إعــــلانات

الوزير الأول: تطوير البنى التحتية بإفريقيا في صلب أولوياتنا

الوزير الأول: تطوير البنى التحتية بإفريقيا في صلب أولوياتنا

أكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أن الجزائر تضع في صلب أولويات عملها الإفريقي أهمية تجسيد برنامج تطوير البنى التحتية في إفريقيا “PIDA”.

ونقل الوزير الأول، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال قمة داكار الثانية حول تمويل المنشآت في إفريقيا، تحيات رئيس الجمهورية وتمنياته بالنجاح الكامل لأشغال هذه القمة الهامة.

وأغتنم الوزير الأول، هذه الفرصة للإشادة بدور الرئيس ماكي صال، رئيس الاتحاد الأفريقي، وجهوده الجديرة بالثناء في الدفاع عن المصالح الأفريقية. صوب تحقيق “إفريقيا التي نريدها” تماشيا مع تطلعات أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.

كما حيا جهود الاتحاد الأفريقي ووكالة التنمية AUDA-NEPAD، التي تعد الجزائر أحد أعضائها المؤسسين.

ويأتي ذلك، بهدف مضاعفة المساعي تجاه شركاء إفريقيا الدوليين لضمان التمويل اللازم للبنى التحتية الرئيسية المدرجة في برنامج تطوير البنية التحتية في إفريقيا (PIDA).

وتابع أيمن بن عبد الرحمان، أن اجتماع اليوم يؤكد وعينا المشترك بالدور الحاسم للبنى التحتية في مسار التنمية الاقتصادية لأفريقيا. وهو ما يجعله سانحة حقيقية لبحث السبل والوسائل الكفيلة بتسريع وتيرة إنجاز المشاريع الرائدة المدرجة في أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي. لاسيما منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (ZLECAf).

وفي هذا السياق، أكد الوزير الأول، إن للجزائر قناعة ثابتة بضرورة تسريع التكامل الإقليمي لقارتنا. كسبيل وحيد لمواجهة تحديات التنمية وإنهاء تهميش إفريقيا في مسار العولمة.

وهي قناعة-يضيف الوزير الأول- جعلت الجزائر تضع في صلب أولويات عملها الإفريقي أهمية تجسيد برنامج تطوير البنى التحتية في إفريقيا (PIDA). ذلك أنه يَنْشُدُ التكامل والاندماج الإقليميين، ويشكل، من هذا المنطلق، قوة دافعة للنمو الاقتصادي والمستدام والشامل.

وأشار ذات المتحدث، إلى أن التحليلات المقارنة مع مناطق أخرى من العالم، تكشف عن معدل منخفض لحجم التجارة البينية في إفريقيا، الذي لا يتجاوز 16%. في حين يبلغ نسبة 60% في القارتين الأوروبية والآسيوية. وهو ما يرجع أساسًا إلى العجز المسجل في البنية التحتية الحديثة والنوعية في قارتنا.
مشددا على ضرورة تكثيف جهودنا من أجل تحقيق الأهداف المحددة في إطار برنامج PIDA.

وواصل الوزير الأول، بأن إرساء أطر تعاون مربحة للجانبين بين إفريقيا وشركائها الرئيسيين من شأنه المساهمة في تصور إجراءات ومبادرات تعزز من قدرتنا على حشد الموارد المالية عبر مساهمات المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، وشركاء التنمية، وكذلك القطاع الخاص. مما سينعكس لا محالة بالإيجاب على وتيرة إنجاز البنى التحتية في إفريقيا.

مضيفا أن إنشاء شراكات بين القطاعين العام والخاص، مع الرفع من مشاركة القطاع الخاص، يمثل أيضًا سبيلا واعدا. بالنظر إلى قدرة هذه الشراكات على تخفيف العبء على ميزانيات الدول الإفريقية. وتقليل المديونية المفرطة مع الاستفادة من الابتكارات التي طورتها الشركات الخاصة.

