الوضع الأمني بولاية قفصة التونسية يزداد تدهورا
عرفت الأوضاع الأمنية بولاية قفصة التونسية تدهورا كبيرا في ضوء استمرار المشادات والصدامات القبلية منذ ثلاثة أيام بمدينة المتلوي الواقعة في منطقة أحواض مناجم الفوسفاط مما أسفر لحد الساعة عن مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من مائة شخص آخر. وكانت ولاية قفصة بما فيها مدينة المتلوي قد عرفت منذ سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن على في 14 جانفي الفارط حالات من الاحتقان في العديد من المرات بسبب ما تم ترويجه منذ مدة من إشاعات حول سياسة الإنتداب التي ستعتمدها شركة “فسفاط قفصة” في تنفيذ برنامجها التشغيلي الذي أعلنت عنه.
وقد تضررت جراء أحداث العنف التي تضاعفت خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من المحلات التجارية والمنازل التي تعرضت لأعمال الحرق والتخريب والنهب والإتلاف، وكانت المشادات قد بدأت أول أمس الجمعة بين أفراد قبيلتين حيث استعملت بنادق الصيد والزجاجات الحارقة والقضبان الحديدية والتراشق بالحجارة قبل أن يتجدد النزاع أمس السبت بشكل أكثر ضراوة رغم حضور أجهزة الأمن ووحدات الجيش التونسي والحرس الوطني (الدرك الوطني) مما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من مائة شخص بجروح في ظرف 48 ساعة الأخيرة.
وبالنظر إلى اشتداد الصراع الدموي بين قبيلتين قررت السلطات التونسية تمديد فرض حظر التجول بهذه المدينة بداية من الرابعة بعد الزوال إلى الساعة السادسة صباحا ليبقى هذا القرار ساري المفعول إلى تاريخ لاحق. ووجه سكان المدينة نداء استغاثة طلبا للنجدة التدخل السريع لفض الصدامات ووضع حد لإعمال العنف وعمليات تهديم المنازل بواسطة الجرافات المتواصلة منذ أول أمس الجمعة الماضي.
وأفاد مصدر أمني أن تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة توجهت إلى مدينة المتلوي لمعاضدة جهود قوات الجيش التونسي وأجهزة الأمن المتواجدة بالمنطقة وضبط الأوضاع والحد من الإنفلات الأمني الخطير الذي تعرفه هذه المدينة من ثلاثة أيام .
وحسب وزارة الداخلية التونسية فإن أسباب تلك الأحداث التي تحولت إلى ما يشبه المعركة وقعت في البداية بين شخصين لتتطور بانضمام أعداد كبيرة من أهاليهما الذين استعملوا بنادق الصيد والزجاجات الحارقة والتراشق بالحجارة واستعمال القضبان الحديدية والعصي. وقامت هذه المجموعات بصد كل محاولات الجيش التونسي وأجهزة الأمن ومنعتها من فض النزاع فيما عمدت إلى غلق منافذ المدينة ووضع حواجز على الطرقات لمنع وصول التعزيزات الأمنية والعسكرية إليها.
