكر، وذاك يتوجه إلى حقله وأرضه، مغامرين بحياتهم أمام القنابل المزروعة على حواف الطرقات والمسالك الريفية، التي أودت في الكثير من المرات بالعديد منهم، آخرها إصابة “نقيب عسكري وقائد فرقة الدرك بعين الريش” بجروح بليغة، استدعت تحويلهما إلى المستشفى العسكري بعين النعجة. 

توجهنا بعدها إلى أحد كبار المنطقة الذي رفض الحديث معنا بحجة أن كل من يزورهم يعطيهم وعودا كاذبة وبعدها لا رجعة يقول   لقد فقدنا الأمل، لكن وبعد إصرارنا واستحلافه بعظمة هذا الشهر “رمضان المعظم “، ارتاح لنا وكشفنا له عن هويتنا، انطلق في سرد معاناتهم بالمنطقة، مؤكدا أنّ الوضع لا يبعث على الإرتياح بقرى بلدية “عين الريش”، مع قلة الإنتشار لوحدات الجيش وعناصر الأمن في الآونة الأخيرة، خاصة مع استفحال الإجرام وجماعات الدعم والإسناد، بشكل مخيف وتجدد الإشتباكات المسلحة بين العناصر الإرهابية ووحدات الأمن المشتركة، يعيش على وقعها سكان المنطقة.

يقول محدثنا “عمي الجودي”، إننا نحس أحيانا أننا خارج جزائر العزة والكرامة، وكأننا في مدينة “كابول” بأفغانستان، في إشارة منه إلى تحول المنطقة إلى قبلة للجماعات الإرهابية الفارة من ” الجلفة، بسكرة، البويرة ” ومختلف ولايات الوطن.

بعدها قمنا بالسير حوالي 1 كلم وتوقفنا عند أحد المواقع، وهو معقل الجماعة السّلفية للدّعوة والقتال “كتيبة المهاجرون” كان تحت إمرة “الأمير البار”، الذي قضت عليه قوات الأمن مؤخرا، وحاليا يعد معقلا استراتيجيا لتنظيم الإرهابي بقيادة “أبو قتادة الأفغاني” المكنى بـ “سالم البوسعادي”، يسكت قليلا… ثم ينطلق في الكلام بنبرة غضب حادّة، أن العناصر الإرهابية لم تبق في موقع واحد لتضليل مصالح الأمن من أسبوع إلى شهر، ثم يعودون إلى الموقع المقصود، حتى السكان المحليين أصبحوا مجبرين على حفظ برنامج تحركاتهم حتى لا يصطدموا بهم.

 كما أكد بأنّهم اتخذوا من جبال المنطقة مركزا للتدريب، وجميع أفراد الجماعة الإرهابية متواجدون بتلك المواقع، التي لا تزال تشكل خطرا على السكان، ورغم عمليات التمشيط؛ فإن جميع العناصر الإرهابية متواجدة هناك، والمواطن بقرى بلدية عين الريش يعيش في رعب من تلك الجماعات الإرهابية.

غير أن روايات من عايشوا الأحداث المأساوية تؤكد إصرار سكان المنطقة على إيجاد موارد للإسترزاق ومواصلة حياتهم وتوفير لقمة العيش، أحد رعاة الغنم بالمنطقة “محمد” 32 سنة، الذي دلنا عليه “عمي الجودي”، على أنه يعرف تفاصيل كثيرة عن سنوات الموت، لكن وبمجرد اكتشافه لهويتنا نصحنا بالرحيل فورا وعدم المكوث مطولا.

لكن كلام الراعي كان صادقا بعد مغادرتنا المنطقة ببضع ساعات، وردنا اتصال من مسؤول أمني “بأننا محظوظين”، لأن جماعة إرهابية مجهولة قامت بنصب حاجز أمني مزيف في المنطقة، أطلقت خلاله عيارات نارية على شخصين كانا يرعيان الغنم، و قامت بذبحهما من الوريد إلى الوريد.

رابط دائم : https://nhar.tv/80sLj
إعــــلانات
إعــــلانات