''الهاشمي'' يتّهم سائقه بسرقة 700 مليون قيمة عائدات أدوية خلال يوم

 ،فتحت، أمس، محكمة الحراش الملف القضائي المتعلق باختلاس أموال من القطاع الخاص الذي اتهم فيه الدكتور ”محمد الهاشمي” صاحب مركز التداوي بالأعشاب وقناة الحقيقة، موظفا لديه يعمل كسائق، يدعى ”م.م” ، البالغ من العمر   29   سنة، بالاستيلاء على مبلغ مالي قدر بأزيد من 700 مليون سنتيم، خلال تكليفه بنقل بضاعة وتحصيل قيمته بالمركز الفرعي الكائن بقسنطينة. مثل المتهم أمام المحكمة وصرح أنه بموجب المهام الموكلة إليه والمتمثلة في نقل الأدوية من المركز الطبي بالعاصمة إلى الفروع بكل من وهران وقسنطينة وجمع المداخيل عبر جميع النقاط التجارية على المستوى الوطني وتسليمها بالمقر الرئيسي للمدعى عليه في المحمدية، نقل بتاريخ 9 نوفمبر بضاعة من العاصمة إلى مركز قسنطينة وسلمت له قيمتها نقدا في حقيبة محكمة الأقفال، أحضرها إلى المركز الذي وصله حوالي الساعة الرابعة مساء من أجل تسليمها للمسؤول المباشر، وهو ابن شقيقة الدكتور الهاشمي المدعو ”عصام.ح.ع”، المكلف بتسلّم العائدات الذي لم يجده في المكان، مما اضطره إلى ركن المركبة في المركز، بناء على تعليمة الضحية الذي ألزمهم بترك سيارات المصلحة خارج دوام العمل وترك إثرها الحقيبة التي تحتوي على المبلغ المالي المقدر بأزيد من 700 مليون سنتيم وراء كرسي السائق وغادر إلى بجاية وأغلق هاتفه النقال، ليصطدم بعدها بنشر صورته على قناة الحقيقة كمبحوث عنه مصحوب بتلاوة القرآن، حيث خيّل لبعض معارفه أنه توفي، ثم انتشرت إشاعة اختلاسه الملايير، وهو الأمر الذي جعله يسافر إلى تونس لحماية نفسه، خاصة أن مجهولين تجمهروا أمام بيته العائلي الكائن بجيجل، لتظل صورته منشورة على القناة مدة 10 أيام.وقد أنكر، أمس، المتهم بشدة كل ما نسب إليه وأكد أن لا علاقة تربطه بالقضية، وفنّد تصريحات أحد الموظفين الذي صرح في الجلسة أنه شاهد المتهم وهو يخرج حاملا معه المحفظة، وشكك دفاعه في مصداقية تصريحات الشهود بحكم أن أحدهم قريب الضحية والباقين موظفين لديه، كما تطرّق إلى أن السجل التجاري الذي يعمل به الدكتور الهاشمي يرخص له التجارة بالتجزئة لمنتجات الحليب والعسل، والبقول الجافة ومنتجات المطحنة للتغذية العامة ”بقالة” وأخرى لمواد الحمية الغذائية ومواد الحمية، وأشار في مرافعته إلى غياب الدليل المادي الذي من شأنه أن يورط موكله في الجرم المنسوب إليه، وأضاف أنه كان من الأجدر بالهاشمي تقديم الشكوى مباشرة  لدى مصالح الشرطة بعد الجريمة لنقل البصمات ومعاينة المكان وأن لا يتماطل في ذلك.من جهتها، دفاع الضحية ذهبت في مرافعتها إلى تأكيد تصريحات الشهود على أن المتهم قام بأخذ المبلغ المالي، وذكرت أنه من غير المعقول تلفيق التهمة في حق الموظف الذي يقبض أزيد من 40 ألف دج إضافة إلى العلاوات والحوافز، وأضافت أن مداخيل الهاشمي تفوق الملايير في الشهر وهو ما لا يسمح له بتلفيق التهمة لموظفه. وأمام المعطيات المقدمة، طالب ممثل الحق العام تسليط عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا.

الهاشمي ينشر صورة المشتبه فيه على قناة ”الحقيقة” كمبحوث عنه قبل الشكوى

وفي سياق متصل بالمحاكمة، أكد المحامي ”عبد الله قجاور” أنه تقدم بشكوى رسمية مرفوقة بادعاء مدني ضد الدكتور الهاشمي مالك قناة ”الحقيقة” وصاحب المركز الطبي للتداوي بالأعشاب الطبيعية الكائن مقرها بالمحمدية، لدى عميد قضاة التحقيق بمحكمة الحراش لنشره صورة مواطن جزائري، وهو المشتبه فيه في الملف الأول العامل لديه كسائق على القناة التي يملكها كمبحوث عنه، حيث وضع الصورة الشخصية للشاب ”م،م” ودوّن في أسفلها ”نرجو من السادة المواطنين والمقيمين في الجزائر تبليغ أقرب مركز شرطة عن ”م.م”، العمر 29 سنة ”، حيث ذكر المعني بالأمر أنه بتاريخ 10 نوفمبر كان ماكثا بالبيت ليشاهد صورته الشخصية على قناة الحقيقة كمبحوث عنه، بثت مدة 10 أيام ظلت لمدة 3 أيام الأولى صورة دون صوت وأسبوع كامل مرفقة بتجويد للقرآن الكريم، حيث أكد المصدر أن الضحية صدم من المنشور الذي هز كيان عائلته وسبب له أضرارا كبيرة، خاصة أن كل معارفه وأصدقائه ظنوا في بادئ الأمر أنه توفي، قبل أن ينتشر بين العامة إشاعة اختلاسه للملايير والتي تعد مخالفة يعاقب عليها. حيث لا تزال القضية على مكتب عميد القضاة، ومن المزمع استدعاء الأطراف فيها للاستجواب وتحديد المسؤوليات.