وأشار الوزير الأول، إلى أنه وإذا كان على المستثمرين الأفارقة والأجانب اغتنام الفرص الموجودة في العديد من القطاعات ذات القيمة المضافة العالية وتقديم الخبرة والمعرفة التي تحتاجها البلدان الأفريقية. فيتعين في المقابل، على هذه الأخيرة، تهيئة مناخ مواتٍ للفعل التجاري والاستثماري. عبر الرفع من جاذبية القطاعات الحيوية للاستثمارات، وعلى رأسها البنى التحتية والمنشآت القاعدية.

ولفت الوزير الأول، إلى أن الجزائر كانت ولا تزال ملتزمة تمامًا بالعمل على تعزيز المساعي الرامية إلى تحقيق الاندماج القاري. وهو ما تُتَرجِمُه الطبيعة الاندماجية لمنشآتها القاعدية وبُنَاهَا التحتية الوطنية.

حيث أنها ومنذ حداثة عهدها بالاستقلال، أطلقت مع دول الجوار، أحد أوائل المشاريع الاندماجية في قارتنا. من خلال الطريق العابر للصحراء الذي يبلغ طوله قرابة 10.000 كيلومتر. مع محور رئيسي إلى نيجيريا عبر النيجر وتفرعات تربط الجزائر وتونس ومالي والنيجر ونيجيريا وتشاد. مُشَكِّلاً بذلك حافزا ومُسَرِّعًا للتكامل الاقتصادي، كونه يمتد على ثلاث مناطق أفريقية “الشمال، الغرب، الوسط”.

وتابع الوزير الأول، أن الدول المعنية اتفقت بهذا المشروع الاستراتيجي في شهر جوان من سنة 2022 بالجزائر. على جعله رواقا اقتصاديا مندمجا، بما يتوافق والرؤية الجديدة للبنى التحتية المكرسة في مخطط العمل الثاني للأولويات، الـمُنبثق عن برنامج PIDA.
كما بادرت الجزائر أيضا مع الشقيقة موريتانيا إلى وضع الترتيبات القانونية والإجرائية والمؤسساتية من أجل إنجاز طريق يربط مدينة تندوف الجزائرية بالزويرات الموريتانية، على مسافة تقارب 800 كلم. لِيَصِلَ بذلك الجزائرَ بغربِ إفريقيا. خاصة وأن موريتانيا والسنغال، وتحت إشراف صاحبي الفخامة الرئيس ماكي صال والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. قد أطلقتا في نوفمبر 2022 أشغال بناء جسر “روصو” الذي يربط بين البلدين.

كما أن شبكة الألياف البصرية العابرة للصحراء، بطول 4500 كيلومتر، التي ستربط الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا. ستسمح بتطوير الاقتصاد الرقمي ورأب الفجوة الرقمية في المنطقة، وتحقيق نقلة نوعية في جميع المجالات.

وأكد الوزير الأول، إن الجزائر حريصة أيضا كل الحرص على تجسيد خط أنابيب الغاز لاغوس-الجزائر. الذي تعكف، بمعية كل من النيجر ونيجيريا الشقيقتين، على متابعته وتسريع وتيرة إنجازه.

وأغتنم أيمن بن عبد الرحمان، هذه الفرصة للتأكيد على أهمية مواءمة المشاريع المسجلة في برنامج PIDA مع أهداف أجندتنا القارية لسنة 2063. مع ضرورة التقيد بإجراءات الاتحاد الإفريقي المتعلقة باختيار المشاريع. لاسيما ما تعلق منها بالموافقة المسبقة للدول المعنية بالمشاريع المختارة، إعمالا للميثاق التأسيسي لمنظمتنا.

وفي ختام كلمته، جدد الوزير الأول، انخراط الجزائر التام والفعال في مساعينا المشتركة لتحقيق الاندماج القاري وتطوير البنية التحتية في قارتنا. مؤكدا أن تنفيذ مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، يعتمد في آن واحد على تصور مشترك واندماجي للمشاريع الوطنية. وتنسيق مستمر، في إطار مبادئ التضامن والوحدة التي يفرضها التزامنا الجماعي بتحقيق إفريقيا قوية وصامدة ومزدهرة، لمساعينا الدولية لحشد الدعم اللازم لتجسيدها.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/h3cLm
إعــــلانات
إعــــلانات